بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يُعد أسلوب الشرط من الأساليب اللغوية التي وردت في كتاب الجامع لخطب عرفة لما له من دور في بيان الأحكام الشرعية الفقهية المتعلقة بمناسك الحج؛ لذا فإن هذه الدراسة تتناول بعض وأبرز أنماط التراكيب الشرطية في كتاب " الجامع لخطب عرفة " لسماحة الشيخ /عبدالعزيز آل شيخ، حيث تعرض لأبرز الأنماط التي جاء عليها فعل الشرط وجوابه في هذا الكتاب، كما ستعرض لفعل الطلب وجوابه،والحالات التي تم تقديم جواب الشرط فيها من خلال ثلاثة محاور،وهي:
المحور الأول: أبرز الأنماط التي جاء عليها فعل الشرط وجوابه:
-الأداة + (فعل الشرط) + (جواب الشرط).
-الأداة + (فعل ماضي) + (فعل ماضي).
مثل قول سماحة الشيخ:" إذا أذنب استغفر "([1]).
إذا+ أذنب + استغفر
ومثل قول سماحة الشيخ:" لما انحرف العباد عن هذه الفطرة أرسل الله الرسل ليردوا العباد إلى فطرة الله السليمة "([2]).
وقوله:" فلما انحرفوا عن فطرة الله، وعبدوا غير الله وأشركوا مع الله غيره بعث الله نوحًا عليه السلام يدعو قومه "([3]).
وقوله:" حتى إذا أكمل الله به الدين، وأتم النعمة... ... .اختاره الله إلى جواره "([4]).
وقوله:" ومن عارض هذا الدين طلبوا منهم تسليم الجزية "([5]).
وقوله:" ومن قاومهم قاوموه "([6]).
وقوله:"إن هذه الأمة المحمدية إذا تمسكت بدينها عزت ونالت الكرامة والرفعة في الدنيا والآخرة ([7]).
وقوله:"وهكذا أعداء الإسلام إذا دعوتهم إلى القرآن وإلى تحكيمه وإلى العمل بمقتضاه قالوا: تلك أمور انتهت ([8]).
-الأداة + (فعل مضارع) + ف + (فعل ماضي).
مثل قول سماحة الشيخ:" من يعلم أنه موقوف بين يدي الله، وأن الله محصٍ عليه جميع أعماله، اتقوه تعالى وراقبوا أمره واجتنبوا نهيه "([9]).
من + يعلم أنه موقوف بين يدي الله، وأن الله محصٍ عليه جميع أعماله، + اتقوه.
-الأداة + (فعل مضارع)+ف+ قد +(فعل ماضي).
من انصرف منها فقد خالف هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
من +انصرف منها+ فقد خالف هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.
من أراد أن يحول وجوه الناس ويجعل لهم عوضًا فيما يزعم عن هذا البيت الحرام ويصرف حجمهم كما يظن إلى أي بقعة من الأرض كائنة من كانت فقد ضل وأضل.
وقوله: من ادعى عير لك فقد ضل سواء السبيل، وأتى بزور من القول وبهتان.
وقوله: فمن دفع من عرفة قبل غروب الشمس فقد أخطأ وعليه دم.
-الأداة + (فعل ماضي كان واسمها)+(ف+ ذاك).
إن كنت قادرا بنفسك على رمي الجمار فذاك أفضل مع احترام إخوانك وعدم إلحاق الضرر والأذى بهم.
-الأداة + (فعل ماضي كان واسمها)+(ف+ جملة اسمية).
إن كنت اجزًا عن الرمي لمرض أو كبر أو كانت امرأة ربما يشق الرمي عليها فجائز أن توكل غيرها ليرمي.
-الأداة + (فعل ماضي)+(جملة اسمية مبدوءة بلا مقترنة بالفاء).
إن أحببتم أن تنصرفوا فلا شيء عليكم.
وقوله: إن أحببتم أنتقيموا إلى اليوم الثالث فلاشيء عليكم .
-الأداة +(فعل ماضي)+(جملة فعلية طلبية "مقترنة بالفاء).
مثل استشهاد سماحة الشيخ بقوله تعالى: " فإذا أفضتم مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ" البقرة /آية 198([10]).
فإذا + أفضتم مِنْ عَرَفاتٍ + فَاذْكُرُوا اللَّهَ.
-الأداة +(فعل ماضي مبني للمجهول)+(فعل ماضي).
مثل قول سماحة الشيخ: "إذا أُعطي شكر"([11]).
إذا+ أُعطي+ شكر
وقوله (إذا اُبتلي صبر) ([12]).
-الأداة + (فعل ماضي) +ما + (فعل ماضي).
{لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (آل عمران /آية)63 .
لَوْ+ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا +ما+ أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (آل عمران /آية).
-الأداة + (فعل ماضي ناسخ)+(جملة (إن ومعموليه "اسمها وخبرها"مقترنة بالفاء).
مثل قول سماحة الشيخ: "إذا كان القلب منصرفًا لغير الله،آلها غير الله،راجيا غير الله ؛فإنه لن ينقاد للخير أبدًا"([13]).
إذا+ كان القلب منصرفًا لغير الله،آلها غير الله، راجيا غير الله،+ فإنه لن ينقاد للخير أبدًا.
وقوله: فمن تعجل في يومين..فإن الكل جائز.
-الأداة +(فعل ماضي)+(ف+ جملة اسمية مسبوقة بإن الناسخة).
فمن اتبع القرآن وحكمَّ القرآن وجعل القرآن نظامه ودستور حياته فإنه لا يضل في الدنيا ولا يشقى.
فمن+ اتبع القرآن وحكمَّ القرآن وجعل القرآن نظامه ودستور حياته + فإنه لا يضل في الدنيا ولا يشقى.
ومن أعرض عن القرآن فإن حياته شقاء وبلاء.
وقوله والأمة متى عادت إلى رشدها، وتمسكت بدينها واعتصمت بوحي الله فإنها بتوفيق الله ستقف أمام مكائد أعدائها ولا يضرها شيء بتوفيق الله وعزته وقوته.
وقوله في حالة الابتعاد عن الدين: فإذا فعلوا ذلك فإن العدو سيتسلط عليهم.
-الأداة + (فعل ماضي)+(ف +ل+ فعل مضار ع مؤكد بنون التوكيد).
{مَنْ عَمِلَ صالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل /آية 97).
{مَنْ+ عَمِلَ صالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ+ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ}.
-الأداة + (فعل ماضي) + (ف +ل+ فعل مضار ع).
فإذا كان هذا خوف عمر رضي الله عنه على نفسه مع الإيمان واليقين الصادق، فليحذر كل مسلم أن يكون في إيمانه شيء من النفاق وليحاسب نفسه.
فإذا + كان هذا خوف عمر رضي الله عنه على نفسه مع الإيمان واليقين الصادق+ فليحذر كل مسلم أن يكون في إيمانه شيء من النفاق وليحاسب نفسه.
وقوله: من أراد لدعوته القبول فلينهج منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم في وضوح دعوته ووضوح مبادئها وفي سلامتها في منهجها ومبدئها.
المحور الثاني: نماذج الطلبوجوابه :
من نماذج الطلب وجوابه: قول سماحة الشيخ /عبدالعزيز آل شيخ: *فاجعلوا أمر توحيد العبادة غاية أمركم... لتستقيم لكم العقيدة الصحيحة الصافية*.
فالطلب قوله (فاجعلوا أمر توحيد العبادة غاية أمركم) جواب الطلب في قوله:"... لتستقيم لكم العقيدة الصحيحة الصافية".
وقوله "..اتقوا الله في شعوبكم وحكّموا فيهم شرع الله ؛لتعيشوا وإياهم في إيمان واستقرار".
فالطلب قوله (اتقوا الله في شعوبكم وحكّموا فيهم شرع الله) جواب الطلب في قوله: "... لتستقيم لكم العقيدة الصحيحة الصافية".
وقوله "فلنتق الله في أنفسنا، ولنصحح أوضاعنا، ولتعد إلى ديننا، فثم العزة والكرام".
وقوله: "فاعملوا بكتاب الله وحكموه وتحاكموا إليه واعملوا به، واجعلوه نظام حياتكم، لتعيشوا سعداء أمناء".
وقوله: واجتمعوا عليه لعلكم تفلحون.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
المراجع:
سماحة الشيخ عبدالعزيز آل شيخ: كتاب "الجامع لخطب عرفة" - المجلد الأول، ط3، جمعه وأشرف على إعداده: بدر الوهيبي، الرياض، الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، 1434ه- 2013 م.
([1]) كتاب الجامع لخطب عرفة، ص18
([2])كتاب الجامع لخطب عرفة ، ص20
([3]) كتاب الجامع لخطب عرفة، ص20
([4]) كتاب الجامع لخطب عرفة، ص26-27
([5]) كتاب الجامع لخطب عرفة ، ص 27
([6]) كتاب الجامع لخطب عرفة ، ص 27
([7]) كتاب الجامع لخطب عرفة ، ص 152
([8]) كتاب الجامع لخطب عرفة ، ص 165
([9]) كتاب الجامع لخطب عرفة ، ص19
([10]) كتاب الجامع لخطب عرفة ، ص8
([11]) كتاب الجامع لخطب عرفة ، ص18
([12]) كتاب الجامع لخطب عرفة ، ص18
([13]) كتاب الجامع لخطب عرفة ، ص23-24
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد