بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة على رسول الله.. وبعد:ـ
أحبتي لا يزال الحديث موصلا بين طيات هذه السورة الكريمة. لو نتأمل الآية التي في نهاية المقطع الماضي وهذه الآية الجديدة نجد أن السياق انتقل نقلة نوعية على خط آخر ومطلب آخر ( واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم.. الآية) سبحان من يعلم خلجات القلوب وما توسوس به الأنفس, وما تدخر من الخطرات. ولان لكل نفس رغبات تتمنى تحقيقها, مع ملاحظة انه لا منتهى لطمعها, فهي لو تركت على سجيتها وفتح لها الباب على مصراعيه وقيل لها اطلبي ما شئت أو افعلي ما أردت فطمعها هنا بحر لا ساحل له.. فلوا أطاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس فيما يريدون فكيف ستكون النتيجة.؟ على هذه القاعدة التي ذكرنا وهي حب الذات.؟ لذلك الله - سبحانه وتعالى - ذكرنا فضله علينا, مع الإشارة إلى ملمح خفي قد يغفل عنه كثير من الناس وهي سيطرته - سبحانه - على القلوب وبالتالي سيطرته على الخطرات التي أودعت داخل هذه القلوب ولا يعلم بها إلا صاحبها, فاخبرنا - سبحانه - بأنه تفضل علينا بأن جعل غريزة حب الإيمان في قلوبنا من أجل أن نضع رغباتنا النفسية والدنيوية جانبا ونجعل الإيمان يوأطرها وبالتالي نقدم التضحيات لهذا الدين لأن لأتباعه رسالة عظيمة تنتظرهم أكبر واسما من الرغبات الشخصية و لذلك لزم ترسيخ هذا المعان الرائعة, وهو التجرد من هوى النفس وتقديم التضحيات, وتغليب مصلحة الجماعة على المصلحة الفردية للوصول إلى (ويؤثرون على أنفسهم.. الآية ) فمتى نؤثر الآخر حتى ولو كنا بأمس الحاجة..؟ كما هي الأمة اليوم بأمس الحاجة إلى تقديم مصلحتها العليا على المصالح الفردية. وأنت ترى اليوم الدول الإسلامية كل دولة تغلب مصلحتها الفردية على المصلحة العامة للأمة الإسلامية عامة. فحين غاب مؤشر الإيمان أزلنا جدار التضحية فسقط على رؤوسنا فصرنا كقطيع خراف في ليلة مطيرة والذئب يسوقها إلى حتفها وهي تدري أو لا تدري ورغم ذلك تبتسم..؟ أخيرا أعد قراءة الآية مرة أخرى والحديث موصول إن شاء الله..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد