بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فالحقوق التي ينالها العبد المسلم بنطقه للشهادتين، ودخوله في الدين، كثيرة وعظيمة، نشير في ما يلي إلى أهمها وأخطرها:
· من حق العباد على ربهم إذا عبدوه ولم يشركوا معه غيره أن يدخلهم الجنة، ويعيذهم من النار، كما ورد في قول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: ( يا معاذ بن جبل! قلت: لبيك يا رسول الله وسعديكº قال: هل تدري ما حق الله على العباد؟ قلت: الله ورسوله أعلمº قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاًº ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل! قلت: لبيك رسول الله وسعديكº قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله أعلمº قال: أن لا يعذبهم)[1]، وهذه بشرى لا تعادلها بشرى، ونعمة لا تساويها نعمة، وفوز ليس بعده خسران: (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز)[2]، إي وربي فقد فاز، ونحج، وطاب، فالمؤمن الموِّحد مصيره إلى الجنة مهما ارتكب من الذنوب والآثام، فقد يطهر بالنار، وقد تسبق عليه رحمة الحنّان المنّان فتحول بينه وبينها، حيث لا يخلد في النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.
· مما توجبه هذه الكلمة لقائلها المؤمن بها الذي يصدق قوله عمله الاستفادة من شفاعة سيد الأبرار، حيث يحرم من ذلك الملحدون والكفار.
· كذلك من مقتضياتها أنها تعصم دم قائلها وعرضه وماله في هذه الحياة الدنيا، إلا بحق الإسلام، وحسابه على الله.
· كذلك يتمتع قائلها بكل حقوق المسلم على إخوانه المسلمين، وهي كثيرة جداً، عدّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حديث واحد ستة حقوق، فقد صحّ عنه أنه قال: ((حق المسلم على المسلم ست. قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه))، وهي وغيرها واجبات كفائية، وقد تتعين على بعض المسلمين.
· إحسان الظن بالمسلمين عموماً، وبالعلماء وطلاب العلم الشرعي على وجه الخصوص.
· موالاة المسلمين بحسب تمسكهم بالسنة.
· عدم تكفير أحد منهم بكل ذنب يرتكبه.
· لا يحكم على أحد منهم مات بجنة ولا نار، إلا لمن شهد لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
· السعي لإصلاحهم في دينهم و دنياهم، والتعاون معهم على البر والتقوى.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] صحيح مسلم كتاب الإيمان، باب حق الله على العباد، ج 1، ص 231-232
[2] آل عمران: 85.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد