بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تحدث الشعراء في كل العصور عن مكانة المعلم في قصائد تُكتب بماء الذهب منها قصيدة عقد الفضائل للشاعر الدكتور عبدالرحمن الرحيم، وقصيدة و أمير التفاني للشاعر طارق يسن الطاهر وقصيد الشاعر سعد الشمري "نبضٌ للمعلم"
قصيدة عقد الفضائل
يقول الشاعر القدير الدكتور عبدالرحمن العشماوي" إلى كل معلّم ومعلّمة":
حلّقْ هنالكَ حيث تَزهو الأنجمُ
يكفيك أنك مرشدٌ ومعلّم
يكفيك أنك حين تُقريء آيةً
طفلًا يُوفقك الإله ويُكرمُ
يكفيكَ أنك في طريقٍ شقَّه
رسلٌ كرامٌ للعبادِ وعلّموا
تُبنى بك الأجيالُ وهي صغيرةٌ
وطريقها بك في المكارم يُرسَمُ
أمُعلّمَ الأجيال أنت إلى العُلا
تسمو وعَقدُك في الفضائل مُبرَمُ
اصعدْ فأنت مع الصعود وإنما
يتساقط المتطاول المتهجّمُ
في كل بيتٍ منك علمٌ نافعٌ
تجري روافده ورأيٌ مُحكَمُ
أهلُ الوظائف والمناصب كلّهم
مرّوا بدرسك قبل أنْ يتقدّموا
علّمتَهم نُطْقَ الحروف ورَسْمَها
وتعبتَ في التعليم حتى يفهموا
في كلّ فجرٍ منك وجهٌ مقبلٌ
متوضيءٌ متفائلٌ مُتبسِّمُ
تستقبلُ الطلّابَ منك مودّةٌ
وتلَطُّفٌ يمحو السآمةَ عنهمو
تُلقي دروسَك والصباح مُغرّدٌ
والساهرون على هواهم نُوَّمُ
يامن تَلُوكونَ الكلامَ كأنه
سُمٌّ، به الفكرُ السليمُ يُسمَّمُ
بين المعلّم والمعلّمة ارتقى
أبناؤنا وبناتنا، وتسَنّموا
إني أقول، وفي خيال قصيدتي
صُورٌ من الماضي تُصان وتُحْشَمُ
تَرْكُ الجَهولِ يقولُ ما يحلو له
خطَرٌ تُهَزّ به الحصون وتُهدَمُ
أمعلّمَ الأجيالِ حسبك قدوةّ
فيماتقدّمه الرسولُ الأكرمُ
وتحدثت قصيدة أمير التفاني من ديوان " ترانيم " للشاعر السوداني الدرعمي القدير الأستاذ طارق يسن الطاهر الصادر عن نادي الطائف الأدبي –تحدثت عن المعلم ونذكرها هنا بمناسبة اليوم العالمي للمعلم والتي يقول فيها:
في كلِّ مُفْتَرقٍ تلقاهُ مبتسمَا
هذا الذي ذِكْرُهُ في العالمينَ سَمَا
يَحْلُو القصيدُ إذا ناجاهُ في دَعَةٍ
زانتْ به حِقَبٌ، دلَّتْ به كَلِمَا
هذا المعلمُ يَحْوِي خيرَ أمَّتِهِ
يُعَلِّمُ الحرفَ والأخلاقَ والشِّيَمَا
يقوِّمُ النَّشْءَ إذْ يلقاهُ في صِغَرٍ
يُبَدِّدُ الجهلَ والتَّفريقَ والظُلَمَا
يا أيها الرجلُ التُرْجَى مَودَّتُهُ
قد جاء فضلُكَ في الآثارِ مُغْتَنِمَا
قد سار ذِكْرُكَ في الآفاقِ مدَّرِعًا
ثوبَ المهابةِ والتوقيرِ مُحترَمَا
هذا الطبيبُ الذي في الطبِّ حِرْفَتُهُ
يُطَبِّبُ الجُرْ حَ والآلامَ والسّقمَا
أنتَ الذي كُنْتَ دَوْمًا في مَعِيَّتِهِ
ماذا يكونُ إذا لمْ تُثْبِتِ القَدَمَا؟!
وذا مهندسُهم جاءتْه شهرتُه
كيف النجاحُ لهُ في العالمينَ هَمَى؟
كيف النجاحُ إذا لمْ يَلْقَهُ رجلٌ
جدَّ المسيرَ، وأعلَى في الدُّنَا هِمَمَا؟
معلمُ الخيرِ، ذِي الحيتانُ تَذْكُرُهُ
وذي المَلائِكُ تُعْلِي مَدْحَهُ قِمَمَا
فقد بين وفقه الله وهو المعلم القدير، بين أن المعلم مكانته سامية،يرفع شأن الأمة فهو الذي يعمل على تربية وتنشئة الأجيال يعلمهم العلوم والمعارف والمهارات،ويغرس في نفوسهم القيم السامية والأخلاق الرفيعة كما أنه يقوِّمُ النَّشْءَ منذ نعومة أظفارهم، ويعمل على محو الجهل والظلم،ففضله عظيم وذكره حسن عبر الأزمان،وعلى يديه تخرج أصحاب المهن من أطباء ومهندسين،ولعظم شأنه يستغفر له كل شيء ففي الحديث،معلم الناس الخير يستغفر له كل شيء ففي الحديث قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْر"َ.أخرجه الترمذي.
وإننا بهذه المناسبة العظيمة نوجه هذه التهنئة فنقول:
إلى بناء الأجيال ذخيرة الوطن للنهضة والرقي...
إلى أصحاب الرسالة السامية في أقدس محراب...
إلى المعلمين في يومهم...
نقدم تحية تقدير وإجلال
وأجمل التهاني
اعترافا بالفضل وعرفانًا بالجهود
ونذكر بهذه المناسبة أيضًا قصيدة سعادة الأستاذ / سعد الشمري وهي قصيدة "نبضٌ للمعلم" التي يقول فيها:
العلمُ في ساحةِ الميدان يعترفُ
بأنّك البحرُ منك الكلّ يغترفُ
وأنك الغيث يُسقى أنفسًا عطِشت
وفيك وجْهُ ظلامِ الجهل ينكشفُ
يا منبعَ العلم قد أحييت أفئدةً
فأصبحتْ بشعاعِ النور تتصفُ
قد نِلت في محكم التَّنزيل منزلةً
يا من بحكمته الأحلامُ تأتلفُ
حدائقُ العلم قد أرويتها مُزنًا
فأنتَ كالشّهد منك الحبّ يرتشفُ
وأنت كالبدر في الليل البهيم فكمْ
أنرت بالصَّبر دربًا تاجه الشغفُ
أبليتَ يا غيمة جاء الوفاءُ بها
أنقذت عقلًا ببحر الجهلِ ينجرفُ
إن المعلم أصداف مُذهَّبة
يُحيطه الدرُّ والياقوتُ والصَّدفُ
فالعلم قد طاف بالأبواب أجمعها
لكنّه مرغمًا في بابه يقفُ!
يا طالبَ العلم واقطفْ حِكمةً زُرِعتْ
ألونُها في طريق النُّور تختلفُ
واسكب حياءَك في كأسِ الوفاء لِمن
أهداك حرفًا لعمري إنه شرفُ
يا طالبَ العلمِ غرِّد وانتزع قلمًا
واجعل جيوشَ الضلال اليوم ترتجفُ
واكتبْ على هامة التاريخ ملحمةً
ألحانها أنشدتنا أنَّك الخَلفُ
إنَّ المعلمَ شمس في الدُّجى سطعت
وروحه بجمال العلم تلتحِفُ
ماذا أسطِّرُ والأفلاك شاخصةٌ
ماذا أقول وفيك الحرف ما يصِفُ؟!
لو فكَّر الشِّعر أن يُهديك أوْرِدةً
أصابَ مِعصَمه الخذلان والتَّلفُ
إنَّ المُعلِّم لا يجزي فضائله
إلا الذي سَبَّحتْ في حمده الصُّحُفُ!
فقد أجاد الشاعرسعد الشمري في قصيدته "نبضٌ للمعلم" في بيان مكانة المعلم فهو بحر وغيث ومنبع العلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد