من درر العلامة ابن القيم عن الزنا واللواط


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

الزنا واللواط من المواضيع التي تكلم عليها العلامة ابن القيم، رحمه الله في عدد من كتبه، وقد جمعتُ بفضل من الله وكرمه بعضًا مما ذكره، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

[كتاب: زاد المعاد في هدى خير العباد].

لم يقض الرسول صلى الله عليه وسلم في اللواط بشيءٍ لأن العرب لم تكن تعرفه:

لم يثبت عنه أنه قضى في اللواط بشيءٍ، لأن هذا لم تكن تعرفُه العربُ، ولم يرفع إليه صلى الله عليه وسلم، ولكن ثبت عنه أنه قال: "اقتلوا الفاعل والمفعول به" رواه أهل السنن الأربعة، وإسناده صحيح.

[كتاب: تحفة المودود بأحكام المولود].

عذاب الزناة والزواني في البرزخ:

ينعم المؤمن في البرزخ على حسب أعماله ويُعذب الفاجر فيه على حسب أعماله، ويختص كل عضو بعذاب يليق بجناية ذلك العضو... وتُعلق النساء الزواني بثديهن، وتحبس الزناة والزواني في التنور المحمى عليه، فيعذب محل المعصية منهم وهو الأسافل.

[كتاب: الفوائد].   

هلاك القرى في ظهور الزنى:

إذا ظهر الزنى والرَّبا في قرية أُذن بهلاكها.

[كتاب: إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان].

نجاسة وخبث الزنى واللواط:

وسم الله سبحانه الشرك والزنى واللواط بالنجاسة والخبث في كتابه دون سائر الذنوب وإن كانت مشتملة على ذلك، لكن الذي وقع في القرآن قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلمُشرِكُونَ نَجَس﴾ [التوبة:28] وقوله في حق اللوطية: ﴿وَلُوطًا ءَاتَينَٰهُ حُكمًا وَعِلمًا وَنَجَّينَٰهُ مِنَ ٱلقَريَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعمَلُ ٱلخَبَٰٓئِثَۚ إِنَّهُم كَانُواْ قَومَ سَوءٍ فَٰسِقِينَ﴾ [الأنبياء:74].

وقالت اللوطية: ﴿أَخرِجُوٓاْ ءَالَ لُوطٍ مِّن قَريَتِكُم إِنَّهُم أُنَاس يَتَطَهَّرُونَ﴾ [النمل:56] فأقروا مع شركهم وكفرهم أنهم الأخابث الأنجاس، وأن لوطًا وآله مطهرون من ذلك باجتنابهم له، وقال تعالى في حق الزناة: ﴿ٱلخَبِيثَٰتُ لِلخَبِيثِينَ وَٱلخَبِيثُونَ لِلخَبِيثَٰتِ﴾ [النور:26] والنجس قد يؤذي برائحته وقد يؤذي بملابسته وإن لم تكن له رائحة كريهة والمقصود أن النجاسة تارة تكون محسوسة ظاهرة، وتارة تكون معنوية باطنة، فيغلب على الروح والقلب الخبثُ والنجاسة، حتى إن صاحب القلب الحي ليشمُّ من تلك الروح والقلب رائحةً خبيثة يتأذي منها، كما يتأذى من يشمَّ رائحة النتن، ويظهر ذلك كثيرًا في عرقه، حتى يجد لرائحة عرقه نتنًا، فإن نتن القلب والروح يتصل بباطن البدن أكثر من ظاهره، والعرق يفيض من الباطن، ولهذا كان الرجل الصالح طيب العرق، وكان رسول الله أطيب الناس عرقًا. فالنفس النجسة الخبيثة يقوى خبثها ونجاستها حتى يبدو على الجسد والنفس الطيبة بضدها فإذا تجردت وخرجت من البدن وُجِدَ لهذه كأطيب نفحة مسكٍ وجدت على وجه الأرض ولتلك كأنتن ريح جيفةٍ وجدت على وجه الأرض.

الشيطان يزين للعبد للزنى ثم يدل عليه ويفضحه:

من كيده للإنسان أنه يُورده الموارد التي يُخيل إليه أن فيها منفعته ثم يُصدرُهُ المصادر التي فيها عطبه ويتخلى عنه ويُسلمه ويقف يشمت به ويضحك منه فيأمره بالزنى... يدل عليه ويفضحه كذلك فعل بالراهب الذي قتل المرأة وولدها أمره بالزنى بها ثم بقتلها، ثم دل أهلها عليها وكشف أمره لهم، ثم أمره بالسجود,فلما فعل فر عنه.

[كتاب: عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين].

إضعاف باعث شهوة الوقاع المحرم:

إذا قوي باعث شهوة الوقاع المحرم وغلب بحيث لا يملك معها فرجه... فإذا عزم على التداوي ومقاومة هذا الداء فليضعفه... بأمور: أحدها: أن ينظر إلى مادة قوة الشهوة فيجدها من الأغذية المحركة للشهوة، إما بنوعها وإما بكميتها وكثرتها، فليحسم هذه المادة بتقليلها، فإن لم تنحسم فليبادر إلى الصوم، فإنه بُضيق مجاري الشهوة ويكسر حدتها، ولا سيما إذا كان أكله وقت الفطر معتدلًا.

الثاني: أن يتجنب محرك الطلب وهو النظر، فليغض لجام طرفِه ما أمكنه، فإن داعي... الشهوة إنما يهيج بالنظر، والنظر يحرك القلب بالشهوة.

الثالث: تسلية النفس بالمباح المعوض عن الحرام.

الرابع: الفكر في المفاسد الدنيوية المتوقعة من قضاء هذا الوطر، فإنه لو لم يكن جنة ولا نار لكان في المفاسد الدنيوية ما ينهي عن إجابة هذا الداعي.

الخامس: الفكرة في مقابح الصورة التي تدعوه نفسه... وليُعزَّ نفسه أن تشرب من حوض ترده الكلاب والذباب، كما قيل:

إذا كثر الذباب على طعام   ***  رفعت يدي ونفسي تشتهيه

وتجتنبُ الأسودُ ورود ماءٍ  ***  إذا كان الكلاب يلغن فيه

[كتاب:روضة المحبين ونزهة المشتاقين].

مفاسد الزنا وأضراره:

فأما سبيل الزنى، فأسوأُ سبيل، ومقيلُ أهلها في الجحيم شرُّ مقيل، ومستقر أرواحهم في البرزح في تنور من نار يأتيهم لهيبها من تحتهم، فإذا أتاهم اللهب، ضجوا، وارتفعوا، ثم يعودون إلى موضعهم، فهم هكذا إلى يوم القيامة، كما رآهم النبي في منامه، ورؤيا الأنبياء وحي لا شكَّ فيه.

والزنى يجمع خلال الشر كلها، من: قلة الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلة الغيرة، فلا تجد زانيًا معه ورع، ولا وفاء بعهدٍ، ولا صدق في الحديث، ولا محافظة على صديق، ولا غيرة تامة على أهله، فالغدر، والكذب، والخيانة، وقلة الحياء، وعدم المراقبة، وعدم الأنفة للحرم، وذهاب الغيرة من القلب من شعبه وموجباته.

ومنها: أن الناس ينظرونه بعين الخيانة، ولا يأمنه أحد على حرمته، ولا على ولده.

ومنها: سواد الوجه، وظلمته وما يعلوه من الكآبة والمقت الذي يبدو عليه للناظرين.

ومنها: الوحشة التي يضعها الله في قلب الزاني، وهي نظير الوحشة التي تعلو وجهه، فالعفيف على وجهه حلاوة، وفي قلبه أنس، ومن جالسه استنأنس به، والزاني تعلو وجهه الوحشة، ومن جالسه استوحش به.

ومنها: ظلمة القلب، وطمس نوره. ومنها: الفقر اللازم.

ومنها: أنه يفارقه الطيب الذي وصف الله به أهل العفاف، ويستبدل به الخبيث الذي وصف الله به الزناة.

ومنها: قلة الهيبة التي تنزع من صدور أهله وأصحابه، وغيرهم له، وهو أحقر شيء في نفوسهم، وعيونهم، بخلاف العفيف، فإنه يرزق المهابة، والحلاوة.

ومنها: الرائحة التي تفوح عليه، يشمها كل ذي قلب سليم، تفوح من فيه وجسده.

ومنها: ضيق الصدر وحرجه، فإن الزناة يُقابلون بضد مقصودهم، فإن من طلب لذة العيش وطِيبه بما حرمه الله عليه، عاقبه الله بنقيض قصده، فإن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته ولم يجعل الله معصيته سببًا إلى خير قط ولو علم الفاجر ما في العفاف من اللذة والسرور، وانشراح الصدر، وطيب العيش لرأى أن الذي فاته من اللذة أضعاف أضعاف ما حصل له، دع ربح العاقبة، والفوز بثواب الله وكرامته.ومنها: أنه يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنات عدن.

ومنها: أن الزنى يجُرِّئه على قطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، وكسب الحرام، وظلم الخلق، وإضاعة أهله وعياله... فهذه المعصية لا تتم إلا بأنواع من المعاصي قبلها ومعها، ويتولد عنها أنواع أخرُ من المعاصي بعدها... وهي أجلب لشرِّ الدنيا والآخرة، وأمنع شيء لخير الدنيا والآخرة. فهذا بعض ما في هذه السبيل من الضرر.

عقاب الأمة اللوطية:

أما سبيل الأمة اللُّوطية، فتلك سبيل الهالكين، المفضية بسالكها إلى منازل المعذبين، الذين جمع الله عليهم من أنواع العقوبات ما لم يجمعه على أمةٍ من الأمم، لا من تأخر عنهم ولا من تقدم، وجعل ديارهم وآثارهم عبرةً للمعُتبرين، وموعظة للمتقين.

قتل اللوطي:

والصحابة اتفقوا على قتل اللوطي، وإنما اختلفوا في كيفية قتله,... وعقوبته أغلظ من عقوبة الزاني، لإجماع الصحابة على ذلك، ولغلظ حرمته، وانتشار فساده، ولأن الله سبحانه لم يعاقب أُمّةً ما عاقب اللوطية.

تذهب اللذات، وتعقب الحسرات، وتفنى الشهوة، وتبقى الشقوة.

[كتاب: الداء والدواء].

مفسدة الزنى من أعظم المفاسد:

لما كانت مفسدة الزنى من أعظم المفاسد... كانت تلي مفسدة القتل في الكبر,..قال الإمام أحمد: لا أعلم بعد قتل النفس شيئًا أعظم من الزنى.

وقد أكد سبحانه حرمته بقوله: ﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَدعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقتُلُونَ ٱلنَّفسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلحَقِّ وَلَا يَزنُونَۚ وَمَن يَفعَل ذَٰلِكَ يَلقَ أَثَامٗا * يُضَٰعَف لَهُ ٱلعَذَابُ يَومَ ٱلقِيَٰمَةِ وَيَخلُد فِيهِۦ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ[الفرقان:68-70] فقرن الزنى بالشرك وقتل النفس، وجعل جزاء ذلك الخلود في العذاب المضاعف ما لم يرفع العبد موجب ذلك بالتوبة والإيمان والعمل الصالح.

ومن خاصيته: أنه يوجب الفقر، ويقصر العمر، ويكسو صاحبه سواد الوجه، وثوب المقت بين الناس. ومن خاصيته أيضًا: أنه يشتت القلب، ويُمرضه إن لم يمته، ويجلب الهم والحزن والخوف، ويباعد صاحبه من الملك، ويقرب منه الشيطان.

فليس بعد مفسدة القتل أعظم من مفسدته، ولهذا شرع فيه القتل على أشنع الوجوه، وأفحشها وأصعبها، ولو بلغ العبد أن امرأته أو حرمته قتلت كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت.

ظهور الزنى من أمارات خراب العالم:

وظهور الزنى من أمارات خراب العالم، وهو من أشراط الساعة، كما في الصحيحين عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله يقول: "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا، ويقل الرجال، وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد".

عقوبة اللوطية:

ولما كانت مفسدة اللواط من أعظم المفاسد كانت عقوبته في الدنيا والآخرة من أعظم العقوبات. عن ابن عباس عن النبي قال: "من وجدتموه يعمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به" رواه أهل السنن، وصححه ابن حبان وغيره، واحتج الإمام أحمد بهذا الحديث، وإسناده على شرط البخاري.

وأطبق أصحاب رسول الله على قتله، لم يختلف فيه منهم رجلان، وإنما اختلفت أقوالهم في صفة قتله.

اللوطية عكسوا فطرة الله التي فطر عليها الرجال، وقلبوا الطبيعة التي ركبها الله في الذكور، وهي شهوة النساء دون شهوة الذكور، فقلبوا الأمر، وعكسوا الفطرة والطبيعة، فأتوا الرجال شهوة من دون النساء، ولهذا قلب الله سبحانه عليهم ديارهم، فجعل عاليها سافلها,... فجعلهم آيةً للعالمين، وموعظة للمتقين، ونكالًا وسلفًا لمن شاركهم في أعمالهم من المجرمين.

أخذهم على غرة وهم نائمون، وجاءهم بأسُه وهم في سكرتهم يعمهون، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون، فانقلبت تلك اللذات آلامًا فأصبحوا بها يعذبون... ذهبت اللذات، وأعقبت الحسرات، وانقضت الشهوة، وأورثت الشقوة، تمتعوا قليلًا وعذبوا طويلًا، رتعوا مرتعًا وخيمًا، فأعقبهم عذابًا أليمًا، أسكرتهم خمرة تلك الشهوة، فما استفاقوا منها إلا في ديار المعذبين، وأرقدتهم تلك الغفلة فما استيقظوا إلا وهم في منازل الهالكين، فندموا والله أشد الندامة حين لا ينفع الندم، وبكوا على ما أسلفوه بدل الدموع بالدم.

وما الذي رفع قوى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبح كلابهم، ثم قلبها عليهم، فجعل عاليها سافلها، فأهلكهم جميعًا....وما هي من الظالمين ببعيد.

توبة المفعول به:

في اللواط من المفاسد ما يفوت الحصر والتعداد، ولأن يقتل المفعول به خير له من أن يؤتى، فإنه يفسد فسادًا لا يرجي له بعده صلاحًا أبدًا، وبذهب خيره كله، وتمُص الأرض ماوية الحياء من وجهه، فلا يستحي بعد ذلك لا من الله ولا من خلقه، وتعمل في قلبه وروحه نطفة الفاعل ما يعمل السم في البدن.

وقد اختلف الناس هل يدخل الجنة مفعول به؟ على قولين سمعت شيخ الإسلام يحكيهما والتحقيق في المسألة أن يقال: أن تاب المبتلى بهذا الداء وأناب، ورُزق توبة نصوحًا وعملًا صالحًا، وكان في كبره خيرًا منه في صغره، وبدل سيئاته بحسنات,وغسل عار ذلك بأنواع الطاعات والقربات، وغض بصره، وحفظ فرجه من المحرمات، وصدق الله في معاملته، فهذا مغفور له، وهو من أهل الجنة، فإن الله يغفر الذنوب جميعًا.وقد استقرت حكمة الله به عدلًا وفضلًا أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

أما مفعول به كان في كبره شرًا مما كان في صغره، لم يوفق لتوبة نصوح ولا لعمل صالح، ولا استدراك ما فات، ولا أحيا ما أمات، ولا بدل السيئات بالحسنات، فهذا بعيد أن يوفق عند الممات لخاتمةٍ يدخل بها الجنة عقوبةً له على عمله، فإن الله سبحانه يعاقب على السيئة بسيئة أخرى فتتضاعف عقوبات السيئات بعضها ببعض، كما يثيب على الحسنة بحسنة أخرى.

بداية الزنى من عدم غض البصر.

وأمر تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وأن يُعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم، مطلع عليها، ﴿يَعلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعيُنِ وَمَا تُخفِي ٱلصُّدُورُ [غافر:19] ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدمًا على حفظ الفرج، فإن الحوادث مبدأها من النظر، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، فتكون نظرة، ثم خطرة، ثم خطوة، ثم خطيئة.

زنى المرأة:

فكم في الزنى من استحلال محرمات، وفوات حقوق، ووقوع مظالم.

ومفسدة الزنا مناقضة لصلاح العالم، فإن المرأة إذا زنت أدخلت العار على أهلها وزوجها وأقاربها، ونكست رؤوسهم بين الناس، وإن حملت من الزنى، فإن قتلت ولدها جمعت بين الزنى والقتل، وإن حملته الزوج أدخلت على أهله وأهلها أجنبيًا ليس منهم فورثهم وليس منهم، ورآهم، وخلا بهم، وانتسب إليهم، وليس منهم، إلى غير ذلك من مفاسد زناها، وزنى الرجل فإنه يوجب اختلاط الأنساب أيضًا، وإفساد المرأة المصونة، وتعريضها للتلف والفساد، وفي هذه الكبيرة خراب الدنيا والدين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply