الرحماء الأنقياء الأصفياء


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

أحبُّ الناس إلى قلبي الرحماء الأنقياء الأصفياء، وهذه بعض صفاتهم:

١- قلوبهم نقية كالماء الزلال، صافية كالحليب، فلا غلّ ولا دغل، ولا حقد ولا حسد.

٢- يسامحون ويقبلون الأعذار، مهما بدا أنها واهية؛ إيثارًا للود، وتمتينًا لوشائج المحبّة؛ لهذا يتغافلون ويفوِّتون، ولا يعاتبون، وإن عاتبوا فلا يُكثرون ولا يجرحون.

٣- يحسنون الظن بالناس ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وإذا ما اضطُّروا لإسائته فإنهم ينصرفون راشدين، ويطوون الصفحات، ويرحلون في صمت، ويحفظون الأسرار والمقامات.

٤- يعذرون الناس، ولا يفتّشون أو ينقّبون.

وهنا فرق بين قبول المعاذير وعذر الناس.

فالعذر يكون ابتداءً بين الشخص ونفسه، فلا يحتاح من الأصل إلى عتاب، بينما يكون قبول المعاذير بعد العتاب.

وهؤلاء يلتمسون الأعذار للناس ابتداءً، وإذا ما عاتبوا قبلوا المعاذير.

٥- واضحون شفّافون، فلا لؤم ولا خبث، ولا لفّ ولا دوران.

ألسنتهم مغارف قلوبهم النقية، فلا يخرج منها ما يكسر الخواطر، ولا ما يخدش كرامات وكبرياء الناس.

٦- ميزتهم الكبرى = الشفقة والحُنُوّ على الخلق، وتمني السلامة لهم، فهم أهل عواطف صادقة، دمعتهم قريبة، وقلوبهم قريبة، وعقولهم قريبة.

٧- أهل نجدات ومروءات، يغيثون ويسعفون ويبادرون في الخيرات.

٨- مشاعرهم مرهفة، فهم أهل حساسية للكلمات والنظرات والإيماءات؛ ولهذا فكثيرًا ما يُجرحون، لكنهم يكتمون ولا يعلنون.

٩- أهل إيثار، فلا يعرفون أثرة ولا أنانية، فضلا عن النرجسية، لا يرون لأنفسهم على الناس ميزة، ويؤثرون أن يكونوا في غبراء الناس، فلا تطلع لعلو، ولا رغبة لسيادة.

جعلنا الله وإياكم منهم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply