بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لقد باتت السلبية مظهرًا من مظاهر حياة الملايين من أبناء شعوبنا العربية والإسلامية، بعد أن صارت فكرًا وسلوكًا ينتهجونه في حياتهم الخاصة قبل العامة.
ومظاهر السلبية كثيرة ومتنوعة، فهي أكثر من أن تحصى وأكبر من أن تعد، نراها في أبسط صورها عند القائمين على شعار "وأنا مالي" العاملين به في كل كبيرة وصغيرة من شئون حياتهم، وحياة من حولهم، بداية من: عزوفهم عن قول الحق، ونصرة المظلوم، فقد يطلب مظلوم من أحدهم أن يشهد له بما رآه فيعتذر عن ذلك متعللا بعدم الرغبة في الدخول في مشاكل مع الخصم.
وقد يجد أحدهم، مصابا على الطريق، صدمه سائق أرعن بسيارته، وقد أوشك على الموت، فيكون رد فعله أن يسير مبتعدا.
وقد يرى أحدهم لصا يسرق، ولا يقوم بتنبيه الضحية، ولا الإمساك باللص، وهو قادر على ذلك. وكثيرا ما يكون منهم شباب أصحاء يجلسون في وسيلة المواصلات، بينما هناك شيخ كبير أو سيدة مسنة أو مريض لا يحتمل التعب واقفا فيها، ولا تأخذهم شفقة ولا رحمة بهذا الشيخ أو تلك السيدة أو ذاك المريض فيجلسه أحدهم مكانه.
ومرورا: إذا مر أحدهم بمنكر أو فاحشة ترتكب على قارعة طريق، فإن لم يغمض عينيه ويصم أذنيه، يمر عليها كما لو كان أمام مشهد تمثيلي من فيلم يستمتع بمشاهدته على الطبيعة. بالإضافة إلى الانتهاكات الجسدية والمعنوية التي يتعرض بعض المواطنين لأسباب مختلفة سياسية كانت أو أمنية، والتي يعلمها القاصي والداني، بعد أن أعلنتها كافة الأجهزة الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة، ولم تعد تخفى على أحد، ورد الفعل الدائم من هؤلاء هو الصمت والصمت التام.
ونهاية: بانصراف الغالبية العظمى من أبناء الوطن كل فيما يخصه عن الإدلاء بصوته في الانتخابات سواء كانت تشريعية أو رئاسية أو انتخابات النقابات واتحاد الطلاب أو غيرها من كافة أنواع وأشكال الانتخابات. والهروب من الدفاع عن الأهل والوطن والعقيدة، فطالما نأى خاصة أهل الفرد منهم ومسكنه، عن منابع الخطر فلا عليه أن يموت غيره من الناس، وهو أسعد الناس ما دام قد سلم من هذه المهلكات أو الشرور، بل قد يبارك كل ضر ما دام بعيدا عنه.
والسلبية من الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي تهدد تماسك المجتمع، وهي سلوك مذموم نهى عنه الإسلام لأنه يتعارض مع كل قيم الإسلام وتعاليمه التي تحث على التعاون على البر والتقوى والتسابق إلى الأعمال الصالحة وفعل الخيرات.
ومن آثارها السيئة أنها تؤدي إلى التباعد والتباغض بين أفراد المجتمع، كما أنها تشعر الفرد بالاغتراب والعزلة والإحباط. والفرد السلبي آثم ويرتكب إثما مع كل موقف سلبي يتخذه، ومع كل تقصير من ناحيته في القيام بما أمره به الإسلام في حق أخيه المسلم وحق مجتمعه. وهو في نظر الإسلام يعتبر مكذبا بالدين ومسئولا مسئولية عظمى أمام الله تعالى ويعرض نفسه للويل والعذاب، لأن الله عز وجل أنذر من يمتنع عن مساعدة الآخرين بالويل، وهناك نص قرآني صريح يؤكد ذلك، قال تعالى: {أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون} [سورة الماعون].
وتتدرج تحت مسببات السلبية العديد من الأسباب أهمها على الإطلاق، هو بعدنا عن التطبيق العملي لما أمرنا به الإسلام، والمتمثل في فقدان الشعور بالأخوة والولاء لكل من يدين بالإسلام وينتمي إليه، فالأخوة في الدين كما أرادها الإسلام تفوق أي أخوة أخرى، تفوق أخوة الرحم والنسب والعرق والأصل، هذه الأخوة التي وصف بها المؤمنين، وخصوا بها، وقصرت عليهم، في قوله تعالى {إنما المؤمنون إخوة} [سورة الحجرات آية 10]. هي التي تربط بين المسلمين في قارات العالم من أقصاه إلى أقصاه برباط الإيمان لا يقف بينهم حدود أو حواجز.
هذه الأخوة تفرض على المسلم حقوقا يؤديها لأخيه المسلم، منها أن يعينه على قضاء حاجته، ويفرج عنه كربه، ويستره، ويدافع عنه، ويدفع الظلم عنه، ويهتم بأمره، ولا يبخل عنه بالنصيحة والمشورة، وغيرها من الحقوق والتي لا مجال لسردها كاملة هنا. قال عليه الصلاة والسلام: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه مسلم. "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا وفي الآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" رواه مسلم.
"من رد عن عرض أخيه رد الله النار عن وجهه يوم القيامة" رواه الترمذي. وقال ﷺ: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله" رواه مسلم. وليس في الإسلام إلا أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك بل إن الإسلام خلقه الإيثار وتفضيل الغير على النفس لقول الرسول ﷺ: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
وقال ﷺ: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان" رواه مسلم. وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله ﷺ: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ومن لم يصبح ويمسي ناصحًا لله ورسوله وكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم".
وعن النبي ﷺ إنه قال: "من مشى مع مظلوم ليعينه على مظلمته ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة يوم تزل فيه الأقدام".
وقال تعالى في كتابه الكريم:{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [سورة المائدة آية 2]. وقال عز وجل: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله}[سورة البقرة آية 140]. وقال سبحانه وتعالى: {ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم} [سورة البقرة آية 283].
وفي فضل المحافظة على الحياة ولو لنفس واحدة قال تعالى: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} [سورة المائدة آية 32]. وما منا من أحد لا يعرف هذه الأحاديث النبوية والآيات القرآنية ويحفظها عن ظهر قلب، بل ويرددها باستمرار، ولكن كم منا قام بالتطبيق العلمي لها؟!.
هذه الأخوة التي جمعت المسلمين تحت راية واحدة ودولة واحدة مهما تباعدت أوطانهم هي التي دفعت المعتصم لكي يقوم بجيش قوي من بغداد خاض به المعارك من أجل امرأة مسلمة أسرها الروم. وهذا ما فعلته الدولة المسلمة مع يهود بني قنيقاع لاعتدائهم على عرض امرأة مسلمة.
أم اليوم ونحن كثرة كغثاء السيل نفترق ونجتمع تحت رايات متعددة ليس من بينها راية للإسلام، ولا تربطنا رابطة الأخوة في الدين، نرى ونسمع ونقرأ عبر أجهزة الإعلام عن ما يتعرض له أهل غزة ومن قبلهم ما تتعرض له بعض الأقليات المسلمة في عدة دول من العالم وليس منا من يستطيع أن يرد الصاع صاعين، ولا حتى يحرك ساكنا أكثر من قرار إدانة واستنكار. كما لو كان هؤلاء المعتدى عليهم ليسوا بمسلمين مثلنا تربطنا بهم أخوة الدين ووجب علينا الدفاع عنهم. كما أن هذه السلبية تجاه ما يحدث للمسلمين من الدول غير الإسلامية هي امتداد طبيعي للسلبية التي نجابه بها ما يحدث للمسلمين داخل الدول الإسلامية. حيث يرى الفرد والدته أو أخته أو زوجته يقتحم عليها دارها ليلا من قبل رجال الأمن، وتسحب بثياب النوم سحلا على الأرض، لتأخذ رهينة، حتى يسلم زوجها أو أخيها أو ابنها نفسه. تجرد من ثيابها، وتهدد بإهدار شرفها وكرامتها، وتوجه إليها الإهانات، والأفعال الفاضحة، أيتصدى هذا الفرد لهؤلاء الطغاة الذين هجموا على البيت، وأهدروا حرماته وروعوا أمنه ويفقد حياته في التصدي لهم؟! أم يصمت ويرتدي ثوب العار والسلبية؟! وبالطبع فإن من فعل بأخته أو زوجته أو والدته ذلك، لا يستطيع التصدي أو الدفاع عن أية امرأة أو فتاة يفعل بها ذلك سواء كان هذا من الطغاة أو غيرهم، وسواء كان هذا داخل البلد أو خارجه، لأن روح المقاومة أو التصدي التي فقدت منه عند الدفاع عن أهله ستمحى منه عند وجوب الدفاع عن غير أهله.
هذا إن لم يتركها لتبرد نار نفسه عندما يرى ما فعل بأهله فعل بغيرهن. كما يتولد للفرد شعور بالخوف والجبن من عواقب مواجهة مرتكبي الجرائم، وأغلبهم من عتاة الأجرام، خاصة وأن نفر من هؤلاء العتاة تربطهم علاقات خاصة ببعض رجال الأمن مما يقضي على إحساس الفرد بالمسئولية تجاه نفسه وتجاه الآخرين، ويؤثر على انتشار الجرائم بكافة أنواعها ومستوياتها.
ومن مسببات السلبية أيضا التغييرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي حاقت بمجتمعاتنا كنتيجة للانفتاح على العالم، والتي أثرت بشكل أو بآخر على قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، كما أدت إلى حدوث اختلال واختلاف في المعايير التي تقاس بها الأمور فباتت الناس لا تعرف الفرق بين الطيب والخبيث، الحق والباطل، الصالح والطالح، الجيد والرديء، الحلال والحرام. واعتادت النفس رؤية الحرام ولم تعد تأنف منه، بل ألفته وتمنته، عندما اعتلى عرش الوجاهة الاجتماعية والسلطة من ليس أهلا لهما ومن هم دون المستوى في الخلق والعلم والكفاءة.
كما باتت الناس ترى الفاحشة والزنا على قارعة الطرق والحدائق العامة، ولا أحد ينكر، ويرى مصاب في حادث أو من يستغيث ولا أحد يلتفت إليه، ونجد في بعض الأحياء الجار لا يعرف شيئا عن جاره، ولا علاقة له به، وقد يحدث أن يوجد فرح ومأتم في عمارتين متجاورتين وربما في عمارة واحدة ولا أحد من هنا أو هناك يشارك الطرف الآخر أحزانه أو أفراحه، وهذا لم يكن يحدث من قبل، فالسلبية تولد لدى الفرد عندما يجد الفرد نفسه وحيدا إزاء ما يلم به من مشاكل وأزمات. ويعتبر انشغال كل إنسان بنفسه إحدى مسببات السلبية أيضا، فقد صارت الأنانية هي السمة الغالبة لأفراد المجتمع، كبديل عن روح الجماعة التي كانت سائدة في الماضي، وهذا له أسبابه ولعل في مقدمتها يأتي العامل الاقتصادي إذ أن الفرد أصبح اليوم أكثر معاناة، فهو يحاول جاهدا طوال نهاره وليله تلبية احتياجات أسرته فانشغل بذلك ونسي الآخرين.
فالفرد يشعر أنه يغرق في بحر من المشاكل وهو لا يستطيع حل مشاكله الخاصة، فكيف يحل مشاكل غيره. ومن العوامل المسببة للسلبية أيضا عملية التنشئة الاجتماعية أو التربية الأسرية التي تجعل من الطفل كائنا معتمدا على والدته، فأسلوب تربيتنا لأولادنا يؤدي إلى مسخ شخصياتهم، نتيجة اعتمادهم الشديد علينا، دون أن نعطيهم فرصة لتكوين الشخصية المستقلة، فضلا عن التفكك الأسري واشتعال الصراعات بين أفراد الأسرة الواحدة، وغياب القدوة الأسرية.
كما أن المدرسة والجامعة والمؤسسة الدينية كل منها بدورها لا تشكل ولا تسمح بتفجير الطاقات الإبداعية للشباب بل تكتفي بالأوامر والتلقين وكل منها يساهم بقسط أو بآخر في تعميق السلبية داخل أبنائنا. ولا يفوتنا أن نذكر دور أجهزة الأعلام في تفشي السلبية فالكثير من البرامج التي تبثها قنوات التليفزيون والراديو وغيرها تكتفي بنقل معلومة المخرج أو معد البرنامج مما يثني الفرد عن بذل المجهود للبحث عن أصل المعلومة من مصادرها، غير مشاركتها في بث القيم غير الأخلاقية. ويأتي التفاوت الطبقي واتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء، وشعور الفقراء بأن لا الدولة ولا الأغنياء يراعونهم ويؤدون حق الله في أموالهم إليهم، من مسببات السلبية أيضا، وبالتالي يقابلونهم بالمثل فلا يؤدون ما أمرهم الله به من حقوق الأخوة تجاه المسلمين وأبناء المجتمع.
وتعتبر البيروقراطية والروتين وبعض القوانين أسبابا لتنامي السلبية وترعرعها، فعلى سبيل المثال إذا وجد شخص إنسانا ملقى على الأرض مضرجا في دمائه، وقام بالاتصال بالشرطة أو بالإسعاف أو قام بتوصيله بنفسه، فإنه يعامل كأنه هو الذي ارتكب الجريمة، فيحتجز في القسم ثم في النيابة للتحقيق معه، ويظل كذلك حتى يتبين أنه مظلوم، ولابد أن ينتظر حتى يفيق المصاب، ويقول إنه رجل شهم، وأن رجلا آخرا هو الذي صدمه بسيارته المسرعة وفر هاربا. وإن لم يفق المصاب أو أنكر شهامة هذا الشخص، فيظل رهن التحقيق والحبس إلى أن تظهر براءته طالت هذه المدة أم قصرت. كما أن السلبية تولد لدى الفرد أيضا عندما لا يستشار فيما يهمه ولا يعتد برأيه، وعند فقدانه للثقة في القائمين على شئون الانتخابات، بتكرار تزوير الانتخابات، وعندما لا يقتنع أن بلده ملكه، عندما يفشل في تكليف من يراه كفئا لإدارتها بانتخابه للرئاسة أو العضوية البرلمانية.
لذلك لا سبيل إلى القضاء على السلبية إلا بالعودة إلى الإسلام نحتكم إليه ونأتمر بأوامره وننتهي عن نواهيه. فيربى المسلم على الجهاد، وقول الحق، ولا يخشى لومة لائم، ودفع الظلم عن أخيه المسلم، في أية بقعة من بقاع الأرض، ونهب جميعا للدفاع عنه والذود عن عرضه والاستماتة في الدفاع عنه وعن عرضه، فمن قتل دون عرضه فهو شهيد، وليرى الأعداء منا شدة وبأس لتعود للمسلمين هيبتهم أمام العالم. وتربية روح الجماعة عند الأفراد وبتر الأنانية، وأن يشعر كل فرد بمسئوليته وواجبه تجاه أخيه المسلم، وليعلم أن قضاءه لحاجة أخيه المسلم ومساعدته للآخرين أفضل عند الله من التفرغ للعبادة، وليتعلم كيف يكون المسلم مع أخيه المسلم في السراء والضراء وكيف يغيث الملهوف والمكروب والمحتاج، وكيف يراعي مصلحة أخيه كما يراعي مصلحته الشخصية، أملا في ثواب الله.
وتحطيم كل صور الروتين والتعقيدات التي تثبط من همة الفرد وتحول بينه وبين قول الحق أو مساعدة منكوب أو مصاب وحتى لا يندم على مشاركته في أي عمل خيري تطوعي، ومكافأة المتطوعين ذوى الشهامة بدلا من تعرضهم لأي ضرر مادي أو معنوي. وسد كل بؤر الفساد والخلاعة، بدلا من إظهارها على رؤوس الأشهاد حتى اعتادها الناس وأصبحت لا تثير فيهم الغيرة والحمية على العرض، فإظهار المنكر يبعث الشعور بالرضا عنه والارتياح إليه، وليعلم كل فرد بأنه مكلف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب استطاعته ولا ينتظر حضور مسئول، فالوقت اللازم لارتكاب أية جريمة أقل بكثير من الوقت اللازم لإبلاغ المسئولين والإتيان بهم إلى موقع الجريمة. فلا مفر من وجود من يمنع الجريمة قبل ارتكابها أو حتى إتمامها وهذا لا يتم علي أكمل وجه إلا بوازع من الإيمان يدفع المسلم إلى تغيير المنكر وهو يعلم أنه مثاب على ذلك. وأيضا فإن وسائل الإعلام معنية بتدعيم المشاركة الإيجابية، بإظهارها لإيجابيات الفرد والمجتمع.
كما أن المدرسة لها دور أساسي في تنمية القيم الإيجابية والمشاركة والانتماء لدى الأبناء منذ مراحل تعليمهم الأولى، وأن يكون ذلك من خلال مناهج الدراسة، وتوفير القدوة الحسنة مع استخدام الأساليب التربوية التي تدعم هذه القيم الإيجابية، وتمحو الأساليب السلبية في التعامل، فالإنسان يشيب على ما شب عليه. وللأسرة دور أساسي من خلال تدعيم القيم الإيجابية لدى أبنائها وتوعيتهم بكيفية توظيف هذه القيم بشكل يدعم التكافل الاجتماعي بين أبناء الأسرة الواحدة والمجتمع ككل، وعلى الأسرة دور في استخدام أسلوب الحوار كأساس لتنمية روح المشاركة، والتعبير عن الرأي. ومن قبل ومن بعد التزام الحكام بالشورى في كل صغيرة وكبيرة تخص الشعوب والأوطان.
وأخيرا عندما تعود للبيوت حرماتها فلا تقتحم في أنصاف الليالي، عندما تعود للمرأة عفافها فلا تتعرى ولا تتبرج ولا يجرؤ من ليس بمحرم لها على مخالطتها ومخاطبتها أو توجيه أية ألفاظ جارحة لها، عندما تعود للسيدة المسنة وللشيخ هيبتهما فلا يتعدى عليهما بلفظ أو فعل، عندما يعود للكبير وقاره واحترامه وللصغير عطفه ورأفته، عندما يتبوأ أهل العلم وعلماء الدين مكانتهم الطبيعية في المجتمع، عندما يجتث أهل المجون والخلاعة والفجور من جذورهم، وتعود للأمور نصابها وللعدالة مقامها، ستجتث السلبية من نفوسنا وتحل الإيجابية مكانها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد