أصول التربية لدى الأمهات قديمًا


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

الأم هي مصدر التربية الأول للأبناء وهي مدرسة في التعليم والتربية وفي ذلك يقول الشاعر حافظ إبراهيم قصيدة الأم مدرسة:

من لي بتربية البنات فإنها      * *    في الشرق علة ذلك الإخفاق

الأم مدرسة إذا أعددتها         * *    أعددت شعبا طيب الأعراق

الأم روض إن تعهده الحيا     * *    بالري أورق أيما إيراق

الأم أستاذ الأساتذة الألى       * *    شغلت مآثرهم مدى الآفاق

حقًّا الأم مدرسة، إذا أعددتها أعدد شعبًا طيب الأعراق، نعم فقد نجحت أمهاتنا في الزمن الجميل في حسن التربية تربية سليمة تربية لم ترجع فيها الأمهات إلى نظريات التربية الحديثة، وإنما كانت تربيتهم بالفطرة السليمة، تربية لا عقاب فيها، وإنما نصح وتوجيه، ومن خلال أربعة عقود استرجعت ما كانت تقوم به أمي (رحمها الله) في تربيتها لنا لاحظت حرصها على أهميةالتربية بالقدوة، والتعليم بالأفعال لا الأقوال، وفيما يلي أبرز ما تعلمته من أمي في تربيتها لنا:

* طلب العون من الله ودعائه سبحانه في حسن التربية (ما لك مربي قال من عند ربي).

* الاستفادة من الحكم والأمثال وأغاني الأطفال والقصص والحكايات وتجارب الحياة في التربية.

* تنظيم الوقت والحرص على النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرًا (البركة في البكور)، وعدم تأخير عمل اليوم إلى الغد.

* البعد عن العيب، وكل ما يشين.

* تربية الأطفال على القناعة والرضا بما قسمه الله لنا، وعدم مقارنة فرد بأخر فكل ميسر لما خُلق له، وله قسمته ونصيبه.

* تحمل مشاق الحياة بصبر، وحل المشكلات أولا بأول.

* تربية الطفل على الصدق مع النفس ومع الآخرين.

* الاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين في العناية بالأطفال وتربيتهم.

* ضرورة أن يأخذ الطفل حقه في اللعب، وخاصة اللعب بالحركة، واللعب مع الأقران، والتدريب على أن يصنع الطفل ألعابه بنفسه.

* نقل الخبرات للصغار وتدريبهم على المهارات حتى الإتقان.

* التدريب على الاكتفاء الذاتي، وعدم شراء إلا الأساسيات الضرورية اللازمة للبيت ولا يُستغنى عنها، والتدريب على صنع وتجهيزات الاحتياجات في المنزل.

* تدريب الأطفال على تدوير الأشياء، والاستفادة منها في صنع أشياء مفيدة مبتكرة.

* تدريب الأطفال على النظافة الشخصية ونظافة البيئة من حولهم (لو نظف كل منا أمام بيته لأصبح العالم نظيفًا).

* حسن معاملة الآخرين بالرفق واللين، والإحسان إلى الجار، وتعليم الأطفال أن احترم الآخرين يعني احترام المرء لنفسه، مع الحرص على سلامة الصدر وحسن الطوية.

* الاهتمام بصحة الأطفال والعناية بهم صحيا وتحصينهم ورفع مناعتهم بالتطعيمات المطلوبة.

* التغذية السليمة للأطفال، والتنوع في الأطعمة، وخاصة الإكثار من شرب الماء، وتناول الخضروات والفواكه.

* تدريب الأطفال من الصغر على بر الوالدين وصلة الرحم.

* تدريب الأطفال على تعلم الحرف المفيدة التي تساعدهم على كسب الرزق الحلال عندما يكبرون ويكونون قادرين على العمل.

* أن يكون الطفل متعاونًا مع الآخرين يحترم الكبار ويقضي حوائجهم ومطالبهم التي يستطيع القيام بها.

* تعليم الأطفال الصدق، فالصدق نجاة، وتعليم الطفل الصراحة.

* تعليم الطفل من الصغر ألا يتدخل فيما لا يعنيه.

* تدريب الطفل على الجد والاجتهاد والأخذ بالأسباب، وطلب العون من الله.

* عدم إرهاق النفس وتحميلها ما لا تطيق، مع ضرورة التوكل على الله في كل الأمور، فهو سبحانه نعم المعين.

* تمرين الطفل على الانشغال بأمور ما عند النوم والحرص على عدم التفكير في الشواغل، وإعطاء الجسم راحة خاصة في أوقات الفراغ.

* تدريب الطفل على الرفق بالحيوانات، وإطعام الطيور والعجماوات.

* تربية الطفل على التواضع وعدم التكبر، وتعويدهم على الثقة بالنفس، وعدم الخجل والانطواء والجرأة في المواقف التي تتطلب ذلك.

* تعويد الطفل الصبر والطموح والحرص على تحقيق الإنجازات فبمرور الأيام يتحقق الكثير فطول العمر يبلغ الأمل.

* التقيد بعادات المجتمع وآدابه، وألا يشذ المرء ويغرد خارج السرب بعيدًا عن الضوابط المرعية والآداب المتعارف عليها.

* معاملة الآخرين بأدب واحترام ووقار.

* تربية الطفل على الصراحة وعدم المراوغة وعدم اللف والدوران.

* حسن التدبير وادخار المال في وجهته الصحيحة، التدبير نصف المعيشة.

* على الأمهات الاستفادة من الأغاني والأناشيد والأمثال الشعبية وحكايات وقصص ما قبل النوم في تربية الصغار.

* على الأمهات الإلمام بثقافة تربية الأطفال، وحسن تمريضهم عند المرض، والعناية بهم وعلاجهم عند أمهر الأطباء المختصين.

* عدم الجزع من الشدائد، فالهموم ستزول، والنار مع الوقت تصير رمادًا.

* على الأمهات نقل ثقافتهن لبناتهن، وتعليمهن منذ الصغر كيفية تدبير شؤون المنزل.

* الاستعانة على قضاء الحوائج بالسر والكتمان، وعدم التباهي أمام الآخرين بالإنجازات.

* تعويد النشء من الصغر أن قيمة كل امرئ ما يحسنه، وتربيتهم على احترام الأعمال البسيطة والحرف اليدوية، وإن كان مردودها المادي بسيطا، فهذا خير من البطالة والحاجة للآخرين.

* نقل الخبرات للآخرين، والحرص على نفع الناس من حولنا.

* تعليم الأطفال أن الإنسان الجيد يريح نفسه ويريح الآخرين.

* بيان أن للكون نواميس لا تتغير ولا تحابي أحدًا، فعلى ما قدر ما تزرع تحصد.

* الاستفادة من تقنية العصر في التعامل، والاستفادة من البرامج المفيدة.

* تشجيع الأطفال على تحقيق التميز، وتفير سبل الراحة والبيئة المحفزة لذلك.

* عدم الانخداع بالمظاهر البراقة، وعدم الانسياق وراء الشائعات، وعدم التسرع في الحكم على الناس، فالناس أسرار لا يعلمها إلا الله.

* تدريب الطفل على الاعتماد على الذات، وخدمة النفس بالنفس وعدم الاتكالية.

* تدريب الطفل على مواجهة أعباء الحياة، وضغوطاتها، وعرس قوة التحمل في نفسه.

* تثقيف الطفل بالمهارات الحياتية وخاصة حسن التصرف في المواقف المختلفة، والتعامل مع الآخرين، وإتقان المهارات التعامل في البيع والشراء، وسائر المعاملات.

* التعامل في المواقف بما يناسبها دون مبالغة، فالمبالغة في كثير من الأمور تضر ولا تفيد.

* السيرة أطول من العمر فليحرص كل منا أن تكون سيرته حسنة بعد موته.

* أن كل إنسان له مصيره المحتوم، وأجله المحدد، وأن الموت نهاية كل حي .

رحم الله أمي وأسكنها فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم آمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply