رصيد البنكين، وما يترتب عليه


 

بسم الله الرحمن الرحيم



في فلسطين بنكان: أحدهما فلسطيني، والآخر يهودي:

فما رصيد كل منهما؟

رصيد البنك الفلسطيني يتكون من صندوقين:

الصندوق الأول: الحركة الجهادية التي تتبناها الفصائل الفلسطينية الرافضة للاحتلال اليهودي، وأساس هذا الرصيد العزم المصمم على قتال العدو بما يتاح لأصحابها، وعلى رأس ذلك الإيمان بالحق والعدل لأهلهما وهم الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والمقدسات.



والتوكل على الله الذي وعد أهل الحق المجاهدين بالنصر على أعدائهم المعتدين، مهما طال الزمن، كما دلت على ذلك التجارب التي كانت نتيجتها في مصلحة أهل الأرض المجاهدين للدفاع عن حقهم المشروع، وفي شمال أفريقيا القريب العهد وفي الشرق والغرب من بلدان العالم دليل قريب، على تحريرها من المحتلين.

كما في الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، وغيرها من البلدان الأفريقية، وكما في اليمن الجنوبي سابقا والهند وشرق وجنوب شرق آسيا، وفي فيتنام لذلك مثال.

فما احتل معتد قوي بلادا ضعيفة وصمم أهلها على طرده إلا كان النصر العسكري حليفهم، مهما ترتبت على ذلك من آثار.



وقد أثبتت الحركة الجهادية أنها رصيد هائل بالنسبة للشعب الفلسطيني، مع ما أصابتها من محن وابتلاءات، فقد أصاب عدوها من الخسائر في الأنفس والاقتصاد والهلع ما لم يكن في حسبان الموازنة المادية بين ما يملك العدو من المال والاقتصاد والجيش والسلاح والدعم الخارجي بكل ألوانه.

ولو أن هذه الحركة نالت من إخوانها في الدين ما يزيد من صمودها، لكان لها شأن أعظم مما نراه الآن من وقوفها الصلب أمام عدوها، برغم ضعفها المادي.



الصندوق الثاني: لبنك الشعب الفلسطيني: الحل السياسي، ولا نريد أن نطيل الكلام، عن إفلاس هذا الصندوق، والتجارب المستمرة من فترة طويلة كافية لإثبات إفلاسه، وإن أبى أهل هذا الصندوق الاعتراف بإفلاسه.

وليتنا نرى له في ظرفنا المنظور أي دعم من قريب أو من بعيد، يمده برصيد يخرجه من إفلاسه.



البنك الثاني: اليهودي، وهو ذو أرصدة مادية هائلة:

نذكر منها الصناديق الآتية:

الصندوق الأول:

القوة المادية، وهي شاملة للمال والاقتصاد، والجيش المدرب والسلاح الفتاك والصناعة والزراعة المحميتين بقوة السلاح.



الصندوق الثاني:

المستوطنات التي تخللت المناطق الفلسطينية، ومدنها وجعلت تلك المناطق والمدن في حصار مستمر من المستوطنين ومن الجيش الذي يقوم بحمايتها. .



الصندوق الثالث:

القبضة الحديدية على مدينة القدس بالذات والإصرار على جعلها العاصمة الأبدية للدولة اليهودية، كما يصرحون بذلك، وقد استجابت بعض دول العالم لنقل سفاراتها وقنصلياتها إلى هذه المدينة، لتكتسب بذلك شرعية دولية، وقد وعدت الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إليها في وقت قريب.



وأقل ما يمكن أن يناله الشطر الشرقي من هذه المدينة من الموقف الدولي، هو الاعتراف بكونها مدينة دولية، كما صرحت بذلك بعض الدول، وبخاصة المركز النصراني دولة الفاتيكان، ولا غرابة أن نجد في النهاية من يعترف بذلك من الدول العربية، إذا رأوا بعض المفاوضين الفلسطينيين مستعدين للتسليم بذلك، ونحن لا ندري ما يجري في الخفاء بين الأجهزة الأمنية التي تسيطر على المفاوضات الفلسطينية اليهودية.



الصندوق الرابع:

المسجد الأقصى المهدد صراحة من قبل المتشددين اليهود الذين يريدون هدمه، وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، والدولة اليهودية، تظهر للعالم إعلاميا أنها تصدهم عن مرادهم، ولكنها في واقع الأمر هي أخطر عليه من غيرها، لما تقوم به من خداع لهدمه بالحفريات تحته، بحجة البحث عن بقايا هيكلها المزعوم، كما أن تحرشها بمقدساته واضح وما الحركة الجهادية الأخيرة إلا ثمرة من ثمرات تدنيس رئيس الحكومة الحالية له.



وسبق ما عمله اليهودي الأسترالي من حرق المسجد الأقصى سنة 1969م الذي قطعت الدولة اليهودية عن رجاله الذين اجتهدوا في إطفاء الحريق الماء وهو دليل على تواطؤها مع المعتدي الذي ادعت أنه مختل العقل، وما يعاملون به المسلمين الفلسطينيين من منعهم من الصلاة فيه معروف!



الصندوق الخامس:

الأسرى الذين يقارب عددهم عشرة آلاف شخص من بينهم نساء وأطفال وشيوخ، وهم معرضون لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي.



الصندوق السادس:

المواقع الأمنية التي يطلقون عليها: الإستراتيجية، وهي الهضاب والأماكن المرتفعة في أي منطقة في الأراضي الفلسطينية، فهم مصرون على عدم التخلي عنها للفلسطينيين، بحجة أنها تؤثر عليهم أمنيا، لأن مدنهم التي داخل الخط الأخضر كما يسمونه، تكون في متناول سلاح المجاهدين الفلسطينيين.



الصندوق السابع:

السيطرة على كل الحدود الفلسطينية برا وبحرا وجوا، بحيث لا يملك الفلسطينيون منافذها، بحجة الخوف من إدخال الفلسطينيين سلاحا مهربا قد يعود عليهم بالوبال مستقبلا.



الصندوق الثامن:

منع عودة اللاجئين إلى ديارهم، سواء منهم من هو في مخيمات داخل فلسطين، أو من في البلدان الأخرى.



الصندوق التاسع:

استئصال المناهج الثقافية و من مدارس الفلسطينيين وجامعاتهم، إذا كانت تتعارض مع معتقداتهم، ولو كانت آيات من كتاب الله، فكل ما في التاريخ من الشئون الدينية والسياسية والجغرافية، وما يذكره القرآن عنهم يجب حذفه وإلا فلا صلح ولا مهادنة، وهذا ليس خاصا بفلسطين، بل أي دولة عربية أو إسلامية ترغب في العلاقات الدبلوماسية مع اليهود، يجب أن تتعهد بتجهيل أبنائها بتاريخ الإسلام وجغرافيته مع اليهود، وقد تم ذلك مع بعض الدول العربية.



الصندوق العاشر:

الدعم المادي الأجنبي بالمال والاقتصاد والدبلوماسية والإعلام والسلاح وغير ذلك، مع منع أي دعم قد يؤثر على اليهود من البلدان الأجنبية عندهم ومنها الشعوب الإسلامية والعربية.



الصندوق الحادي عشر:

تنازع المسلمين، ومنهم الدول العربية الذي هو من أمضى الأسلحة يعتمد عليه اليهود، فإن قوتهم في الحقيقة تكمن في التنازع والتفرق، ولو اجتمعت كلمتهم على الحق وظاهر بعضهم بعضا، لما هيمن اليهود هذه الهيمنة، ولو وقفت جميع الدول الأجنبية ضدهم: ((ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم))



الصندوق الثاني عشر:

وقد لا يكون الأخير الجانب الاستخباري اليهودي، وقوة علاقاته بالاستخبارات الأجنبية العالمية، ومنها بعض الاستخبارات العربية التي تتعاون معها على أبناء جلتها، وفي ذلك ما فيه من العدوان العربي على العربي، وقد رأينا هذا في الجواسيس الفلسطينيين الذين يدلون المعتدين اليهود على قادة الجهاد، أو القادة السياسيين الفلسطينيين، كما حصل للشيخ أحمد ياسين ورفاقه، ويحيى عياش وجنوده، وسيأتي الكلام على ما يترتب على الرصيدين.



ما يترتب على رصيد البنكين

يظهر من الرصيدين أن البنك الفلسطيني ليس له من رصيد ما عدا صندوق الحركة الجهادية، القوي معنويا، الضعيف ماديا، وأن البنك اليهودي ذو رصيد مادي ضخم، مع استمرار نقصه في الرصيد المعنوي.



والذي يترتب على ذلك، أن اليهود يرعبهم رصيد هذا الصندوق الذي هو أشد عليهم من أي رصيد آخر، وإن كانت الأرصدة الأخرى لها أهمية عظيمة في تنمية هذا الرصيد ومده بالقوة والاستمرار، ولهذا حاولوا هم وأعوانهم - وبخاصة الإدارة الأمريكية القضاء عليه وعلى أهله خشية من استفحاله إلى درجة يصعب عليهم الخلاص منه، فلجئوا إلى ما هو أخف ضررا عليهم، مع كراهيتهم له وترفعهم عليه.



وليس هددهم من ذلك الوصول إلى مصالحة حقيقية مع الفلسطينيين، تترتب عليها قيام دولة مستقلة على جزء يرضى به المفاوضون من رجال السلطة ومن يتبعها من الشعب، بحيث تكون ذات سيادة كاملة بحدودها الأرضية التي تصلهم بجيرانهم من الدول العربية، وحدودهم البحرية، وسيطرتها على مجالها الجوي، وتكوين حكومة مستقلة عن دولة اليهود، بما في ذلك وزارة الخارجية ذات، ووزارة الدفاع اللتين تتمكنان من تسيير عملهما كسائر الدول في العالم، من عقد معاهدات واتفاقات، وشراء أسلحة دفاعية تحتاج إليها أي دولة مستقلة.



ليس هدفهم من المفاوضات ما ذكر، بل هدفهم منح المفاوضين حكما ذاتيا يديرون به شئونهم المدنية، كأي بلدية من بلديات اليهود في أرض ما يسمى بالخط الأخضر بل أقل.

وهذا الهدف لا تختلف فيه الأحزاب اليهودية، ما يطلق عليهم بعض العرب \"المعتدلين\" أو \"الحمائم\" كحزب العمل، أو ما يطلقون عليهم \"المتشددين، أو \"الصقور\" كحزب \"الليكود\" والجماعات المسماة بـ\"المتدينة\" فكلهم صقور بل وحوش على الشعب الفلسطيني.



وهم يصرحون بذلك وهو مبدأ ثابت في المبادئ الصهيونية، ومن أصرح من أظهر ذلك رئيس الوزراء اليهودي الأسبق (نتنياهو) في كتابه (بلدة تحت الشمس)



ولنذكر من الكتاب جملا قصيرة من الكتاب:

قال: - [لقد أدى انهيار دولة الاتحاد السوفييتي التي كانت تدعم الدكتاتوريين العرب، وهزيمة العراق (والآن احتلاله) في حرب الخليج، إلى خلق ظروف دولية مريحة لتحقيق الهدف الإسرائيلي-أي تحقيق تسويات سلمية مع العرب، لا تسلب من إسرائيل مكاسبها في حرب الأيام الستة. وعلى أساس هذا المفهوم شرعت إسرائيل لأول مرة في مفاوضات مع كل جيرانها في مؤتمر السلام الذي عقد في مدريد عام 1991م] (صفحة: 54)



ثم قال مؤكدا بعض الثوابت الصهيونية:

[إن تنازل إسرائيل عن المبادئ الصهيونية، يعتبر تنازلا عن مصدر حياتها، وعندئذ تبدأ بالذبول] (صفحة: 54)



[كان جبل صهيون في قلب مدينة القدس-في نظر هرتسل ونورداو - يمثل رمز إقامة الدولة اليهودية...ولهذا أطلق على حركتهما اسم \"صهيونية] (صفحة: 69)



[إن فكرة عودة صهيون هي على أية حال، جزء لا يتجزأ من سر بقاء الشعب اليهودي، وكانت القوة المحركة في ولادة دولة إسرائيل، وهي المفتاح لاستمرار بقائها] (صفحة: 90)



ثم قال مؤكداً أن الدولة التي أقاموها ويريدون استكمالها ذات أركان ثلاثة تعتبر مقومات لها:

[يعتقد أبناء العالم الغربي، بشكل عام أن اليهودية شأنها شأن المسيحية، مجرد دين، لذا فهي لا تشمل وعيا قوميا، لكن اليهودية منذ بدايتها كانت دينا وقومية معا.... وفي أرض الشتات زادت أهمية هذه الازدواجية في اليهودية. ]



[فبعد أن فقد اليهود أرضهم وحكومتهم ولغتهم، ووزعوا في أنحاء العالم، أصبح الدين الأداة الرئيسة للمحافظة على هويتهم وطموحاتهم القومية، وداخل هذه الأداة سكب اليهود أحلام العودة إلى صهيون، وتجميع الشتات في أرض إسرائيل. ] (صفحة 90)



[في 1821م دعا المبشر ليفي برسونس بقوله: \"إذا دمرت الإمبراطورية العثمانية، فإن معجزة فقط يمكنها أن تمنع عودة اليهود الفورية إلى أرضهم من كافة أقطار العالم] (صفحة 77)



ثم قال مؤكدا أن اليهود أهل الحق في أرض فلسطين، وليس أهل فلسطين:

[وإذا كان المبدأ هو أن صاحب القوة هو صاحب الحق، فهذا يعني أن الممثل الأخير هو صاحب الحق، وبناء على هذا التعريف فإن إسرائيل هي صاحبة الحق والسيادة على أرض إسرائيل] (صفحة 83)



ويقول عن المواقع التي يعتبرها مناطق أمنية لا يمكن التفريط فيه:

[لكم هي مهمة محطات الإنذار المبكر التي أقامتها إسرائيل على قمم جبال نابلس وهضبة الجولان، فقد أقيمت هذه القواعد على ارتفاعات توفر إمكانية مراقبة تحركات الجيش السوري وكل جيش عربي يتحرك داخل الأراضي الأردنية، وكذلك النشاطات الجوية في هاتين الدولتين. ]



[ولو أن دولة معادية نجحت في السيطرة على هذه المرتفعات لأصبح الوضع معكوسا، سيكون باستطاعة العرب مراقبة كل ما يجري على السهل الساحلي والجليل ولأصبحت إسرائيل عمياء وفاقدة لجزء كبير من قدرتها على تحقيق الإنذار المبكر، لذا فإن لهذه المحطات أهمية حاسمة، ولا بديل لها في حالة الاستعداد لمواجهة هجوم عراقي أو سوري (كان الجيش العراقي يؤرق اليهود، ولذا دمره أولياؤهم ومن ظاهرهم، ويطمعون في تدمير الجيش السوري)]



[ولو كانت هذه المواقع في جبال نابلس والجولان بأيدي العرب خلال حرب الخليج [يقصد احتلال الكويت] لكانت محطات الإنذار هذه تزود صدام حسين بكل ما يجري في الجيش الإسرائيلي. إن الأردن نقلت إلى العراق معلومات استخبارية بصورة دائمة طيلة أيام الحرب].

وبين في موضع آخر ، أرض فلسطين إنما هي أرض يهودية، وكذلك الأردن هي في الأصل أرض يهودية، ويكفي الفلسطينيين أن يسكنوا في الأردن، قال: [لقد تم في فرساي التعهد لليهود بإقامة دولة فلسطين، وشمل الوطن القومي آنذاك ضفتي نهر الأردن. ]

[هذه المنطقة التي تسمى أرض إسرائيل الانتدابية التي كلفت بريطانيا عام 1920 أن تقيم فيها وطنا لليهود، شملت أراضي دولتي الأردن وإسرائيل اليوم.... ] (ص67)

وقال عن الحكم الذي يجب أن يناله عرب فلسطين أن إدارة بشر وليس ملك أرض، وفي مناطق خاصة يعينها اليهود، ـ قال: [ولكي تحافظ إسرائيل على مصالحها هذه، يجب أن توضح بصورة لا تقبل التأويل أن الحكم الذاتي في الضفة الغربية يجب أن يكون حكما ذاتيا فقط، وليس دولة عربية جديدة، ويجب أن تركز إدارة الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية على مجوعة ألوية، يكون أهمها: جنين، نابلس والخليل.... وستضم هذه الألوية الأغلبية العظمى من السكان العرب في الضفة الغربية، وباستثناء مواضيع حيوية، مثل الأمن وأراضي الدولة والمياه التي يجب أن تبقى بأيدي السلطة المركزية الإسرائيلية... ] (ص 418)



ويقول عن القدس التي تشمل المسجد الأقصى وما يحيط به:

[... وأخيرا على إسرائيل أن تبدأ فورا باتخاذ إجراءات كفيلة بضمان وحدة القدس تحت السيادة الإسرائيلية، إذ أن إعادة تقسيم المدينة وجعل الجزء الشرقي منها عاصمة فلسطين في المرحلة الأولى من مشروع المراحل يعتبر هدفا لكافة الحركات الفلسطينية.... ]



ويقول عن عودة اللاجئين الفلسطينيين التي يطالب بها المفاوضون منهم:

[ويجب عليها [أي إسرائيل] العودة إلى مبدأ توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأماكن التي يتواجدون فيها حاليا، في لبنان، سوريا، والأردن، وغيرها، وإذا لم تصر إسرائيل على تطبيق هذه المبادئ ستجد نفسها في غضون بضع سنوات، تواجه طلبا عربيا بالعودة إلى مشروع التقسيم لعام 1947 بغية حل المشكلة السكانية التي ستنشأ في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة... ]

وهو يصر في مواطن كثيرة من الكتاب، على أن قوة اليهود العسكرية الرادعة للعرب هي الوحيدة التي ستضمن لها البقاء، وليس السلام مع الدول العربية، لأنها دكتاتورية، والسلام إنما يتحقق مع الدول الديمقراطية، قال:

[... فالسلام بين الدول الديمقراطية، هو حالة انسجام بين شعوب وجماعات تعتمد على قيم ثقافية مشتركة، يكون أمن كافة الأطراف معتمدا بوجودها على هذه الشراكة في القيم.

في حين أن سلام الدكتاتوريات هو سلام الردع، وهو الوضع التي لا تكون فيه حرب، حتى لو لم يسده أي انسجام.... إلى أن قال-: ولهذا فإن الادعاء بأن الأمن الحقيقي هو السلام، هو قول باطل لا قيمة له... ] (ص 313، 314)

وقال في مكان آخر: [... إن من يحرم من حمل السيف، سرعان ما ينسى كيفية استخدامه، ويبدأ استعداده النفسي للمقاومة يتلاشى... ] (ص 430)

ومع إلحاحه على قوة دولته، يصر على وجوب منع العرب من هذه القوة، ليتمكن اليهود من السيطرة على الدول العربية كلها، قال:

[... وفي المقابل فإن سياسة تزويد أسلحة غربية إلى الأنظمة العربية المعتدلة، تخلق ترسانة ضخمة من الأسلحة المدمرة يستخدمها المتعصبون في المستقبل الذين قد يطيحون في يوم ما بالحكام الحاليين على غرار ما فعل القذافي بالملك إدريس الموالي للغر..... ] (ص 309)

[قلت: وماذا فعل القذافي غير الاستسلام الكامل للغر!]

وبعد فمن الصعب أن ألخص للقارئ أكثر مما ذكر فالكتاب يقارب 500 صفحة وفيه من التهديد والوعيد للفلسطينيين وللدول العربية كلها ما يدل على أن اليهود لا يريدون سلاما، وأن ادعوه إعلاميا لينالوا المزيد من الدعم الغربي، وبخاصة الأمريكي.

وسبق قول: [ولهذا فإن الادعاء بأن الأمن الحقيقي هو السلام، هو قول باطل لا قيمة له... ]

وماذا ترى عند الفلسطينيين من رصيد يستطيعون أن ينالوا به \"سلام الشجعان\" غير قوة الإيمان و صواريخ القسام والصبر والمصابرة، واتخاذ الحكم الشرعي، وهو الجهاد عند بالممكن عند القدرة، والمهادنة عند العجز.

حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.

وليعلم القارئ أن نتنياهو هو صاحب كتاب استئصال الإرهاب الذي ألفه قبل أحداث نيويورك، وكأنه يصف ما سيقع في أمريكا وما تتبعه من آثار مدمرة في العالم الإسلامي، وهو من أشد اليهود تطرفا ضد العرب والمسلمين، وقد يخلف صنوه في الشدة والتطرف رئيس الوزراء الحالي \"شارون\".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply