التبرك بآثاره:
1. التبرك بمواضع أصابع النبي - صلى الله عليه وسلم -:
عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: (... فكان يصنع للنبي -صلى الله عليه وسلم - طعاماً فإذا جيء به إليه سأل عن موضع أصابعه فيتتبع موضع أصابعه...). صحيح مسلم،(3/1623) رقم(2053)، كتاب الأشربة، باب إباحة أكل الثوم.
2. التبرك بفضل شرب النبي - صلى الله عليه وسلم -:
وعن سهل الساعدي - رضي الله عنه - : (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أُتى بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحد). صحيح مسلم،(3/1604) رقم(2030)،كتاب الأشربة، باب استحباب إدارة الماء واللبن ونحوها عن يمين.
3. التبرك بماء وضوئه - صلى الله عليه وسلم -:
عن أبي جُحيفة -رضي الله عنه- أنه قال: (خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بالهاجرة، فأُتي بوضوء فتوضأ، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به). \"البخاري، الفتح\" (1/353)رقم(187) كتاب الوضوء، استعمال وضوء الناس.
قال ابن حجر -رحمه الله تعالى-: ( كأنهم اقتسموا الماء الذي فضل عنه، ويحتمل أن يكونوا تناولوا ما سال من أعضاء وضوئه -صلى الله عليه وسلم- ). \" فتح الباري\" (1/295).
وعن عروة بن مسعود - رضي الله عنه - قال: عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه). البخاري، الفتح (1/354) رقم(189) كتاب الوضوء، باب استعمال وضوء الناس.
بل إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرشد أصحابه -رضي الله عنهم- أحياناً إلى شيء من هذا، وساعدهم عليه. راجع / التبرك أنواعه وأحكامه للجديع. ص(150)
وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: (دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه، ومجَ فيه، ثم قال: (اشربا منه، وأفرغِا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا) فأخذا القداح، ففعلا ما أمرهما به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنادتهما أم سلمة من وراء الستر أفضلا لأمكما مما في إنائكما، فأفضلا لها منه طائفة). البخاري، الفتح، (7/643) رقم (4328) كتاب المغازي، باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان.
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: ( جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعودني وأنا مريض لا أعقل فتوضأ وصبّ عليَّ من وضوئه فعقلت). البخاري، الفتح،( 1/360 )رقم(194) كتاب الوضوء، باب صب النبي وضوءه على المغمي عليه.
4. التبرك بثياب النبي - صلى الله عليه وسلم -:
وعن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قال: (جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ببردة، فقال سهل للقوم: أتدرون ما البردة، فقال القوم: هي شملة، فقال سهل: هي شملة منسوجة، فيها حاشيتها فقالت: يا رسول الله أكسوك هذه، فأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - محتاجاً إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله: ما أحسن هذه، فأكسنيها، فقال: (نعم) فلما قام النبي -صلى الله عليه وسلم - لامه الناس فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- أخذها محتاجاً إليها، ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي -صلى الله عليه وسلم - لعلي أكفن فيها). البخاري ، الفتح ( 10/470)رقم(6036) كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل.
وثبت في الصحيحين أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- أعطى اللاتي يغسّلن ابنته إزاره وقال: (أشعرنها إياه). البخاري، الفتح (3/150)رقم(1253) كتاب الجنائز، غسل الميت وضوئه بالماء والسد.
5. التبرك بسهم النبي - صلى الله عليه وسلم -:
التبرك بسهم النبي -صلى الله عليه وسلم- روى البخاري في صلح الحديبية عن المسور بن مخرمة قال: (...فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء، يتبرضه الناس حتى نزحوه، وشكي إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-العطش فانتزع سهماً من كنانته، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه). \"البخاري، الفتح\"(5/388-3392) رقم(2732) كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب.
ثالثاً: تبرك الصحابة -رضي الله عنهم- بأعضاء جسده - صلى الله عليه وسلم -:
عن عائشة -رضي الله عنها-: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها) صحيح مسلم،(4/1723) رقم(2192)،كتاب السلام، باب رقية المريض بالمعوذات والنفث.
وعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-أنه قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -إذا صلّى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يُؤتى بإناء إلا غمس يده فيها، فربما جاؤه في الغداة الباردة، فيغمس يده فيها). صحيح مسلم (4/1812)رقم(2324)، كتاب الفضائل،باب قرب النبي من الناس وتبركهم به.
وعن أبي جحيفة-رضي الله عنه-أنه قال: خرج رسول الله-صلى الله عليه وسلم-بالهاجرة (أي اشتداد الحر نصف النهار) إلى البطحاء فتوضأ ثم صلّى الظهر ركعتين والعصر كعتين) وفيه ( وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم) قال: (فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك). البخاري، الفتح، (6/953) رقم (3553)،كتاب المناقب،باب صفة النبي.
وكان الصحابة-رضوان الله عليهم- يحرصون على تقبيل يده-صلى الله عليه وسلم-كما أنهم يحرصون على مس أي موضع من جسده-صلى الله عليه وسلم-وتقبيله كلما أمكن ذلك للتبرك وغيره..راجع:\" التبرك أنواع وأحكامه\" ص (245).
وروى أبو داود في سننه أن أُسيد بن حضير-رضي الله عنه-بينما هو يحث القوم – وكان فيه مزاح- طعنه النبي-صلى الله عليه وسلم-في خاصرته بعود، فقال: أصبرني (أي أقدني من نفسك). قال: (اصطبر) قال: إن عليك قميصاً وليس عليَّ قميص، فرفع النبي-صلى الله عليه وسلم-عنه قميصه فاحتضنه، وأخذ يقبل كشحه (ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلفي) قال: (إنما أردت هذا يا رسول الله). سنن أبي داود ، كتاب الأدب،باب في قبلة الجسد.وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم(4352)(3/980).
التبرك بآثاره - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته:
عقد الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه كتاب فرض الخمس باباً بعنوان: باب ما ذكر من درع النبي -صلى الله عليه وسلم- وعصاه، وسيفه، وقدحه، وخاتمه، وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم يذكر قسمته، ومن شعره ونعله، وأنيته مما تبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاه. البخاري 4/46، كتاب فرض الخمس، باب ما ذكر من درع النبي - صلى الله عليه وسلم -...
فعن عيسى بن طهمان قال: ( أخرج إلينا أنس نعلين جرداوين (الأجرد الذي ليس على بدنه شعر).\" النهاية لابن الأثير\" (1/256) لهما قبالان، القبال: زمام النعل، وهو السير الذي يكون بين إصبعين. فحدثني ثابت البناني بعد عن أنس: أنهما نعلا النبي -صلى الله عليه وسلم- ). البخاري (6/244)، رقم(3107) كتاب فرض الخمس، باب ماذكر من درع النبي - صلى الله عليه وسلم - وعصاه وسيفه.
وعن أبي بردة قال: أخرجت إلينا عائشة -رضي الله عنها- كساء مُلبّداً (مرقع) \"النهاية\" 4/224. وقالت: في هذا نُزع روح النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وفي رواية أخرى: (أخرجت إلينا عائشة إزاراً غليظاً مما يصنع باليمن، وكساء من هذه التي يدعونها المبلدة) البخاري (6/244) رقم(3108) كتاب فرض الخمس، باب ما ذكر من درع النبي وعصاه وسيفه.
وأخرج البخاري في موضع آخر عن عاصم الأحول، قال: رأيت قدح النبي - صلى الله عليه وسلم - عند أنس بن مالك، وكان قد انصدع، فسلسه بفضة، قال أنس: (لقد سقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا القدح أكثر من كذا وكذا ) \" البخاري،الفتح\" (10/101)، رقم(5638) كتاب الأشربة، باب الشرب من قدح النبي وآنيته.
وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-: أخرجت جبة طيالسة، وقالت: هذه كانت عند عائشة حتى قُبضت، فلما قُبضت قبضتها، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبسها، فنحن نغسلها للمرض يستشفى بها). صحيح مسلم( 3/1641)، رقم(2069) كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال آنية الذهب والفضة على الرجل.
وعن ابن سيرين -رحمه الله تعالى- أنه قال: قلت لعبيدة: (عندنا من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم-، أصبناه من قبل أنس، أو من قبل أهل أنس) فقال: (لأن تكون عندي شعرة منه أحب إليّ من الدنيا وما فيها). البخاري (1/328 )رقم(170) كتاب الوضوء، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان.
وعن عثمان بن عبد الله بن موهب -رضي الله عنه- قال: (أرسلني أهلي إلى أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- بقدح من ماء... فيه شعر من شعر النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مِخضبه). البخاري، الفتح (10/364) رقم(5896)، كتاب اللباس، باب ما يذكر في الشيب.
وقال ابن حجر -رحمه الله-: \"والمراد أنه كان من اشتكى أرسل إناء إلى أم سلمة، فتجعل فيه تلك الشعرات وتغسلها فيه، وتعيده، فيشربه صاحب الإناء، أو يغتسل به استشفاء بها فتحصل له بركتها\". \"فتح الباري\" (10/303).
وكما كانوا يتبركون بالشرب في قدح النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد عقد الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه - كتاب الأشربة - باب بعنوان (باب الشرب من قدح النبي - صلى الله عليه وسلم- وآنيته ) ثم ذكر هذا القول تعليقاً: وقال أبو بردة: قال لي عبد الله بن سلام: \"ألا أسقيك في قدح شرب النبي -صلى الله عليه وسلم - فيه؟). البخاري 6/251-252) كتاب الأشربة، باب الشرب في قدح النبي وآنيته). ملاحظة عنوان الباب.
وعن أبي حازم -رحمه الله تعالى- عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- ، وفيه أن سهل بن سعد سقى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم- بقدح، قال أبو حازم: (فأخرج لنا سهل ذلك القدح فشربنا منه) وقال: (ثم استوهبه عمر بن عبد العزيز بعد ذلك فوهبه له). البخاري، الفتح (10/101)، رقم(5637) كتاب الأشربة، باب الشرب في قدح النبي وآنيته.
وقال الشاطبي -رحمه الله-: \"وخرَّج غيره -أي البخاري- من ذلك كثيراً في التبرك بشعره وثوبه وغيرهما، حتى أنه مس بأصبعه أحدهم بيده فلم يحلق ذلك الشعر الذي مسه - عليه الصلاة والسلام - حتى مات). راجع: \"الاعتصام\"( 2/8).
ومن التبرك المشروع التبرك بالأزمنة:
فهناك أزمنة خَصَّها الشرع بزيادة فضل وبركة مثل شهر رمضان لما في صيامه من غفران الذنوب وزيادة رزق المؤمن، وغير ذلك.
ومن ذلك ليلة القدر، والعشر الأول من شهر ذي الحجة، ويوم الجمعة، والثلث الأخير من الليل وغير ذلك من الأزمنة التي خصها الشرع بمزية. ويكون فيها من الخير والفضل والبركة الشيء الكثير، والتماس البركة في هذه يكون باتباع ما أرشد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ومن الأطعمة التي تلتمس فيها البركة زيت الزيتون فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كُلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة). مسند أحمد وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم(379) (1/724).
ومن ذلك اللبن لحديث عائشة -رضي الله عنها-: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أتي بلبن قال: كم في البيت بركة أو بركتين). مسند أحمد. ومن ذلك الحبة السوداء فهي شفاء من كل داء إلا السام كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن ذلك أيضاً ماء زمزم فإنها مباركة إنها طعام طعم. ومن ذلك الخيل فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة) البخاري، الفتح، (6/64) رقم(2850) كتاب الجهاد والسير، باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة. ومن ذلك النخل فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم) أخرجه البخاري. فهذه الأشياء تلتمس منها البركة حسب ما جاء عن الشارع ولا يتعدى بها الوجه المشروع المباح. راجع \"التبرك المشروع\" للعلياني ص 33-50. نقلاً من \"القول المفيد على كتاب التوحيد\" ابن عثيمين (111-154).
ومن التبرك الباطل: التبرك بالأمكنة المباركة على غير ما ورد في الشرع، كتقبيل أبواب المساجد والتمسح بأعتابها والاستشفاء بتربتها، ومثل ذلك التمسح بجدران الكعبة أو مقام إبراهيم وغير ذلك، قلت: وكذلك تقبيل ضريح النبي -صلى الله عليه وسلم- والتمسح به وكذلك أبواب وأعتاب المسجد النبوي.
ومن ذلك أيضاً التبرك الباطل الذهاب إلى القبور لا لقصد الزيارة، وإنما لقصد الدعاء عندها، ولأجل بركتها واعتقاد أن الدعاء عندها أفضل. راجع \" القول المفيد\" لابن عثيمين 194-195.
قال \"شيخ الإسلام ابن تيمية\" كما في \"اقتضاء الصراط المستقيم ص (334)\": \"فأما إذا قصد الرجل الصلاة عند بعض قبور الأنبياء، أو بعض الصالحين متبركاً بالصلاة في تلك البقعة فهذا عين المحادة لله ورسوله، والمخالفة لدينه وابتداع دين لم يأذن به الله..\".
وقال \"شيخ الإسلام\" أيضاً كما في\" الاقتضاء\" ص (424-426) .. مثل من يذهب إلى حراء ليصلي فيه ويدعو، أو يسافر إلى غار ثور ليصلي فيه ويدعو، أو يذهب إلى الطور الذي كلم الله عليه موسى - عليه السلام- ليصلي عليه أو يدعو أو يسافر إلى غير هذه الأمكنة من الجبال التي يُقال فيها مقامات الأنبياء. ولا شرع لأمته زيارة موضع المولد، ولا زيارة موضع بيعة العقبة.. ومعلوم أنه لو كان هذا مستحباً يُثيب الله عليه لكان النبي -صلى الله عليه وسلم - أعلم الناس بذلك وأسرعهم إليه، ولكان أعلم أصحابه بذلك، وكان أصحابه أعلم بذلك وأرغب فيه ممن بعدهم فلما لم يكونوا يلتفتون إلى شيء من ذلك عُلم أنه من البدع المحدثة.
وقد رد \"الشيخ عبد العزيز بن باز\" في فتاويه (3/334)\": على من طالب بإحياء الآثار النبوية كطريق الهجرة ومكان خيمة أم معبد، ونحو ذلك، وبين أن ذلك يجر إلى تعظيمها أو الدعاء عندها أو الصلاة ونحو ذلك، وهذه من الوسائل المفضية إلى الشرك.
ومن التبرك الباطل:
التبرك بالأمكنة التي صلّى فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- اتفاقاً كأن يكون في سفر ونحو ذلك، ولم يقصد تخصيصها بالصلاة فيها، فإنه لا يُشرع تتبعها والتقرب إلى الله بالصلاة فيهاº لأنها لم تكن مقصودة لذاتها.
ومن باب أولى الأماكن التي ارتبطت بحوادث نبوية معينة كغار حراء، وغار ثور، وموقعة بدر، ومكان شجرة بيعة الرضوان وغير ذلك وروى ابن سعد عن نافع قال:\"كان الناس يأتون الشجرة التي يُقال لها شجرة الرضوان فيصلون عندها فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأوعدهم فيها وأمر بقطعها).طبقات ابن سعد(2/100)
وكذلك من التبرك الباطل:
تخصيص أزمنة معينة بنوع من التعظيم والاحتفالات والعبادات، كيوم مولد الرسول-صلى الله عليه وسلم-، ويوم الإسراء والمعراج، ويوم الهجرة، ويوم بدر، وفتح مكة وغير ذلك.
فالتبرك بالأزمنة على هذا النحو من البدع.
ومن التبرك الباطل:
التبرك بذوات الصالحين وآثارهم فلم يُؤثر عن أحد من الناس أنه تبرك بوضوء أبي بكر أو عرقه، أو ثيابه أو ريقه، أو غير ذلك ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي بن أبي طالب-رضي الله عنهم-، وإنما كان الصحابة -رضي الله عنهم- يتبركون بوضوء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجسمه وعرقه، وريقه، وشعره وملابسه، وهذا خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لا يجوز أن يُقاس عليه أحد من الصالحين، ولو كانوا الخلفاء الراشدين، أو العشرة المبشرين بالجنة فضلاً عن غيرهمº لأن التبرك عبادة مبناها على التوقيف والإتباع. راجع:\" اقتضاء الصراط المستقيم\" ص(339) \"والاعتصام\" للشاطبي (8) \"ورسالة التبرك المشروع والممنوع\" للعلياني ص (81) وكتاب \"التوحيد\" لابن عثيمين (194-196) الطبعة الأولى دار العاصمة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد