بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هل تستحب متابعة المؤذن في الإقامة؟
نعم يشرع ذلك باتفاق المذاهب الثلاثة الحنفية والشافعية والحنابلة. واختاره ابن رجب في الفتح.
وخالف في ذلك المالكية فقط فقالوا لا يشرع.
والأقرب أنه يشرع.
لأن الإقامة أذان لقوله صلى الله عليه وسلم: "بين كل أذانين صلاة" يعني: بين الأذان والإقامة. فسمى الإقامة أذانا.
وعليه فتدخل في العمومات.
قال ابن رجب: وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن" يدخل فيه الاذان والاقامة؛ لان كلا منهما نداء إلى الصلاة، صدر من المؤذن. فتح الباري لابن رجب.(5/ 258)
وهل يشرع قول «أقامها الله وأدامها» عند قول المقيم: «قد قامت الصلاة»؟
نعم يشرع ذلك باتفاق العلماء القائلين بمتابعة المقيم. إلا أن بعض الحنفية قال: يجيب في الإقامة إلى أن ينتهي إلى قوله «قد قامت الصلاة» فحينئذ يجيب بالفعل دون القول. وقول الجمهور أرجح.
وفي المسألة (أعني قول: «أقامها الله وأدامها») حديث فيه ضعفٌ لكنه ليس شديدا، ومعناه موافق لفقه الباب، ولعله لهذا سكت عنه أبو داود في سننه مما يدل على أنه يصلح للعمل. ولهذا عمل به جماهير العلماء كما سبق.
تنبيه:
رأيت بعض العلماء الأجلاء من المعاصرين يؤلف بين الأقوال فيقول:
يشرع أن يجيب المؤذن في الإقامة، لكن لا يشرع أن يقول: « أقامها الله وأدامها» عند قول المقيم: «قد قامت الصلاة» بل يقول مثل ما يقول المقيم.
وهذا القول لم أقف على قائل به من العلماء المتقدمين.
والله عز وجل أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد