بسم الله الرحمن الرحيم
اعتناق الدين البهائي، وادعاء النبوة، وممارسة الشذوذ الجنسيº مسألة حريات دينية،. وهو منطق يثير الدهشة والتقزز , لكن الأعجب: أن يشاركها في هذا المنطق وبحماس بالغ العديد من أصحاب منظمات المجتمع المدني في مصر , الأكثر إثارة أن يتم طرح هذه القضايا في سياق أجندة الخارجية الأمريكية للإصلاح السياسي في العالم العربي، ونشر الديمقراطية , وأن تعتبرها المنظمات الحقوقية (الخاصة) في مصر من حقوق المواطنة!!
هذا الارتباط المثير ظهر للمرة الأولى عندما خرج للعلن تقرير صدر عن إدارة شئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل بالخارجية الأمريكية في 18 ديسمبر 2003 بعنوان تقرير الحريات الدينية الدولية, وفي القسم الخاص بمصر أدان التقرير موقف الحكومة المصرية المتشدد من الذين يخرجون على الدين الإسلامي، أو يقومون بازدراء الأديان السماوية، أو يدعون النبوة، أو يمارسون الشذوذ الجنسي, وبرغم تأكيد التقرير أن الدستور المصري يكرس حرية العقيدة والاعتقادº إلا أن الشكوى الأبرز في مقدمة هذا التقرير كانت عن عدم تدخل الحكومة بالقوة للقضاء علي مناخ معاداة سياسات يهود إسرائيل، المنطق الواضح هنا: أن ازدراء الأديان وادعاء النبوة، والتحول عن الإسلام والمسيحية والكفر بهما أو إهانتهما وممارسة اللواط والسحاق ليست جرائم في حق الإنسانية، بقدر ما يعد انتقاد إسرائيل جريمة انتهاك للحقوق الدينية في مصر!!، وفي هذا التقرير أيضاً أدانت الخارجية الأمريكية حكم المحاكم المصرية في 28 سبتمبر 2002 على سيد طلبة وجمالات سليمان و 19 آخرين في قضية ادعاء نبوة, وأدانت الحكم على 8 مصريين بالسجن لمدة 3 سنوات لنفس الجريمة في مارس من العام ذاته, ومثول 21 مدعي نبوة غيرهم في مايو من نفس العام أمام محكمة أمن الدولة، لكن الأهم هو أن تقرير الخارجية الأمريكية الرسمي أدان الحكومة المصرية لأنها ما زالت تعمل بالقانون 263 والذي أصدره الرئيس عبد الناصر في 1960، والذي يحظر البهائية، ويغلق محفلهم البهائي، ويمنعهم من ممارسة طقوسهم, كما أدانها للسماح لمحام مصري مسلم برفع دعوي تفريق نوال السعداوي عن زوجها على خلفية ازدرائها للدين الإسلامي، ومطالبتها بتساوي حصص النساء مع الرجال في التركات، وهو الأمر الذي حبذه التقرير الأمريكي، وأشاد التقرير من جانب آخر بالمحامي القبطي ممدوح نخلة الذي رفع منذ 1997 دعوى قضائية لإلغاء خانة الديانة من البطاقات الشخصية التي تصدرها الدولة المصرية لمواطنيها، وفي السياق ذاته أدان التقرير بشدة الحكم بالسجن الصادر في فبراير 2002 على 52 شاذاً جنسياً متهمين بممارسة الفسق والفاحشة بشكل علني ومنظم!!
بهائيون وجواسيس:
في العام التالي وفي 15 سبتمبر 2004 صدر عن الخارجية الأمريكية تقرير مماثل يحمل العنوان نفسه، يكرر نفس الوقائع والشكاوى والانتقادات، وإن زادت عليه الإشارة للمرة الأولى إلى مسألة امتناع الحكومة عن إصدار شهادات ميلاد أو وفاة، أو زواج أو بطاقات شخصيةº تعترف بادعاء الديانة البهائية التي قدر التقرير عدد أتباعها بما يتراوح بين بضعة مئات وألفي بهائي (منتهي الدقة)، وأسهب التقرير في التطرق لموضوع البهائية وما يلاقيه البهائيون من صعاب بوصف ذلك انتهاكاً للحريات الدينية في مصر مما زاد من طول التقرير, ومن ذلك ادعاء التقرير أن برامج الكمبيوتر التي تنتج البطاقات الشخصية ذات الرقم القومي مبرمجة على ألا تقبل في خانة الديانة سوى من كان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً، وهو الأمر الذي يعتبر انتهاكاً لحقوق البهائيين في الحصول على الرقم القومي، أو جوازات سفرº مما دفع أغلبهم لقبول تسجيلهم تحت أي ديانة سماوية ليتمكنوا من السفر!!، ومع ذلك أدان التقرير مصادرة البطاقة الشخصية للبهائي حسام عزت موسي، والبهائية رانيا رشدي لأنهما أرادا استخراج جوازات سفر بصفتهما الدينية كبهائيينº والأهم إشارة التقرير لوجود قوانين متعددة تحكم النزاعات في الأحوال الشخصية بين المسلمين والمسيحيين واليهود - كل على حدة - بينما لا يوجد مثل هذه القوانين لغير أتباع الديانات السماوية الثلاث، لكن العجيب هو أن التقرير الذي أفاض في عرض مشكلة البهائيين لم يكرر أي كلام سابق عن قضية نوال السعداوي والشواذ جنسياً!
في التقرير التالي الذي صدر بنفس الاسم والوصف في 8 نوفمبر 2005 اعتلت قضية الاعتراف بالبهائيين مكانة متقدمة في التقرير ليزداد طولاً، وهذه المرة استقر رأي الخارجية الأمريكية على أن عددهم يقدر بنحو ألفي مصري، وزادت أن قراراً جمهورياً صدر في 1961 يحرم البهائيين من أي اعتراف قانوني بهم، وأن نظام عبد الناصر صادر أملاك البهائيين (المحفل البهائي والمكتبة)، وهذه المرة كتب التقرير بالنص: أن (عجز) الحكومة المصرية عن إصدار بطاقات شخصية للبهائيين تعترف بهم وغيرها من الوثائق قد جعل من العسير للغاية على البهائيين إلحاق أبنائهم بالمدارس، أو فتح حسابات بنكية، أو تسجيل شركاتهم التجارية، وأن البهائيين الذين لا يحصلون على بطاقات شخصية تعترف بادعاء دينهم يفضلون المكوث في بيوتهم حتى لا يتعرضون للقبض عليهم للتحري عنهم لسيرهم بالشوارع دون بطاقة إثبات شخصية!!، لكن العجيب أن التقرير أشار إلى أن الحكومة المصرية سهلت للبهائيين بالفعل الحصول على جوازات سفر، وأن عدداً من قيادات البهائيين قال للجنة إعداد التقرير: إنه بالرغم من أن هذه التسهيلات تمكنهم من السفر خارج مصر إلا أنها لا تيسر لهم مواصلة الحياة داخل البلاد، وكعادته أدان التقرير الحكم الصادر على إبراهيم أحمد أبو شوشة الذي ادعى النبوة، وزعم حلول الله في جسده (على طريقة البهائيين)، و11 آخرين من أتباعه بينهم 3 نساء منهن زوجتاه بالحبس لمدة سنة بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، كما عاود اسم الدكتورة نوال السعداوي الظهور مرة أخرى، إذ ندد التقرير برأي الأزهر في كتابها \"سقوط الإمام\" رغم ترجمته لأربع عشرة لغة, وكذا سفه التقرير رأي الأزهر في كتاب يروج فيه المؤلف إسكندر شاهين للماسونية كديانة عالمية، لكن المثير أن التقرير في نهايته أكد أن السفير الأمريكي في القاهرة قد أعرب عن قلقه على وجه الخصوص من التمييز الرسمي الذي تمارسه الحكومة المصرية ضد البهائيين، وأن السفارة تحقق في أية شكاوي تصل إليها في كل ما يتعلق بالتمييز الرسمي ضد المصريين على أساس ديني!!
التقرير الخاص بعام 2006 يصدر في سبتمبر المقبل, ومسودته التي تم تسريبها للإعلام - ونشرت مقتطفات منه صحيفة الأسبوع المصرية، ونقلت عنها بعض المواقع الإخبارية على الإنترنت - تطالب بإلغاء منصب مفتي الديار المصرية، والعمل على إنهاء هيمنة الإسلام السني علي المؤمنين في مصر، ودعم دعوة نوال السعداوي لأن يتسمى المصريون بأسماء أمهاتهم للقضاء على التمييز ضد أولاد الزنا، ودعم المطالبة بإلغاء خانة الديانة من هويات المواطنين، مع التشديد على حق البهائيين في الاعتراف بديانتهم، وممارسة شعائرهم في المحفل البهائي الذي أغلقه عبد الناصر على خلفية تورطهم في قضايا تجسس لصالح إسرائيل عام 1960م.
في حوض اللبن:
حرية ممارسة الشذوذ الجنسي والاعتراف بادعاء الديانة البهائية هما أهم ما يشغل جماعة تستوطن 2 شارع حوض اللبن في حي جاردن سيتي على مقربة من هيئة فولبرايت والسفارة الأمريكية تطلق على نفسها: المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، يتزعمها شاب وسيم يدعي حسام بهجت، وهو واحد من الأولياء الجدد الذين يعتنقون الفوضي الخلاقة على مذهب كوندوليزا رايس، ويبدو أن حدود ولايته أبعد بكثير من مجرد تبني حرية ممارسة الشذوذ الجنسي في مصر، وحشد الدعم لتمكين البهائيين من ممارسة عقائدهم، والتنديد باحتكار المذهب السني للساحة الإسلامية، وأحقية الشيعة في انتزاع حصة من الطائفية الدينية في البلاد، وإلا فكيف يمكن أن نفهم ما ورد في بيان صحفي أصدره المذكور في 27 أكتوبر 2005 يطالب فيه الحكومة المصرية بالاستجابة الفورية لطلب الزيارة الذي تسلمته (جماعته) من مقررة الأمم المتحدة لحرية الدين والمعتقد للقيام بزيارة (رسمية) تهدف إلى دراسة أوضاع الحريات الدينية في البلاد، وتقديم توصيات بشأنها إلى الحكومة المصرية وهي المحامية الباكستانية أسماء جهانجير التي كان مقرراً أن ترفع تقريراً سنوياً للأمم المتحدة في الشهر نفسه بشأن مسألة تغيير الديانة بحسب ما أشار البيان!!
جماعة المبادرة تكونت عام 2002، واتخذت لنفسها في البداية مقراً في أبراج المعادي, وقد بدأ ظهورها الإعلامي والعملي بعد عام من الإعلان عن قضية تورط 52 شاباً من الشواذ جنسياً في القضية التي اشتهرت إعلامياً باسم (عبدة الشيطان), كان الشواذ قد اعتقلوا بعد أن داهمت الشرطة أحد المراقص الليلية العائمة (كوين بوت), وتم تعقب تنظيمهم عبر ملاحقة إعلاناتهم على الإنترنت التي يعرضون فيها رغبتهم في (رفيق)، وكان أبرز المعتقلين شاب لبناني يبلغ من العمر 28 سنة ويدعي وسام أبيض كان الإفراج عنه موضع اهتمام تقرير الحريات الدينية الأمريكي, وآخر مصري يدعى زكي سيد عبد الملك حكم عليه بالسجن في مايو 2001 لثلاث سنوات، ومثلها مراقبة سير وسلوك، وهنا نترك المجال لما يؤرخه الإسرائيليون علي موقع قوس الباب المفتوح الذي أنشأته مؤسسة فورد فاونديشن الأمريكية، ويتم الإنفاق عليه من صندوق المنح الإسرائيلي، ومؤسسة آلان سليفكا الإسرائيلية وبالنص: \"قام شاب مصري يدعي حسام بهجت بإقامة مركز مصري جديد لحقوق الإنسان أسماه \"المبادرة المصرية للحقوق الشخصية\"، وتبني المركز قضية محاربة المثليين في مصر، وقد اعتبر كثير من المصريين أن ولادة هذا المركز تهدد بتخريب المجتمع المصري سياسياً واجتماعياً ودينياً, وأن المركز هو مؤامرة مشبوهة ترعاها واشنطن هدفها الدعوة إلى انحلال القيم والأخلاق في مصر, وذلك عن طريق تقليد الرؤية والثقافة الأمريكية التي تعتمد على الحرية الفردية في كل شيء، وقد استطاع حسام رغم كل التهديدات من أن يلتقط الخيط ليدخل بالقضية إلى حلبة السباق في سوق منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، وأعيدت بعد ذلك محاكمة تنظيم المثليين في مصر بسبب الضغوط المحلية والعالمية على القضاء المصري, ولكن محكمة الاستئناف أكدت القرارات السابقة بإدانة جميع المتهمين بتهمة الفجور والفسوق، وقد تابع حسام والمركز نشاطهما محاولين إقناع الدولة والمجتمع أن الإباحية الجنسية هي من الحقوق الشخصية التي يجب الدفاع عنها حتى لو كانت شذوذاً جنسياً يرفضه الشعب المصري, وأن من حق كل شخص اختيار دينه أو معتقده دون تدخل من الدولة أو المجتمع ما دامت حرية الفرد لا تضر بالآخرين!!
اهتمام الإسرائيليين بالتأريخ لحركة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية والإشارة الواضحة لارتباط الإباحية الجنسية بحرية اختيار الدين في برنامج أهداف هذه الحركةº لم يكن موضع امتنان حسام بهجت، الذي أصدر بياناً في 19 يوليو 2004 يعلن فيه أن جماعته: قررت إلغاء اجتماعاً مع عضو باللجنة الأمريكية للحريات الدينية بسبب المواقف العنصرية للعضو فيليس جاير نائبة رئيس اللجنة الأمريكية للحريات الدينية في العالم, بعد أن تكشف لنشطاء المبادرة أن للعضو المذكور سجلاً حافلاً بالمواقف العنصرية المؤيدة للتمييز الديني، حيث اكتشف نشطاء المبادرة أن جاير والتي تشغل منصباً تنفيذياً باللجنة الأمريكية اليهودية في واشنطن كان لها عبر سنوات عدد من المواقف والتصريحات التي لا تتسق مع مناصبها في مجال حقوق الإنسان، وأنها أثناء مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية والذي عقد في ديربان بجنوب أفريقيا عام 2001 كانت جاير جزءاً من تيار من المنظمات الصهيونية التي حاولت إفساد المؤتمر اعتراضاً على إجماع غالبية المنظمات غير الحكومية على اعتبار الصهيونية إحدى صور العنصرية, وهي الحقيقة القانونية الواضحة بشأن أيديولوجية تقوم علي منح امتيازات معينة لمجموعة لا يجمع بينها سوى انتمائها لما يسمى \"القومية اليهودية\", وهو ما ينتج عنه بالضرورة التمييز المؤسسي ضد غير اليهود في الحصول على هذه الخدمات والامتيازات، وقال حسام بهجت: \"ليس من حق فيليس جاير أن تتباحث معنا حول حرية المعتقد الديني في مصر بينما هي تدعم بشكل علني سياسات التمييز الديني المؤسسي ضد غير اليهود في إسرائيل والأراضي الفلسطينية, وترأس منظمة تدافع عن هذه السياسات وتروج لها, ومضي البيان للقول: يذكر أن المرة الأولى التي قامت فيها اللجنة الأمريكية للحريات الدينية في العالم بزيارة مصر عام 2001 كان يرأس وفدها إليوت أبرامز, والذي كان له هو الآخر سجل حافل بدعم انتهاكات حقوق الإنسان بأمريكا اللاتينية, وكان قد سبق إقالته من منصبه كمساعد لوزير الخارجية بسبب ضلوعه في فضيحة إيران - كونترا عام1991، وتساءل بهجت: \"ألا تستطيع لجنة مشكلة لدعم الحريات الدينية أن تختار أعضاء لا تتعارض مواقفهم السياسية بشكل فاضح مع مبادئ حقوق الإنسان المعترف بها دولياً؟ انتهي البيان، ولكن مفاجآته كشفت الكثير، وأهمها أن هناك أجندة لا علاقة لها بحقوق الإنسان تحرك أصحاب التقرير الأمريكي للحريات الدينية، وأن الحركة المصرية تعرف ذلك, ومع ذلك تتبني الأجندة ذاتها كون أن المصالح قد التقت على الجانبين، وقد تعاونت الحركة مع هذه اللجنة ومع السفير الأمريكي وتلقت تمويلات عبر سويسرا كما هو ثابت - من ناحية الاتصالات - في التقارير الأمريكية المشار إليها، وثابت - من حيث التمويل - عبر المنشور في صحيفة دنيا الوطن الصادرة في الناصرة بالضفة الغربية في تقرير لمراسلها في غزة نشر في 9 أغسطس 2004 بعنوان: فضيحة بالأسماء والعناوينº إقامة أول مركز للشواذ في مصر!!
تحالف أم تواطؤ؟
عندما أصدرت محكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار فاروق عبد القادر نائب رئيس مجلس الدولة في 4 إبريل الماضي حكماً لصالح زوجين بهائيين في أحقيتهما بإثبات اعتناقهما البهائية في المحررات الرسميةº اعتبرت كل من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ومركز الكلمة (وهو مركز حقوقي خاص متخصص في شئون الأقباط)، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إن هذا الإنجاز الكبير هو ثمرة جهود تحالف مكثفة بين جماعات حقوق الإنسان في مصر، وفي تقرير صحفي بعنوان: نشطاء حقوقيون يرحبون بحكم يعترف بحقوق البهائيين نقلت وكالة رويترز في 6 إبريل الماضي عن جمال عيد مدير الشبكة قوله: إنها قضية فارقة، إننا نشعر بأن مجهوداتنا قد بدأت تثمر، إن ما لاقاه البهائيون كان نتيجة مناخ انعدام التسامح في مصر حيث يتم تصويرهم علي أنهم كفرة، والواقع أن بعض الصحف المستقلة ومنها صحيفة الكرامة وجريدة الدستور قد قامتا أخيراً بزيادة الوعي الجماهيري بحقوق البهائيين، وبالرغم من أن الحكم القضائي في ذاته لن يغير من مجري حياة البهائيين في مصر إلا أنه يعد خطوة مهمة في طريق خلق مجتمع أكثر تسامحاً دينياً.
في التقرير ذاته صرح حسام بهجت بأن الحكم القضائي يعد رسالة قوية مفادها أنه من حق كل مصري أن يعتنق ما يشاء من أديان، وفي بيان صحفي أصدره المذكور في نفس اليوم 6 إبريل قال: ليس من الإنسانية، ولا من المنطق، ولا من الجائز قانوناً أو دينياً أن يجبر مواطن مصري كامل المواطنة على الاختيار بين فقدان جميع حقوقه المدنية مقابل الاعتراف بديانته، وبين التظاهر باعتناق ديانة لا يرغب بها، ولا يعلم عنها شيئاً لمجرد ميلاده لأبوين بهائيين، وعلى الحكومة أن تنفذ حكم المحكمة بشكل فوري، وأن تتخذ إجراءات حاسمة لإيقاف هذه الممارسات التعسفية!!
كان ذلك قبل أن يتم الطعن على قرار المحكمة, ويبدو أن حالة التسرع في الاحتفاء بهذا الانتصار الكبير للأجندة المرسومة سلفاً في تقارير الحريات الدينية الصادرة عن الخارجية الأمريكية كانت خطأ تكتيكياً فادحاً، ولكن الصحافة الخاصة واصلت المشوار، فقد نشرت صحيفة الفجر بعض نصوص الكتاب الأقدس للتعريف بهذه الديانة, كما خرجت صحيفة الدستور بمانشيت على صدر صفحتها الأولى يحذر: بهائيون يكتبون في بطاقاتهم الشخصية إنهم مسلمون، وبالداخل نصحت الصحيفة السلطات الرسمية بألا تتعامل مع الديانة البهائية بوصفها مشكلة وهمية، وأن تعتبرها مشكلة أقليات جديدة تضاف لقائمة مشكلات الوطن، ولم يفتها التعريف بالأصول التاريخية ضاربة القدم لهذه الديانة، وللحقيقة نشرت الكاتبة سحر الجعارة مقالاً رائعاً في صحيفة الفجر اعتبرت فيه أن مصالح الأغلبية من مواطني مصر باتت ضحية لانشغال النخب الممثلة في الجماعات الحقوقية بمثل هذه القضايا وفي مقدمتها قضية أتباع الديانة البهائية!!
يتبقي أن نقيم طبيعة الانتصار الذي لم يدم طويلاً للمناضلين في سبيل فرض أجندة الشذوذ الجنسي، والعقائد الشاذة، وعلى رأسها ما يسمي بالدين البهائي من خلال رصد تاريخ البهائية في مصر، وشهادات لبهائيين سابقين أمريكيين، ودراسات إيرانية تتسم بمصداقية عالية كون أن البهائية انطلقت بالأساس من إيران، والذي يكشف أن جهود التحالف المكثفة بين منظمات حقوق الإنسان في مصر والتي بدأت تثمر على حد وصف جمال عيد كانت محض تواطؤ لحساب الأجندة الأمريكية التي تحركها تحالفات اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، يتم من خلاله فرض حركة تتستر بالدين تعمل لحساب اختراق المجتمع المصري، وتفكيك قيمه الدينية والأخلاقية.
صهاينة وماسونيون:
في دراسة للباحث اليهودي ايزاك همار الأستاذ بقسم التاريخ بجامعة ماساشوستس الأمريكية صدرت في 26 يونيو 2005 عنوانها: الديانة البهائية قال بعد أن استعرض تاريخ نشأتها بالحرف: \"من الأمور المثيرة للدهشة أن البهائية انخرطت في الصهيونية منذ البداية، لإيمان البهائيين في النبوءات الواردة في النصوص المقدسة لبهاء الله وعبد البهاء وهي النبوءات الخاصة بعودة اليهود إلى الأرض الموعودة\"، وفي 30 يونيو 1948 كتب شوقي أفندي (عبد البهاء) إلى بن جوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي معرباً عن: ولائه وأطيب تمنياته بالرخاء لدولة إسرائيل المعلنة حديثاً, معترفاً بأهمية إعادة تجمع اليهود في ظل أرض إيمانهم!
وقبل هذه الدراسة بسنوات طوال وفي عدد نوفمبر 1927(نعم سبعة وعشرين) من مجلة البناء وهي أهم مجلة للماسونية العالمية ظهرت في هذه الحقبة, وفي مقال عنوانه: الماسونية وأزمة الحضاراتº كتب الماسوني برتبة (شقيق) بي إل فرانك من العاصمة النمساوية فيينا: أن العالم إلوود الأمريكي قد كاتبه بشأن ما يسمي الديانة البهائية كبديل لصراع الكنائس المسيحية حيث تشكل ديناً عالمياً يقضي على كل أشكال التعصب للدين، مشيراً لواقعة تحاور مسيحي غربي مع باحث هندي انتهت بأن قال الأخير: إن المسيحية هي اليهودية الخالصة بعد أن تم تقليصها لجانبها الروحاني، وللخلاص من هذه الدوجما نجد أن البهائية التي يتبعها في عالم اليوم مليون شخص (لاحظ التاريخ) هي البديل الأمثل لحل مشكلة الديانات السماوية في العالم, فلا تتصارع الحضارات، إنها تقر السلام العالمي، وتحث على عدم الصراع، وهي تدعي نفسها دين اجتماعي عظيم كما يرى العالم الأمريكي إلوود يساوي بين الرجال والنساء، ويعتبر بحق هو الدين العالمي الأوحد، ويتوجب على كل ماسوني أن يعتنقه, فهذا الدين يساير كل ما يعتقده ويؤمن به الماسونيون في العالم!!
وإذا عدنا للماضي القريب جداً سنجد أن الصحافة الإيرانية منذ سبتمبر 2005 وإلى نهاية يناير 2006 قد قامت بحملات مكثفة تكشف الوجه الحقيقي للبهائية وأهدافها، ومرامي الولايات المتحدة من إعادة إحيائها في إيران لزعزعة النظام السياسي بها، واستخدام البهائيين كطابور خامس من العملاء لأمريكا وإسرائيل، ولأن إيران هي الأرض التي انطلقت منها هذه الديانة المزعومة تكتسب المعلومات المنشورة في صحافتها مصداقية خاصة فيما يتعلق بالجوانب التاريخية لهذه الديانة، إذ نشرت صحيفة (كيهان) الإيرانية واسعة الانتشار في عددها الصادر في 27 سبتمبر 2005 مقالاً عنوانه: \"فهم جذور البهائية\" أكدت فيه الصحيفة أن البابية والبهائية (وهما لصيقان) كانتا صنيعة القوي الإمبريالية, ذلك أن مؤسسيهما تعلما على أيدي اليهود، وحظيا برعاية خاصة من قبل روسيا القيصرية، واتصلا بجواسيسها في إيران الصفوية، وهي ديانة تم اختراعها لتدمير القيم النبيلة للدين الإسلامي وللمؤسسات الدينية الإسلامية التي ترفض عادة تدخل الأجانب في شئون المسلمين.
وفي 29 أكتوبر 2005 نشرت الصحيفة بعنوان: الباب الأعظم تحت عباءة اليهود، وأسهبت في تاريخ علاقة مؤسس البابية بالجالية اليهودية الإيرانية، مشيرة لمذكرات سفير روسيا القيصرية في زمن الباب الأمير دولجوروكي التي أكدت ولاء صاحب البابية لليهود، وهو الولاء الذي ورثه بهاء الله عند إعلانه حلول الله في جسده وقيام الديانة البهائية، وفي 2 نوفمبر 2005 نشرت الصحيفة مقالاً عنوانه: الصلة بين البهائية والصهيونية، ذكرت أن بهاء الله (ميرزا حسين علي النوري) ورفاقه عندما تم ترحيلهم إلى عكا في 1868 من قبل السلطات العثمانية تحالفوا مع بريطانيا الاستعمارية، وسعوا لمساعدة اليهود على نهب العرب، وأنهم قبل ترحيلهم لفلسطين حصلوا على المال والدعم الروسي ليعلن ميرزا حسين أنه نبي الله ليشهر البهائية من فلسطين، وفي 13 نوفمبر كشفت الصحيفة عن وجود تعاليم خاصة بمناهضة الإسلام في البهائية منها إذكاء الفرقة الدينية بين المسلمين، ونشر القمار، والخيانة الزوجية، وعلى مدار الأيام التالية نشرت الصحيفة مذكرات جاسوس بريطاني زمن وزارة المستعمرات البريطانية يتحدث فيها عن البهائيين كأداة استخباراتية، وفي 22 نوفمبر نشرت كيهان مقالاً عنوانه: أعوان الصهيونية قالت فيه: إن البهائيين اكتسبوا حريات ضخمة في ظل بزوغ دولة الشاه محمد رضا بهلوي استخدموها في تقويض الإسلام، وإنهم في ذات الوقت عملوا كجواسيس لجهاز المخابرات السوفياتي السابق كي جي بي، وإن إسرائيل قد اعترفت بالديانة البهائية وسمحت بأن يكون فيها المحفل العالمي الرئيسي لهذه الديانة لما قام به البهائيون من دور كبير في خدمة الحركة الصهيونية العالمية، والإسهام في تأمين دولة إسرائيل من خلال العمل مع المخابرات الإسرائيلية في أطوارها الأولى، وإن دهاء البهائيين في التخفي بين العرب بوصفهم مسلمين مع إخفاء هوياتهم قد مكنهم من خدمة الموساد لمدة طويلة، وفي 30 نوفمبر كشفت الصحيفة عن تجنيد البهائية للعاهرات من أجل جذب المسلمين للديانة البهائية!!
الواقع أن الشهادات الواردة من مسيحيين أمريكيين تحولوا أخيراً عن اعتناق البهائية، وعادوا لديانتهم الأصليةº تؤيد إلى حد كبير هذه الحقائق الإيرانية, وعلى موقع الإيمان البهائي دوت كوم علي الإنترنت توجد حكايات وقصص واقعية بالعشرات جمعها باحث أمريكي يدعي إريك ستيتسون أسس بنفسه هذا الموقع في نوفمبر 2002 ليحذر المؤمنين المسيحيين في الولايات المتحدة ذاتها من صهيونية هذا الدين، وانتمائه التام لإسرائيل، وهيمنة المحفل البهائي الرئيسي في إسرائيل على حياة نحو 6 ملايين بهائي يعيشون في أكثر من 200 دولة, هذا المحفل الذي يحوي ضريح الباب أول من ادعي النبوة والألوهية, انفقت عليه إسرائيل 250 مليون دولار، وتم افتتاح حدائقه المتدرجة التسع عشرة في 22 مايو 2001 بحضور 4500 شخص يمثلون قيادات البهائية في العالم!!
الخارجية الأمريكية ومن ورائها المنظمات الحقوقية الخاصة الممولة تزعم أن عدد البهائيين في مصر نحو 2000 شخص من دون أي سند إحصائي, وهو أمر يفرض واقعاً مزيفاً يمكن للجهد العلمي والإحصاء الرسمي أن يكشف حقيقته, لكن أن يزعم الجانبان أن البهائية عقيدة كونية وديانة لا حركة تآمر دولي وخيانة فهذا أمر يثير العجب بنفس القدر الذي نتعجب فيه من ذلك الارتباط الذي يقيمه الطرفان بين البهائية والشذوذ الجنسي، وأهمية أن تتسامح مصر بشأن هذه الرابطة - التي يزعمون صلتها بالحريات الدينية - ليتحسن سجلها في حماية حقوق الإنسان أهم خطوات الإصلاح الأمريكي الذي تريد واشنطن فرضه على مصر والعالم العربي!!
الجواسيس أخرجوا 14 عالماً أزهرياً من دين الإسلام!!
من وثائق المكتبة البهائية بالمحفل البهائي الإسرائيلي والشهير باسم مجلس العدل العالمي بجبل الكرمل في حيفا والمنشورة على الإنترنت دراسة بعنوان: مصر تاريخ البهائيين للباحث جراهام هازال، تقول الوثيقة: بدأ البهائيون في تكريس وجودهم في مصر منذ عام 1860 عندما استقر التاجران البهائيان الإيرانيان الحاج بكير الكاشاني وسيد حسين في فترة وجود بهاء الله في أدرينابوليس منفياً من قبل العثمانيين، وقد أرسل بهاء الله كلاً من الحاج ملا علي تبريزي وميرزا حيدر علي أصفهاني إلى مصر للبدء في نشر الدعوة البهائية حيث أقاما في منطقة المنصورية، وتمكنا من تحويل عدد كبير من المسلمين للبهائية، مما دفع بالخديوي إسماعيل لنفي أصفهاني للسودان عام 1888، بعد ذلك بعامين وصل القاهرة ميرزا عبد الفضل جلبايجاني ليدرس في الأزهر منتصف 1890، وقد تمكن من جذب أكثر من 14 عالماً أزهرياً ودارساً للإيمان بالعقيدة البهائية، بعدها بدأ الاتصال المباشر بين القاهرة وعكا، حيث تمركز بهاء الله إلى جوار ضريح الباب بعد عودته من النفي، وبناء على تقدير الموقف استدعي البهاء رجلاً يدعي زين العابدين إسماعيل الملقب بزين المخلصين للسفر من همدان الإيرانية إلى القاهرة والزواج من حمدية هانم أغا، والاستيطان في مصر، وفي 1946 تزوج فوز زيان من بهية علي سعد الدين وهي أول مصرية تولد من أبوين بهائيين!!
وصل عبد البهاء (عباس أفندي) لأول مرة إلى مصر في سبتمبر عام 1910، حينها كانت القاهرة تعج بالمثقفين والشخصيات البارزة، وقد عرض كثير منهم ضيافته لكن هناك إشارة غامضة في الوثيقة إلى جاسوس يدعى تيودور بول التقاه خارج الإسكندرية في نوفمبر من العام ذاته، وكذا لقاءه بهندي يدعي خاجا حسن نظامي كان المسئول بعد ذلك عن ترجمة تعاليم البهائية في كتاب اسمه الأودية السبعة إلى الأوردية، كما قام رجل يدعي الشيخ فرج وهو كردي كان يقيم بالقاهرة بترجمة كتاب الإشراقات البهائية للغة العربية، وقد زار عبد البهاء مصر مرة أخرى عام 1913 في 17 يونيو، حيث وصل بورسعيد على متن الباخرة هيمالايا، ومن بورسعيد أبرق لآلاف الحجاج البهائيين بالتوجه إلى بورسعيد، وقد غادر مصر من ميناء الإسكندرية في 2 ديسمبر عائداً إلى عكا، وفي 1915 شارك البهائيون من القاهرة وبورسعيد والإسكندرية في صندوق اتحاد المحفل البهائي، وتحدثت الوثيقة عن مضايقة الحكومة المصرية للبهائيين، ومنهم ناظر محطة من شبين الكوم يدعي ميخائيل يوسف تم نقله للصعيد لأسباب أمنية عام1921، وفي الفترة من 24 حتى 1934 وهي ما تسمي في الأدبيات البهائية حقبة الحملة الصليبية البهائية تمكن البهائيون من إقامة محفلهم، وجذب عدد كبير من المصريين في مختلف المديريات المصرية لاعتناق البهائية، وأصبحت بورسعيد نقطة تمركز للحجاج البهائيين من مختلف بقاع العالم، لتبدأ بعد ذلك مواجهات البهائية مع فتاوي الأزهر بتكفيرهم، وينتهي تأريخ الوثيقة بعام 1952 حيث صرح شوقي أفندي زعيم الطائقة البهائية بأن بهائيي مصر هم ثاني أكبر طائفة مضطهدة في البلاد بعد اليهود، وبالذات بعد أن أفتي الشيخ عبد الحميد كشك بكفرهم، وتبعيتهم لإسرائيل!!
السفير الإسرائيلي للبهائيين المصريين: حان الوقت لتعلنوا عن أنفسكم!!
في 30 إبريل الماضي نشرت صحيفة الوطن القطرية تقريراً مطولاً استطلعت فيه آراء عدد من الباحثين في الحكم الإداري الذي صدر لصالح البهائي حسام عزت وزوجته رانيا عنايت وبناتهما بإثبات ديانتهم جميعهم في الأوراق الرسمية، وفي سياق هذا التقرير نقلت الصحيفة عن الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية العالم الإيراني محمد علي التسخيري دهشته لهذا الحكم، وقال: إن البهائية مسلك سياسي عميل للصهيونية، والبهائيين يتآمرون على كل العالم الإسلامي، لذلك لا تشملهم حرية الأديان.
وقالت الوطن: خلال الأشهر القليلة الماضية بدأت علامات الاستفهام تثير الشكوك حول وضع البهائيين في مصر بعد مشاركة السفير الإسرائيلي الحالي في مصر في احتفالاتهم, وهو ما أكده للصحيفة أستاذ التاريخ الإيراني بجامعة المنوفية الدكتور مصطفي شرف حيث أشار لوجود علاقة بين البهائية وإسرائيل، وقال للوطن: إن البهائيين يطيعون أوامر حكومات الدول التي يعيشون فيها حتى ولو كانت إسرائيل، وأكد قيام السفير الإسرائيلي في القاهرة \"شلومو كوهين\" بزيارة إلى المحلة الكبرى منذ شهور حرص خلالها على زيارة معقل البهائيين بها, والتقى ببعض عناصرهم ومن بينهم \"نصيف بباوي\" الملقب بزعيم البهائيين في مصر، واستمر اللقاء ساعة ونصف الساعة، وطالب فيه كوهين بضرورة المشاركة في النشاط السياسي بالبلاد عن طريق إنشاء جمعية أو حزب أو الترشيح للبرلمان وغيرها من الأنشطة الفعالة للتأثير بقوة لصالح إسرائيل وسياستها، مؤكداً لنصيف أنه قد حان الوقت للإعلان عن أنفسهم في ظل وعد بحمايتهم من أي اعتراض قد يصدر من الحكومة المصرية ضدهم!!
حركات للخداع الجماهيري وليست ديانات:
وفقاً لما أجمعت عليه المصادر التاريخية الموثقة علمياً ظهرت البابية في إيران علي يد علي محمد رضا الشيرازي في سنة 1844 عندما أعلن أنه الباب, وأنه رسول كموسى وعيسى ومحمد - عليهم الصلاة والسلام - فانخدع به العامة واختار ثمانية عشر مبشراً لدعوته, إلا أنه في عام 1845 قبض عليه, فأعلن توبته على منبر مسجد، ولكنه في 1850 ادعى حلول الإله في شخصه حلولاً مادياً وجسمانياً, وبعد أن ناقشه العلماء حاول التظاهر بالتوبة والرجوع مرة أخرى ولكنه فشل فحكم عليه بالإعدام, ونفذ الحكم في 8 يوليو من نفس العام, ثم ظهرت البهائية التي تمثل الطور الثاني لتلك الحركة ويعتقد البهائيون أن المدعو البهاء حسين علي المازندراني هو ربهم وأساس عقيدتهم، وأن الله ليس له وجود الآن إلا بظهوره في مظهر البهاء, وكان يظهر من قبل بمظاهر تافهة في الديانات السابقة, لكنه بظهوره في البهاء الأبهي بلغ الكمال الأعلي, والبهائيون منطلقون من هذه العقيدة يضعون في بيوتهم قطعة مكتوب عليها (بهاء الله) وهم يقولون بالحلول والاتحاد, والتناسخ, وخلود الكائنات, وأن الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط على وجه يشبه الخيال.
يقدسون العدد 19, ويجعلون عدد الشهور 19 شهراً, وعدد أيام الشهر 19 يوماً, وقد تابعهم في هذا البهائي محمد رشاد خليفة حين ادعى قدسية خاصة للرقم 19, وحاول إثبات أن القرآن الكريم قائم في نظمه من حيث عدد الكلمات والحروف على 19, ويقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس، وبراهما وزرادشت، وأمـثالهم من حكماء الهند والصين والفرس، وينكرون معجزات الأنبياء, وحقيقة الملائكة والجن, كما ينكرون الجنة والنار، ويحرمون الحجاب على المرأة, ويحللون المتعة وشيوعية النساء والأموال, ويؤولون القيامة بظهور البهاء, أما قبلتهم فهي إلى البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من المسجد الحرام.
الصلاة في البهائية تؤدى في تسع ركعات, ثلاث مرات, والوضوء بماء الورد، وإن لم يوجد فالبسملة بسم الله الأطهر الأطهر خمس مرات, وليس عندهم صلاة جماعة إلا في الصلاة على الميت يقولون في كل تكبيرة \"الله أبهي\"، والصيام عندهم في الشهر التاسع عشر شهر العلا, فيجب فيه الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلى الغروب مدة تسعة عشر يوماً \"مدة الشهر البهائي\" ويكون آخرها عيد النيروز 21 مارس, والصيام يكون لمن بين 11 إلى 42 سنة فقط, بعدها يعفي البهائيون من الصيام، وهم يبطلون الحج إلى مكة، وحجهم حيث دفن بهاء الله في البهجة بعكا بفلسطين، ويحرمون الجهاد وحمل السلاح وإشهاره ولو كان ضد الغزاة أو الأعداء.
الدستور يسدد صفعة قوية لمن يحاولون ابتزاز مصر!!
الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساس للتشريع في مصر, وهنا يكمن مبدأ الاعتراف بالأديان السماوية دون سواها, وقد فات على أصحاب البهائية وبطانتهم من أولياء الفوضى الخلاقة الانتباه لحقيقة أن القانون المصري محصن ضد الاحتيال عليه، ومحاولة انتزاع اعتراف رسمي بالبهائية على أنها ديانة، كان جوهر الاحتيال الذي قام به أصحاب الدعوي القضائية وجنرالات الشذوذ وهو ما تم إجهاضه يوم الاثنين الماضي بقرار المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة إيقاف تنفيذ حكم القضاء الإداري - بإجماع الآراء - بالسماح للبهائيين بإثبات اعتقاداتهم في الأوراق الرسمية كونه مخالفاً للدستور المصري, ولأنه يعمل على الإخلال بالنظام العام للدولة كون البهائية ليست ديناً كالإسلام والمسيحية واليهودية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد