بسم الله الرحمن الرحيم
الروايات التي حددت السور المكية والمدنية
قد وردت مجموعة من الروايات عن الصحابة والتابعين التي حددت السور المكية والمدنية وفيما يلي نسرد هذه الروايات مع بيان درجتها من حيث الصحة والضعف. ثم نذكر على ضوئها السور المتفق علي مكيتها أو مدنيتها والسور المختلف فيها.
أ) الرواية الأولى عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقد جاءت من خمس طرق:
1- طريق أبي عبيد في كتابه (( فضائل القرآن…)): \"قال أبو عبيد: حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحج، والنور، والأحزاب، والذين كفروا والفتح، والحديد، والحديد والمجادلة والحشر، والممتحنة، والحواريون- يريد الصف-، والتغابن، ويا أيها النبي إذا طلقتم ، ويا أيها النبي لم تحرم ، والفجر، والليل إذا يغشي ، وإنا أنزلناه في ليلة القدر ، ولم يكن ، وإذا زلزلت ، وإذا جاء نصر الله ، وسائر ذلك بمكة\".
وهذا إسناد صحيح، وأغلب مرويات علي بن أبي طلحة في التفسير عن ابن عباس، إلا أنه لم يلقه، لكنه حمل عن ثقات أصحابه مثل مجاهد وعكرمة.
فالسور المدنية فيها خمس وعشرون سورة، وقال أبو عمرو الداني بعد أن ذكر هذه الرواية: \"ولم يذكر علي ابن أبي طلحة في المدني الحجرات، والجمعة، والمنافقين وهن ثلاثتهن مدنيات بإجماع\".
2- طريق ابن الضريس في كتابه (( فضائل القرآن…)): قال ابن الضريس: \"أخبرنا أحمد قال: حدثنا محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي قال: قال عمر بن هارون قال: حدثنا عمر بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: \"أول ما نزل من القرآن بمكة، وما أنزل منه بالمدينة الأول، فكانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة فكتبت بمكة، ثم يزيد الله فيها ما يشاء، وكان أول ما أنزل من القرآن : اقرأ باسم ربك الذي خلق… \" ثم سرد السور المكية وهي ست وثمانون سورة، والسور المدنية وهي ثمان وعشرون سورة، وهي: البقرة ثم الأنفال، ثم آل عمران ثم الأحزاب، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم الزلزلة، ثم الحديد، ثم سورة محمد، ثم الرعد، ثم الرحمن، ثم الإنسان، ثم الطلاق، ثم البينة، ثم الحشر، ثم النصر، ثم الحج، ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم الصف، ثم الفتح، ثم المائدة ثم التوبة.
وإسناده ضعيف من أجل عمر بن هارون، ولكن رواية الزركشي والتي بسند آخر تعد شاهدًا لهذا الطريق.
3- طريق النحاس في كتابه (( الناسخ والمنسوخ…))
قال أبو جعفر النحاس: \"حدثني يموت بن المزروع، قال: حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، قال: حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي، قال: حدثنا يونس بن حبيب، قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: سألت مجاهدًا عن تلخيص آي المدني من المكي، فقال: سألت ابن عباس عن ذلك فقال: سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة، فهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة، فهن مدنيات
وساقها السيوطي منسوبة إلى كتابه (( الناسخ والمنسوخ )) سياقًا أكمل منها، وفيها تعداد للسور المكية والمدنية، ثم قال: \"هكذا أخرجه بطوله وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات من علماء العربية المشهورين\".
والحقيقة أن الإسناد فيه ضعف من أجل السجستاني وأبي عبيدة.
4- طريق ابن عبد الكافي في كتابه: \"بيان عدد سور القرآن وآياته..\"
قال ابن عبد الكافي: \"سمعت الإمام أبا الحسن الفارسي رحمه الله قال: سمعت الإمام أبا بكر أحمد بن الحسين أنه قال: روي عن عبد الله بن عمير عن أبيه عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه عن ابن عباس…\" فذكر السور المكية والمدنية معًا.
5- طريق البيهقي في كتابه: (( دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة )).
روى البيهقي الرواية بإسنادين وصحح أحدهما، وهو الإسناد:
\"قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو محمد بن زياد العدل، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي، قال: علي بن الحسين بن الواقد، عن أبيه قال: حدثنا يزيد النحوي عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن\" ثم ذكر السور المكية…، والسور المدنية.
والسور المدنية هي: المطففين، والبقرة، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، والمائدة، والممتحنة، والنساء، والزلزلة، والحديد، ومحمد، والرعد، والرحمن، والإنسان، والطلاق، والبينة، والحشر، والنصر، والنور، والحج، والمنافقون، والمجادلة، والحجرات، والتحريم، والصف، والجمعة، والتغابن، والفتح، والتوبة.
وهي تسع وعشرون سورة، وإسناد الرواية صحيح.
ب) الرواية الثانية عن قتادة، وقد جاءت من ثلاث طرق كلها صحيحة إلى قتادة.
1- طريق حارث المحاسبي في كتابه: (( فهم القرآن )).
قال الحارث -رحمه الله-: \"حدثنا شريح، قال: حدثنا سفيان عن معمر عن قتادة قال: \"السور المدنية: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والرعد، والحجر، والنحل، والنور، والأحزاب، وسورة محمد (صلى الله عليه وسلم) والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والنساء الصغرى، و \"يا أيها النبي لم تحرم\" ، و \"لم يكن\" ، و \"إذا جاء نصر الله والفتح\" ، و \"قل هو الله أحد\" ، وهو يشك في \"أرأيت\".
وهي سبع وعشرون سورة، وما عداها كلها مكية.
2- طريق ابن الأنباري في كتابه: (( الرد على من خالف مصحف عثمان )) قال ابن الأنباري -رحمه الله-: \"حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا همام عن قتادة قال: نزل بالمدينة من القرآن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، وبراءة، والرعد، والنحل، والحج، والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والرحمن، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، ويأيها النبي لم تحرم إلى رأس العشر، وإذا زلزلت ، وإذا جاء نصر الله هؤلاء السور نزلت بالمدينة، وسائر القرآن نزل بمكة\".
فهذه سبع وعشرون سورة مدنية، ويؤيد هذه الرواية المذكورة من الطريقين ما رواه ابن سعد في الطبقات:
قال: \"أنبأنا الواقدي حدثني قدامة بن موسى، عن أبي سلمة الحضرمي سمعت ابن عباس، قال: سألت أبي بن كعب عما نزل من القرآن بالمدينة، فقال نزل بها سبع وعشرون سورة، وسائرها بمكة\".
3- طريق أبي عمرو الداني في كتابه: (( البيان في عد آي القرآن )).
قال الحافظ: \"أخبرنا فارس بن أحمد، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: أنا أحمد بن عثمان، قال: أنا الفضل بن شاذان، قال: أنا إبراهيم بن موسى، قال: أنا يزيد بن زريع قال: أنا سعيد، عن قتادة، قال: المدني البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، وبراءة، والرعد، والحج، والنور، والأحزاب، و \"الذين كفروا\" ، و \"إنا فتحنا لك فتحا مبينا\" ، و \"يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله\" ، والمسبحات من سورة الحديد إلى \"يا أيها النبي إذا طلقتم النساء\" ، و \"يا أيها النبيّ لم تحرم\" ، و \"لم يكن الذين كفروا\" ، و \"إذا زلزلت\" ، و \"إذا جاء نصر الله\" مدني، وما بقي مكي فهي خمس وعشرون سورة، ثم ذكر السور التي بعضها مكي وبعضها مدني.
ج) الرواية الثالثة عن جابر بن زيد التابعي رواها عنه أبو عمرو الداني بإسناده: \"قال: أخبرنا فارس بن أحمد، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: أنا أحمد بن عثمان، قال: أنا الفضل، قال: أنا أحمد بن يزيد، قال: أنا أبو كامل فضيل بن حسين، قال: أنا حسان بن إبراهيم، قال: أنا أمية الأزدي، عن جابر بن زيد قال:…. \"ثم سرد السور المكية على ترتيب نزولها وهي خمس وثمانون سورة، ثم قال:
\"وأنزل عليه بعد ما قدم المدينة سورة البقرة، ثم آل عمران، ثم الأنفال، ثم الأحزاب، ثم المائدة، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم \"إذا زلزلت\" ، ثم الحديد، ثم سورة محمد (صلى الله عليه وسلم)، ثم الرعد، ثم الرحمن، ثم \"هل أتى على الإنسان\" ، ثم سورة النساء القصرى، ثم \"لم يكن الذين كفروا\" ، ثم الحشر، ثم \"إذا جاء نصر الله والفتح\" ، ثم النور، ثم الحج، ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات ، ثم \"يا أيها النبي لم تحرم\" ، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم سبح الحواريون، ثم \"إنا فتحنا لك فتحًا\" ، ثم التوبة، ثم خاتمة الفرقان، فذلك ثمان وعشرون سورة\".
د) الرواية الرابعة عن الإمام الزهري في كتابه: (( تنزيل القرآن بمكة والمدينة )) إلا أنها ضعيفة جدًا.
ويضم إلى هذه الروايات بعض أقوال أهل العلم:
1- ذكر أبو داود سليمان بن نجاح في (( مختصر التبيين لهجاء التنزيل )) أن السور المدنية إحدى وعشرون سورة، وهن: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والنور، والأحزاب، والقتال، والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والجمعة، والمنافقون، والطلاق، والتحريم، ولم يكن، والنصر.
والمختلف فيها تسع عشرة سورة، وهن: الحمد، والرعد، والنحل، والحج، وص، والرحمن، والصف، والتغابن، والإنسان، والمطففين، وسبح، والفجر، والليل، والقدر، والزلزلة، والعاديات، والإخلاص، والمعوذتان.
وما عداهما مكية، وجملتهن أربع وسبعون سورة، فصار المجموع مائة وأربع عشرة سورة .
2- قول هبة بن سلامة المفسر في كتابه: (( الناسخ والمنسوخ )) فالسور المدنية المتفق عليها عنده إحدى وعشرون سورة، وهي: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنفال، التوبة، النور، الأحزاب، الفتح، الحجرات، المجادلة، الحشر، الممتحنة، الصف، الجمعة، المنافقون، التغابن، الطلاق، التحريم، القدر، البينة.
والسور المختلف فيها عنده سبع عشرة سورة، وهي: الفاتحة، والرعد، النحل، الحج، العنكبوت، محمد (صلى الله عليه وسلم)، الرحمن، الحديد، الإنسان، عبس، المطففين، الليل، الزلزلة، النصر، الإخلاص، الفلق، الناس، وما عداها مكية.
3- قول أبي الحسن بن الحصار في كتابه: (( الناسخ والمنسوخ )) فالسور المدنية باتفاق عشرون سورة، وهن: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنفال، التوبة، النور، الأحزاب، محمد (صلى الله عليه وسلم)، الفتح، الحجرات، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، المنافقون، الجمعة، الطلاق، التحريم، النصر.
والسور المختلف فيها اثنتا عشر سورة، وهي: الفاتحة، الرعد، الرحمن، الصف، التغابن، المطففين، القدر، البينة، الزلزلة، الإخلاص، الفلق، الناس. وما عدا ذلك فهو مكي.
القواعد التي يقوم عليها علم المكي والمدني
القاعدة الأولى:
القول في تفاصيل المكي والمدني موقوف على النقل عمن شاهدوا الوحي والتنزيل.
قال ابن الحصار: \"وكل نوع من المكي والمدني منه آيات مستثناة، إلا أن من الناس من اعتمد في الاستثناء على الاجتهاد دون النقل\".
القاعدة الثانية:
الأصل في السورة المكية أن تكون كل آياتها مكية، ولا يقبل القول بمدينة بعض آياتها إلا بدليل استثنائي صحيح، كما أن السورة المدنية يحكم بجميع آياتها بأنها مدنية، إلا ما خرج بدليل استثنائي صحيح.
القاعدة الثالثة:
القرآن المدني ينسخ المدني الذي نزل قبله، وينسخ المكي أيضا، ولا يجوز أن ينسخ المكي المدني.
القاعدة الرابعة:
المدني من السور ينبغي أن يكون منزلا في الفهم على المكي، وكذلك المكي بعضه مع بعض، والمدني بعضه مع بعض على حسب ترتيبه في التنزيل، كما يقول الشاطبي في الموافقات.
القاعدة الخامسة:
قد يستمر نزول السورة فتنزل في أثناء مدة نزولها سور أخرى.
هذا ويلاحظ الفرق بين القاعدة والضابط، فالقاعدة لا تختص بباب معين، بخلاف الضابط فإنه خاص بباب معين.
الضوابط التي يعرف بها المكي والمدني
لمعرفة المكي والمدني طريقان:
1- سماعي: وهو النقل الصحيح عن الصحابة أو التابعين.
2- قياسي: وهو ضوابط كلية، وهذه الضوابط مبناها على التتبع والاستقراء المبني على الغالب.
ضوابط السور المكية وخصائصها:
أولا: الضوابط:
1- كل سورة فيها سجدة فهي مكية، ويستثنى من ذلك سورتا الرعد والحج عند من يقول إنهما مدنيتان.
2- كل سورة فيها كلا فهي مكية، ولم ترد إلا في النصف الأخير من القرآن.
3- كل سورة فيها يا أيها الناس وليس فيها يا أيها الذين آمنوا فهي مكية، إلا سورة الحج ففي آخرها
4- كل سورة في أولها حروف الهجاء كـ \"الم\" ، و \"الر\" ، ونحو ذلك فهي مكية سوى البقرة وآل عمران، وفي الرعد خلاف، فيرى بعض العلماء أنها مكية.
5- كل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة.
6- كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم السابقة فهي مكية سوى البقرة.
7- كل سورة من المفصل فهي مكية، روي ذلك عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، ويرى العلماء أن يحمل ذلك على الكثرة الغالبة من سور المفصل، لا على جميعها.
ثانيًا: الخصائص:
1- قصر الآيات والسور، وإيجازها وقوة تعبيرها وتجانسها الصوتي.
2- كثرة أسلوب التأكيد ووسائل التقرير ترسيخًا للمعاني، كالإكثار من القسم وضرب الأمثال والتشبيه.
3- كثرة الفواصل.
4- قوة العبارة والإيقاع.
وهذه الأربع من الخصائص الأسلوبية.
5- الدعوة إلى أصول الإيمان بالله واليوم الآخر وتصوير الجنة والنار.
6- الدعوة إلى التمسك بالأخلاق الكريمة، والتشريعات العامة التي لا تتغير بتغير الزمان والمكان.
7- مجادلة المشركين وتسفيه أحلامهم، وتشنيع القبيح من عاداتهم بحجج دامغة وبراهين مقنعة.
8- إنذار المشركين والكفار بما قص عليهم من أنباء الرسل مع أقوامهم بانتصار أهل الإيمان وإبادة أهل الكفر.
هذه الأربع من الخصائص الموضوعية.
ضوابط السور المدنية وخصائصها
أولًا: الضوابط:
1- كل سورة فيها إذن بالجهاد أو ذكر له وبيان لأحكامه فهي مدنية.
2- كل سورة فيها تفاصيل لأحكام الحدود والفرائض والحقوق، والقوانين المدنية والاجتماعية والدولية فهي مدنية.
3- كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية ما عدا سورة العنكبوت، إلا أن الآيات الإحدى عشرة الأولى منها مدنية وفيها ذكر المنافقين.
4- كل آية بدأ فيها الخطاب بقوله تعالى:
ثانيًا الخصائص:
1- سلوك الإطناب والتطويل في آياته وسوره.
2- سهولة ألفاظها وخلوها من الغريب اللغوي في الغالب.
3- الأسلوب الهادئ والحجة الباهرة عند مناقشة أهل الكتاب، والأسلوب التهكمي عند مجادلة أهل الكتاب وفضح نواياهم الخبيثة.
4- التحدث عن التشريعات التفصيلية والألحكام العملية في العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية.
5- بيان قواعد التشريع الخاصة بالجهاد، وحكمة تشريعه، وذكر الأحكام المتعلقة بالحروف والغزوات والمعاهدات والصلح والغنائم والفيء والأسارى.
6- دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام ومناقشتهم في عقائدهم الباطلة وبيان ضلالهم فيها.
7- بيان ضلال المنافقين وإظهار ما تكنه نفوسهم من الحقد والعداوة على الإسلام والمسلمين هذه الأربعة من الخصائص الموضوعية.
ونرى الآن وعلى ضوء الروايات السابقة، وأقوال أهل العلم، والضوابط المذكورة ما هي السور المدنية المتفق عليها، ثم نرى التي اختلف بين مكيتها ومدنيتها مع ذكر القول الراجح فيها، والله الموفق
السور المدنية المتفق عليها:
1- البقرة 2- آل عمران 3- النساء
4- المائدة 5- الأنفال 6- التوبة
7- النور 8- الأحزاب 9- الفتح
10- الحجرات 11- الحديد 12- المجادلة
13- الحشر 14- الممتحنة 15- الجمعة
16- المنافقون 17- الطلاق 18- التحريم
السور المختلف فيها:
1- الفاتحة 2- الرعد 3- النحل
4- الحج 5- العنكبوت 6- محمد (صلى الله عليه وسلم)
7- الرحمن 8- الصف 9- التغابن
10- الإنسان 11- عبس 12- المطففين
13- الفجر 14- الليل 15- القدر
16 - البينة 17- الزلزلة 18- النصر
19- الإخلاص 20 - الفلق 21- الناس
وما عدا ذلك مكي، وعددها خمس وسبعون سورة.
بيان القول الراجح في السور المختلف فيها
سورة الفاتحة: مكية في جميع الروايات والأقوال المذكورة.
سورة الرعد: مكية لاشتمالها على خصائص السور المكية، وكذا في رواية أبي عبيد، والنحاس، وهذا لا يمنع وجود آيات مدنية فيها.
سورة النحل: مكية لما جاء في معظم الروايات، ولاشتمالها على خصائص السورة المكية.
سورة الحج: مكية، بها آيات مدنية.
سورة العنكبوت: مكية لما جاء في معظم الروايات، ولاشتمالها على خصائص السور المكية، لكن في أولها آيات مدنية.
سورة محمد (صلى الله عليه وسلم): مدنية لما جاء في معظم الروايات، ولاشتمالها على خصائص السور المدنية.
سورة الرحمن: قال السيوطي: الجمهور على أنها مكية، وهو الصواب وتتميز بمزايا السور المكية أسلوبا وموضوعا.
سورة الصف: مدنية في معظم الروايات، وهي تعالج موضوع الجهاد الذي لم يفرض على الأمة المؤمنة إلا بالمدينة المنورة.
سورة التغابن: مدنية في أغلب الروايات والأقوال.
سورة الإنسان: مكية لاشتمالها على خصائص السور المكية، وهو الذي رجحه بعض الباحثين..
سورة الفجر: مكية لما جاء في معظم الروايات، ولاشتمالها على خصائص السور المكية.
سورة الليل: مكية في أغلب الروايات والأقوال.
سورة القدر: مكية عند الأكثر.
سورة البينة: مدنية في معظم الروايات.
سورة الزلزلة: مدنية في أغلب الروايات والأقوال.
سورة النصر: مدنية في جميع الروايات.
سورة الإخلاص: مكية في معظم الروايات.
سورتا الفلق والناس: مدنيتان على الراجح.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد