بلاد الشام في شعر الشعراء المعاصرين


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

فرح العالم بحقن الدماء، وعودة الاستقرار لدولة سوريا الشقيقة، وعودة أهلها لديارهم، وفقهم الله لتحقيق الأمن والأمان والسلم والسلام، ولبلاد الشام مكانة في قلوب العرب فبها دمشق أقدم مدينة وقد تحدث الشعراء عن بلاد، ومن أبرز هؤلاء الشعراء:

*فضيلة الشيخ الشاعر عبدالله بن علي العامري:

في قصيدته " تنفسَ صبحٌ يا دمشقُ أمانا" التي قرظها بمناسبة عودة الأمن والاستقرار لسوريا حيث يقول:

تنفسَ صبحٌ يا دمشقُ أمانا

وأمسى فؤادًا يصطفي الإيمانا

هو النصرُ يحيينا و قد زال ظالمٌ

لنُعلي من النصر المكين مكانا

صبرتم و في الأيام وعدٌ لصابرٍ

بنصرٍ مُبينٍ يُصلحُ الأوطانا

فيأمنُ ملهوفٌ ويرجع لاجئٌ

و من يحفظ العهد الثقيل سوانا

ويُعصرُ زيتونٌ و وردٌ و كرمةٌ

وماءٌ من المُزن الطهورِ سقانا

إذا الشرعُ في كل النوازل أمَّنا

سلمنا و لم نتبع سبيل هوانا

ولبنان في ظل من الشام وارفٍ

يبلغُ في أذن الزمان أذانا

وإذ طال في لبنان للبغي ظفرُه

نُقطِّعُ أطرافًا له و لسانا

تغطى بأثواب الديانة فاسقٌ

ويفضحه سهمٌ يمد سنانا

فيا بردى أبردت لوعة مهجتي

وأسقيتني حبًا يفيض حنانا

أتيت إليك اليوم من دون نية

سوى نية الفتح المبين عيانا

وخير سماء الأرض ما كان نوره

على الأرض يهدي للهدى إنسانا

* الدكتور عبدالرحمن العشماوي:

ومن قصائده التي يُشار إليها بالبنان قصيدة جوهرةُ الروابي.... التي نمها في مدينة الرياض ١٥-٩-١٤٣٨هوالتي يقول فيها:

بلادُ الشامِ حاضرةُ الحواضرْ

مُباركةُ المَواردِ والمَصادرْ

بلادُ الشامِ جَوهرةُ الروابي

ورائعةُ المعالمِ والمناظِرْ

مُصافِحةُ العُلا أصلًا وفرعًا

مُعانِقةُ المَكارمِ والمفاخرْ

بلادٌ وَجهُها بالحبّ طَلْقٌ

وفي وجدانها صَفْوُ السّرائرْ

فمُ التاريخ يَمدحُها ويروي

أحاديثَ الأوائل والأواخرْ

دمشقُ وقاسيونُ كتابُ حُبٍّ

تَضمّ سُطورُه أسمى المآثرْ

وفي برَدى بقايا ذكرياتٍ

لها روض من الأشواق زاهرْ

وفي دَرعا وفي حلبٍ وحمصٍ

وعندَ حَماةَ ما يُرضي "الخواطرْ"

وما من بُقعةٍ في الشامِ إلا

وفيهامنبعٌ للمجدِ زاخرْ

بلادَ الشامِ يانَبضَ القوافي

وياحُبًّا يُحرّك شوقَ شاعرْ

لئن آذاكِ طاغيةٌ وآذى

مشاعرَنا وساق لك الفَواقِرْ

فإنّ اللهَ ربَّ الكونِ أقوى

بقوّته سيَقْصِمُ كلَّ جائرْ

*ويقول أيضًا (حفظه الله) في القصيدة التي أبدعها مؤخرًا مهنئا الشعب السوري الشقيق على الأمن والأمان والاستقرار والتي يقول فيها:

كُشِفَ الغطاءُ فلا تسلْ عما جرى

أمضى المهيمنُ ما يشاء وقدّرا

فُتِحَ الطريقُ لسالكيه فلا تسلْ

مَن مهّد الدّربَ الطويل وقصّرا

يكفيك أنّ المستعينَ بظالمٍ

خسِرَ الرهانَ وأنه قد أدبَرا

هو ساقطٌ واللهِ قبلَ سقوطِه

فأبوه قد كتب السّقوطَ وحَبّرا

وأبوه من رسَم الطريقَ إلى الرّدى

وأبوه من خَلَعَ الرِّتاجَ وكسّرا

لاخير فيمن يستهينُ بشعبِه

متطاولًا متعجرِفًا مُتَكبِّرا

فالله جبّارُ السماوات العُلا

والأرض يَقصِمُ ظالمًا مُتَجبِّرا

هذا عقابُ الله في الدنيا فما

أقساهُ في يوم الحسابِ وأخطرا

أدمشقُ يا أرضَ العَراقةِ أبشري

إن المُحِبَّ إذا تفاءل بشّرا

ستَدِبُّ في (بَرَدَى) الحياةُ وينتشي

وترين حولَ النهرِ روضًا مُزهِرا

وترينَ قِمّةَ قاسِيُونَ قد انجلى

عنها الدُّجى، وترينَ فجرًا نيِّرا

كُشِفَ الغِطاءُ عن الشآم وأهلِها

وبدا لها وجهُ الحقيقةِ مُسْفِرا

بمشيئةِ المولى الذي أفنى على

درْبِ الرّدى كسرى وأفنى قيصرا

عِبَرٌ هي الدنيا ويبقى غافلٌ

عن هذه العِبَرِ العظيمة أَخْسَرا

*الشاعرة سديم عبدالرحمن العشماوي:

في قصيدة (سوريا حرة!)  التي نظمتها الأحد٧/٦/١٤٤٦في مدينة الرياض معبرة عن فرحة الشعب السوري الشقيق حيث تقول:

شامَ الإباءِ لكِ التحايا والسّلامْ

من نجدِنا الخضراءِ عاليةِ المقامْ

هيا انفُضي عنكِ المآسي وافرحي

بالنَّصرِ والتمكينِ من ربِّ الأنامْ

هيا افرَحي بزوالِ حكمٍ ظالمٍ

لا يرتجي خيرًا، ولا يرعى الذِّمامْ

اللهُ أكبرُ رددوها وافرَحُوا

اللهُ أكبرُ وقعُها مثلَ السِّهامْ

اللهُ أكبرُ وارسموها لوحةً

برَّاقةً في الأفْقِ يكسوها الغَمامْ

شامَ الإباءِ لكِ السعادةُ والهَنا

ولذلكَ الوغدِ الخسارةُ والقتَامْ

رباهُ سلِّم شامَنا شامَ الإبا

من كلِّ طاغٍ يكتسي ثوبَ اللئامْ

نصرٌ مجيدٌ يا شآمُ مباركٌ!

لكِ من صميم القلبِ حبٌّ واحترامْ

* الاستبشار بانتصار دمشق بفضل الله:

وفي قصيدة "صباحية للشام" يقول شاعرنا القدير الدكتور عبدالرحمن العشماوي والتي نظمها منذ أكثر من عقد من الزمان في عام مستبشرًا بانتصار دمشق وبفضل الله تحقق ما قال حيث يقول:

صباح الشهادة يا إدلبُ

ويا حمصُ فيها الأسى يُلْهِبُ

صباحَ الشآمِ التي لم تزل

بها كفُّ جلادِها تلعبُ

صباحَ انكسارات دجّالِها

فإني أرى ليلَه يَهربُ

صباح انتصارات شامِ العلا

فإني أرى نصرها يَقْرُبُ

صباحًا تتوق لأنواره

دمشقُ ومسجدها الأرحبُ

صباحَ السلامة، لا حيّةٌ

نُصَيريةٌ فيه أو عقربُ

وها هو شاعرنا القدير الدكتور عبدالرحمن العشماوي يدعو بأن يحمي (سبحانه) حِمَى الأوطان من كلّ طامعِ حيث يقول في القصيدة التي نظمها في مكة المكرمة _وادي نعمان

١٨ -٤ -١٤٣٣ حيث يقول:

لغزّةَ من عينيك نهرُ المدامعِ

ومن قلبك المكلومِ حَرُّ المَواجعِ

تراها رُكامًا تحتَه ألفُ أسرة

فلستَ ترى إلا بقايا الأصابِعِ

ولستَ ترى إلا جماجمَ أهلها

وأشلاءَ أطفال كِرامِ المَصارعِ

ولستَ ترى إلا ثَكالى بو اكيًا

وآثارَ مُستشفى ومحرابِ جامعِ

تشرّدَ عنها أهلُها وتفرّقوا

وقد خرّبَ الباغي جميعَ المَواقع

تراهم جموعًا يحملون صِغارَهم

وما خفّ من أحمالهم في الشوارعِ

تجاوز فيها الغاصبونَ حدودَهم

وصالوا وجالوا دون خوفٍ ووَازعِ

أراقوا دماءَ الأبرياءِ وما رأوا

من العالم الحيرانِ قوّةَ رادعِ

ولا رفَعَ القانونُ رأسًا بما جرى

ولا صدَّ عنها عاصفاتِ الزّوابعِ

أيا غزّةَ الجرحِ العميقِ الذي جرى

دمًا غاليًا في مُوحِشاتِ المَرابِعِ

رفعنا إلى المولى أَكُفّ ضراعةٍ

وما خيّبَ الرحمن دعوةَ ضارعِ

بأنْ يخذلَ الباغي ويهزمَ جندَه

ويحمي حِمَى الأوطان من كلّ طامعِ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply