إليكم هديتي 4

48
4 دقائق
12 جمادى الأول 1447 (03-11-2025)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

إنَّ النَّصيحةَ أيها الكرام: سُنةٌ ثابتةٌ من سنن الأنبياء، وسمةٌ بارزةٌ من سمات الحكماء، وهديةٌ راقيةٌ يتبادلها العقلاء. فوائدها كثيرة، ومنافعها غزيرة؛ والحاجةُ إليها جدُّ كبيرة، ولذا فقد حصرَ النبي الدينَ كلهُ فيها فقال: "الدينُ النصيحة". وجاء فيها الكثيرُ من الأحاديث الصحيحة، كقوله عليه الصلاة والسلام: "المؤمنُ مِرآةُ أخيه". و"لَا يُؤْمِنُ أحدُكم، حتَّى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لِنفسِهِ". و"ما استرعى اللهُ عبدًا رعيةً فلم يُحِطها بنُصحِه إلا حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّة".

ولئن كانَ الجميعُ بحاجةٍ ماسِّةٍ لها، فإن القليلَ من يبذلها. والأقلُ من يُتقنُها. وأقلُ القليلِ من يتقبلُها ويُحسِنُ الاستفادةَ منها.

وبعدُ يا أحبتي *** إليكمُ هديتي

نصائحٌ جمعتها *** وبعضها ابدعتها

وبعضها عدَّلتُها *** لفكرةٍ فضلتها

وحين كثرُ جمعها *** إزدان لي توزيعها

فقسمتها متتبِّعًا *** كلَّ ثلاثينَ معًا

وبلغ عددُ الأقسام *** عشرٌ على التمام

فالله ربي أسأله *** بفضله أن يقبله

وأن تكونَ نافعة *** قارِئها وسامِعَه

والحمدُ والسَّلامُ *** بِدءً واختتامُ

إليكمُ هديتي (الجزء الرابع)

91- إذا كانت الدراساتُ تؤكدُ أنَّ مُتوسِطَ الدقائقَ المُهدرةِ في حياة الانسان، يزيدُ عن المائة دقيقةٍ يوميًا، فإنكَ بقليلٍ من الوعيِ والاهتمام، وبشيءٍ من التَّخطِيط والانتظامِ. ستتمكنُ من توظيفِ الكثيرِ منها ولا شكَّ.

92- ثِق برَبِك وأحسِنِ الظَنَّ به، فما منعكَ إلا ليُعطِيك، ولا ابتلاكَ إلا ليُعافِيك، ولا امتحَنكَ إلا ليَصطفِيك. و{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7].

93- مما يزيدُ العاقلَ تمسُكًا بالصدق، ونفورًا من الكذب، أنَّ الصدقَ مركبٌ (آمِن) لا يهلَكُ صاحبُهُ وإنْ عثرَ به قليلًا. وأنَّ الكذبَ مركبٌ (خَطِر) لا ينجو صاحبُه وإنْ طارَ به بعيدًا.

94- قُل للذي أحصى السنينَ مُفاخِرًا. يا صاحِ ليسَ السرُّ في السنواتِ لكنهُ في المَرء كيفَ يعيشُها. في يَقظةٍ أم في عميق سُباتِ.

95- قال حكيمٌ: قوِّمُوا ألسنتكم وتجمَّلوا بالأدب. فإنِّ الرجلَ تنوبهُ النائبةَ فيستعيرُ من أخيه ثوبهُ ودابتهُ. ولا يستطيعُ أنْ يستعيرَ لسانهُ.

96- بقدرِ ما تتعنى، تنالُ ما تتمنى. فكُن صبورًا ومُثابرًا. فالإصرارُ والمثابرة: هما من يجعلُ الأشخاصَ العاديين يتميزونَ بنتائجَ غيرَ عاديةٍ.

97- الكلماتُ السلبيةِ المحطِّمةِ التي نسمعُها من الآخرين، مثل (فيروسات الحاسب) لا بدَّ لها من برامج حمايةٍ وإلا سببت لنا خللًا جزئيًا أو كليًا.

98- يمكنك أن تُضاعِفَ سُرعةَ قراءتك مرتين أو ثلاثاُ، وذلك بأنْ تتدرَّبَ على النظر إلى أكثر من كلمةٍ في المرة الواحدة، فالعينُ يمكنها (بكل سهولةٍ) أن تنظرَ إلى عدة كلماتٍ مرةً واحدة.

99- أخبرْ أبنائكَ على الدوامِ كمْ همْ رائعونَ، وأنكَ تحبهمْ وتثقُ بهمْ. وتعوَّدْ أنْ تثنيَ عليهمْ بخيرٍ أمامَ الآخرينَ، فإنَّ هذا مما يُعززُ إيجابياتهم، ويقوي علاقتك بهم.

100- النصيحةُ كالدواء، كلما ازدادت مرارتُها كانت أفضل. وصديقٌ صدوقٌ يؤلمكِ بنصيحته. خيرٌ من رفيقٍ موافقٍ يُودِي بك إلى التَّهلُكة.

101- كن مُبتسمًا على الدوام، فالابتسامةُ هي أرخصُ الطرقِ وأسهلُها لتَحسِين المظهرِ وكسْبِ القلوب. في الحديث الصحيح: "ما رآني رسولُ الله إلا تبسمَ في وجهي".

102- قناعاتك هي منْ يحددُ بإذن اللهِ مكانتُك في الحياة ومدى تأثيرك فيها. فغير قناعاتك تتغير حياتك ونتائجك.

103- عنْدما تلْعبُ معَ الأطْفالِ، فمن الفطنةِ أن تدعَّهُمْ يفُوزُوا ويستمتعوا ويشعُروا أنَّهم الأفْضلَ. أما أنت فيكفي أن تستمتعَ بفرحتهم.

104- أصلِح ماضيكَ بالتوبة والنَّدم. وأصلِح حاضرَكَ بالجدِّ وإحسانِ العملِ. وأصلِح مُستقبلكَ بصادقِ الرَّجاءِ وعظيمِ الأمل.

105- كلَّما قابلتَ إحْدى أخواتِك أو قريباتِك، أخبرها كمْ يبْدو مظْهرها رائعًا.

106- اطبعْ مقولاتِكَ المفضَّلةِ، وأخرجها بشكلٍ جميلٍ، وعلِقها في مكانٍ بارزٍ، لتتمكن منْ رؤيتها بسهولة، فتكرارُ مُشاهدتها من عوامِل التَّحفيزِ الرائعة.

107- المُوفقُ حقًا من إذا توقّفتْ أنفاسُه، لم تتوقف حسناته. والمخذولُ حقًا من إذا توقفت أنفاسُه، لم تتوقف سيئاته.

108- إذا كنت تملك مهارةً في اكتشاف عيوبِ الآخرين. فإنَّ أفضلَ استثمارٍ لهذه المهارةِ هو أن تستخدمها في اكتشاف عيوبك.

109- تأمَّل: فالغنى الحقيقي ليس بكثرة الأشياءِ التي تملِكها، وإنما بكثرة الأشياءِ التي تستطيعُ الاستغناءَ عنها.

110- هِمَّتك فأحفظها واعتنِ بها. فإنَّ الهمَّةَ مُقدمةُ الأشياءِ. فمن صلُحت له هِمَّتهُ وصدقَ فيها. صلُحَ له ما وراءَ ذلك من الأعمال.

111- تَجنُبِ اللَّومِ والعتاب القاسي، وإياك والتركيزَ على السلبيات. فهو شاقٌ على النَّفسِ، بل مؤلمٌ وثَقِيلٌ، يصعبُ قبولَهُ حتى ولو كانَ على سَبيلِ النُّصحِ والتَّوجِيهِ، في الحديث الصحيح: "ما كان الرِفقُ في شيءٍ إلا زَانَهُ، وما نُزِعَ من شيءٍ إلا شَانَهُ".

112- إنّ الذي أنت ترجوهُ وتأمَلهُ ~ من البَرِيَّة مِسْكِينُ وابْن مِسْكِينِ

فاسترزق اللهَ ممَّا في خزائنه ~ فإنّما أمرهُ بين الكافِ والنونِ

113- إذا رأيتَ منْ طفْلِك تقدُمًا علميًا أو سلوكيًا (مُفرحًا) فاكتبْ لمعلمه رسالَةَ شُكْرٍ مُعبِّرةٍ.

114- اهتمَّ بتنمية عقلك، فهوَ أعظمُ استثماراتِك. ومهما كلَّفك منْ جُهدٍ ووقتٍ ومالٍ، فسيظلُ يستحقُ أكثرَ. وسيعطيك بإذن اللهِ مردودًا أكبرَ.

115- على عكس كثيرٍ من الأشياء المحببة، تزدادُ السعادةُ كلما تقاسمناها مع الآخرين، بل إنَّ الذين يجلبون السعادةَ لغيرهم، عادةً ما يحظونَ بالنصيب الأوفرِ منها.

116- إذا كانتْ الغمْسةُ في الجنَّةِ تُنسِي الانسانَ كلَّ ما مرَّ به مِنْ بؤسٍ وعناءٍ حتى يُقسِمَ بعزة اللهِ أنّه ما مرَّ به شيءٌ منْ ذلك قطُّ. فكيفَ بالخلود فيها.

117- منْ كانَ يظنُّ أنَّ السعادةَ في الأخذ والاستحواذ، فليتأكَّد أنَّها في العطاء أكثر، وأسألوا الأمهات.

118- جربْ أنْ تطلبَ منْ صديقٍ مُقربٍ أنْ يكتبَ لك قائمةً مزدوجةً بأجمل وأسوءِ خمسِ كلماتٍ تستخدمُها في حديثك كثيرًا. وحتمًا ستفاجِئُك النتيجةَ.

119- بادر بالتبرع بالملابس التي لمْ تستعملها خلالَ السنتينِ الماضيتينِ. طبعًا بعدَ أنْ تُهيئها وتُرتبها بشكلٍ مُناسبٍ.

120- في النهاية. لن تأخُذَ معك سِوى عملُك. ولن يبقى منك إلا سمعتُك. فاحرصْ على إصلاح عملِك، وتحسينِ خُلقِك.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين


أضف تعليق