بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
خلق الله -تعالى- خلقه في أحسن صورة وأكمل هيئة وبين ذلك في قرآنه فقال: (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحسَنُ الخَالِقِينَ) وقال: (لَقَد خَلَقنَا الإِنسَانَ فِي أَحسَنِ تَقوِيمٍ).
لكن حينما تتغير الفطر وتنتكس المفاهيم نجد من يتجرأ على هذه الخلقة فيغير فيها ما يشاء وكأن لسان حاله يقول: أنت يا إلهي لم تحسن خلقتي، وهذا في الحقيقة ليس إلا استجابة لأمر الشيطان الذي أقسم بربه -سبحانه- أنه لا يزال بهم حتى يغيروا هذه الفطرة التي فطروا عليها ونهوا عنها.
قال -تعالى-: (فِطرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا لَا تَبدِيلَ لِخَلقِ اللَّهِ).. وقد استجاب فئام من الناس وبخاصة النساء اقتداء بالشيطان تاركين أوامر الرحمن وتحقق فيهم ما قصَه الله في قرآنه حيث قال: (إِن يَدعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدعُونَ إِلاَّ شَيطَاناً مَّرِيداً..لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِن عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفرُوضاً.. وَلأُضِلَّنَّهُم وَلأُمَنِّيَنَّهُم وَلآمُرَنَّهُم فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنعَامِ وَلآمُرَنَّهُم فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَد خَسِرَ خُسرَاناً مٌّبِيناً.. يَعِدُهُم وَيُمَنِّيهِم وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ).. سورة النساء 117/120.
فأي كتاب أعظم من كتاب الله الذي وضح عداوة إبليس للإنسان وبيَّن طرق إغوائه للبشرية، أليس فيما قصَه الله -تعالى- حجة على خلقه؟ نسأل الله -تعالى- أن يفقهنا في ديننا وأن يجعلنا ممن عصمه الله من الشيطان الرجيم.
ونظراً لما وقعت فيه بعض نساء اليوم وخاصة فيما حذر الله منه بتغييرها خلقتها سنذكر هنا جملة مما وقعت فيه في هذا الجانب، نسأل الله -تعالى- أن ينفع به.
مخالفات في تغيير الخلقة:
1- من المخالفات في تغيير الخلقة (النمص).. والنمص: هو نتف شعر من الوجه كالأخذ من شعر الحاجبين وهذا لا يجوز، فقد لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنصمة والواشرة والمستوشرة والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله).
فعلى كل امرأة وقعت في هذه الكبيرة أن تستغفر الله وتتوب إليه وتعاهده على أن لا تعود على فعلتها مرة أخرى.
2- ومن المخالفات تفليج المرأة لأسنانها، وذلك للحديث المذكور آنفاً، فتفليج الأسنان نوع من تغيير خلق الله -تعالى- يحرم على المرأة المسلمة فعله، أما إذا كانت أسنان المرأة فيها تشويه وتحتاج إلى عملية تعديل لإزالة هذا التشويه أو فيها تسوس واحتاجت إلى إصلاحها فلا بأس، لأن هذا من باب العلاج غير أني أنصح بما نصحت به من قبل أن تكون هذه المعالجة على يد طبيبة متخصصة.
3- ومن المخالفات أيضاً الوشم، والوشم هو: أن تجرح المرأة بدنها كيدها أو صدرها ونحو ذلك، هذه الجروح على هيئة نقط أو خطوط فإذا جرى الدم في هذه الجروح حشته كحلاً، وهذه الجروح تجعل على أشكال معينة مما تريده المرأة، وهذا الفعل كبيرة من كبائر الذنوب لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلها كما مرّ في الحديث السابق.
4- ومن المخالفات أيضاً وصل المرأة لشعرها بغيره من الشعر لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن الواصلة والمستوصلة.. فالواصلة هي التي أوصلت شعرها بشعر آخر ونحوه كالباروكة مثلاً.. و المستوصلة هي التي قامت بفعل الوصل لمن طلبت منها ذلك فكلاهما في الوزر سواء.
5- ومن المخالفات أيضاً قص شعر المرأة على وجه التشبه بنساء الكفار كقصة بطريقة (مدرجة) مثلاً أو بأي طريقة أخرى تقصد منها التشبه بالنساء الكافرات أو تقصه كهيئة شعر الرجال كأن تقصه إلى أصوله أو إلى الأذنين وهو ما يسمى (اللمة).
فهذا كله لا يجوز ما دام أن الدافع من وراء قصه التشبه بالكفار أو بالرجال.. أما إذا كانت تريد قصه لحاجة غير زينة كأن تعجز عن مؤنته أو يطول كثيراً ويشق عليها فهذا قد أجازه بعض العلماء بقدر الحاجة وذلك لفعل أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-.
6- ومن المخالفات أيضاً صبغ الشعر بالسواد، فهذا لا يجوز، أما صبغة بغير السواد كصبغة بالحناء أو الوسمة والكتم والصفرة فهذا جائز ولكن بضوابط أن لا يمنع وصول الماء وأن لا يكون فيه تشبه بالكافرات.
7- ومن المخالفات أيضاً: جمع المرأة شعرها في أعلى رأسها وجعله ظاهراً بيناً أو لفه حول رأسها حتى يصير كعمامة الرجل فهذا لا يجوز لتحذير النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذلك في قوله: (صنفان من أهل النار وذكر منهم نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن مثل أسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
8- ومن المخالفات أيضاً وضع الشرائط أو البكلات التي على شكل صور حيوانات أو التي على هيئة الآلات الموسيقية على شعر المرأة، فهذا لا يجوز لأن الصور يحرم استعمالها في لباس وغيره، ما عدا الصور التي تمتهن وتداس كالتي في الفرش والبسط، وكذا آلات اللهو فوضع المرأة لها على شعرها هو في الحقيقة ترويج لها ودعوة إلى استعمالها والتذكير بها فهذا كله لا يجوز.
9- ومن المخالفات أيضاً إطالة المرأة لأظافرها فهذا مخالف لما جاءت به نصوص السنة، ولا شك أن الحامل للمرأة على فعل ذلك إنما هو الإقتداء بالكافرات اللاتي انحرفت فطرتهن عن السلامة.
10- ومن المخالفات أيضاً إطالة المرأة لأظافرها أكثر من أربعين يوماً، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقَّت لتقليم الأظافر أربعين يوماً.
11- ومن المخالفات أيضاً وضع نقط صغيرة على الوجه تشبه (حبوب الخال) لأنها تمنع وصول الماء وفيها تغيير للخلقة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد