بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحابته أجمعين.
أما بعد:
فقد أَلف بعض علماء التصوف معاجم للمصطلحات الصوفية، واكتفى بعضهم بإدراج بعض المصطلحات، أو جملة منها في ثنايا تواليفهم مع ما يسمونه (شروحها).
وفي الواقع، ليست معاجمهم معاجم شروح وتفاسير، فالقارىء العادي لا يرى فيها إلا تفسير الألغاز بالألغاز، ولا يخرج منها بأي طائلº وذلك لأنها في حقيقة الأمر معاجم عبارات، فهي مصنوعة من أجل هدف واحد، هو أَن تقدم للسالك عبارات إشارية مرموزة جاهزة ليستعملها في كتاباته وفي حواره مع أهل الشريعة، وكذلك ما يقدمونه في ثنايا تواليفهم مما يسمونه (شروحاً) لمصطلحاتهم.
وفيما يلي مجموعة من مصطلحاتهم، مع شيء من العبارات التي تشير إلى معانيها الحقيقية بأسلوب رمزي، مأخوذة من معاجمهم ومن كتبهم.
وأترك للقارىء الكريم أن بستخرج معانيها الحقيقية ليتمرس باللغة الصوفية، وقد أوضّح بعض المعاني عندما أظن ذلك ضروريًّا، وأضع التوضيح بين قوسين، إن كان في درج كلامهم، أو أجعله بعد كلامهم بشكل تعليق أو ملحوظة..
* الجمع والفرق:
الجمع شهود الأغيار بالله، والفرق شهود الأغيار لله، الجمع إشارة إلى حق بلا خلق، والفرق إِشارة إِلى خلق بلا حق، وقيل: مشاهدة العبودية، الجمع شهود الحق بلا خلق، والفرق (الأول) هو الاحتجاب بالخلق عن الحق، وبقاء الرسوم الخلقية بحالها، الجمع إزالة الشعث والتفرقة بين القدم والحدث، (أي: بين الخالق والمخلوق)º لأنه لما انجذبت بصيرة الروح إلى مشاهدة جمال الذات، استتر نور العقل الفارق بين الأشياء في غلبة نور الذات القديمة، وارتفع التمييز بين القدم والحدث لزهوق الباطل عند مجيء الحق... والجمع الصرف يورث الزندقة والِإلحاد، ويحكم برفع الأحكام الظاهرية (أي: الشريعة).. ولصاحب الجمع أن يضيف إلى نفسه كل أثر ظهر في الوجود (أي: يقول: أنا الخالق، أنا البارىء، أنا العرش) وكل فعل وصفة وأثر، لانحصار الكل عنده في ذات واحدة... والفرق: ما نسب إليك.. ومعناه أن ما يكون كسباً للعبد من إقامة العبودية وما يليق بأحوال البشرية فهو فرق، فإثبات الخلق من باب التفرقة، وإثبات الحق من نعت الجمع، وشهود الحكمة والنظر إلى الأسباب فرق.
ومن العبارات المرموزة التي يقدمها الطوسي في (اللمع):
... الجمع والتفرقة اسمان، فالجمع جمع المتفرقات، والتفرقة تفرقة المجموعات، فإذا جمعت قلت: الله ولا سواه، وإذا فرقت قلت: الدنيا والآخرة والكونº وهو قوله: ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ)) [آل عمران: 18] فقد جمع، ثم فرق، فقال: ((وَالمَلائِكَةُ وَأُولُوا العِلمِ قَائِمًا بِالقِسطِ)) [آل عمران: 18]، كذلك قوله: ((قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ)) [البقرة: 136]، وقد جمعº ثم فرق، فقال: ((وَمَا أُنزِلَ إِلَينَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبرَاهِيمَ)) [البقرة: 136].
* ملحوظة:
من الواضح جيداً أن في الكلام كثيراً من الوضوحº بل ومن التصريح، ولنلاحظ كيف يفسرون الآيات الكريمة تفسيراً ما أنزل الله به من سلطان.
ومنها:
قال قوم: الجمع ما جمع البشرية في شهود الربوبية، والتفرقة ما فرقها عن تقسيم الرسوم، وقد ذهب الجنيد إلى أن قربه بالوجد جمع، وغيبته في البشرية تفرقة (أي: قرب الله في الوجد، وغيبة الله في البشرية). وقال أبو بكر الواسطي: إذا نظرت إلى نفسك فرقت، وإذا نظرت إلى ربك جمعت.. يضيف الطوسي قوله: وهذه أحرف مختصرة في معنى الجمع والتفرقة ولمن يتدبر في فهمه إِن شاء الله.
ومن شروح ابن عجيبة في (الفتوحات):... قال شيخ شيوخنا علي العمراني - رضي الله عنه - في كتابه: اعلم أن الكلف (أي: القيام بالتكاليف) صفة من أوصاف الفرق، وعدم الكلف صفة من أوصاف الجمع، والفرق عبودية، وهو حقº والجمع ربوبية، وهو حق أيضاً، صار الحق هو القائل وهو المستمع لما قالº لأجل هذا المعنى تجد هؤلاء المتوجهين إلى الله - تعالى -، من غلب عليه شهود الجمع، تجده في غاية البسط والراحة من الكلف، ومن غلب عليه شهود الفرق تجده في غاية القبض والتعب والكلف.. اهـ.
* المعنى الصريح:
الجمع: هو جمع الخالق والمخلوق في وحدة، وشهود أن الله - سبحانه - هو كل الأشياء والموجودات، (ما الكون إلا القيوم الحي)، أو أنها جزء منه.
والفرق: هو التفريق بين الخالق والمخلوق، والظن أن المخلوق غير الخالق، والمؤمن بهذا سماه الغزالي في إحيائه (مشرك تحقيقاً)º لأنه يجعل مع الله شريكاً له في الوجود.
* الحق بالحق للحق:
يقول الطوسي: وأما معنى قولهم: (الحق بالحق للحق) فالحق هو الله - عز وجل -. قال أبو سعيد الخراز: عبد موقوف مع الحق بالحق للحق، يعني: موقوف مع الله بالله لله، وكذلك: (منه له به) يعني: من الله لله بالله([1])...
أقول: يتوضح معنى العبارة إذا عرفنا أنها تشير إلى وحدة الوجود وإلى تحقق المعنيِّ بها بالألوهية.
* التوحيد:
محو آثار البشرية وتجريد الألوهية (والمعنى الصريح هو: توحيد كل الموجودات في وجود واحد، أي: لا موجود إلا الله، وقد خانتهم العبارة في هذا القول الذي يجب أن يكون (محو آثار الخلقية وتجريد الألوهية).
* الِإحسان:
أن تعبد الله كأنك تراه.. وذلك منهم مع كمال توكلهم على ربهم وصفاء توحيدهم وقطعهم النظر إلى الأغيار ورؤيتهم النعم من المنعم (معجم مصطلحات الصوفية).
وهو التحقق بالعبودية على مشاهدة حضرة الربوبية بنور البصيرة، أي: رؤية الحق موصوفاً بصفاته بعين صفته... لأنه - تعالى - هو الرائي وصفه، وهو دون مقام المشاهدة في مقام الروح (اصطلاحات الصوفية للكاشاني).
* الفناء:
الطوسي في (اللمع) عن جعفر الخلدي: سمعت الجنيد يقول: وسئل عن الفناء فقال: إذا فني الفناء عن أوصافه وأدرك البقاء بتمامه.
قال: وسمعت الجنيد يقول وقد سئل عن الفناء؟ فقال: استعجام كلك عن أوصافه، واستعمال الكل منك بكليتك.
وقال ابن عطاء: من لم يفن عن شاهد نفسه بشاهد الحق، ولم يفن عن الحق بالحق، ولم يغب في حضوره عن حضوره، لم يقع بشاهد الحق.
وقال الشبلي: من فني عن الحق بالحق لقيام الحق بالحق، فني عن الربوبية فضلاً عن العبودية.
الخلاصة: الفناء هو الجذبة، أو ما يحصل أثناء الجذبة من غيبوبة عن الخلق، وهذا هو الفناء عن الخلق، أو ما يحصل من غيبوبة يتوهمونها أنها في الحق، ويسمونها: الفناء في الله، وهي شعور المجذوب بالألوهية.
* الاتحاد:
هو شهود وجود الحق الواحد المطلق، الذي الكل به موجود بالحق، فيتحد به الكل من حيث كون كل شيء موجوداً به معدوماً بنفسه، لا من حيث أن له وجوداً خاصاً اتحد به، فإنه محال. [أي: أنهم يعنون بالاتحاد (وحدة الوجود). ولننتبه إلى الجملة (لا من حيث إن له وجوداً خاصاً اتحد به، فإنه محال)].
* الأحد:
هو اسم الذات، باعتبار انتفاء تعدد الصفات والأسماء والنسب والتعينات عنها.
* انصداع الجمع:
هو الفرق بعد الجمع، بظهور الكثرة في الوحدة، واعتبارها فيها. (ويسمى أيضاً: الفرق الثاني، وصحو الجمع،.. ).
* البارقة: هي لائحة ترد من الجناب الأقدس (هكذا يتوهمون) وتنطفىء سريعاً، وهي من أوائل الكشف ومبادئه.
* الباطل: ما سوى الحق، وهو العدم، إذ لا وجود في الحقيقة إلا للحقº لقوله - عليه السلام -: {أصدق بيت قاله العرب قول لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل}
* البرزخ: هو الحائل بين الشيئين، ويعبر به عندنا (عالم المثال) أعني الحاجز بين الأجساد الكثيفة وعالم الأرواح المجرد، (أعني: الدنيا والآخرة) ومنه الكشف الصوري. (المعنى الصريح: البرزخ هو عالم الجذبة، ويسمونها (البرزخ الأول) والبرزخ الثاني هو البرزخ بالمعنى الشرعي المعروف).
* البواده: جمع بادهة، وهي ما يفجأ القلب من الغيب، فيوجب بسطاً أو قبضاً.
* الجلاء: هو ظهور الذات المقدسة لذاتها في ذاتها، والاستجلاء: ظهورها لذاته في تعيناته.
- لننتبه جيداً إلى الجملة الأخيرة: (ظهورها لذاته في تعيناته).
* الهواجم: ما يرد على العبد بقوة الوقت من غير تعمق من العبد، وهي البواده المذكورة.
* الواحدية: اعتبار الذات (أي: الإلهية) من حيث انتشاء الأسماء منها، وأحديتها بها، مع تكثرها بالصفات.
* الوارد: كل ما يرد على القلب من المعاني من فحص مواهبه، من غير تعمل من العبد.
* واسطة الفيض وواسطة المد: وهو الِإنسان الكامل الذي هو الرابطة بين الحق والخلق بمناسبة للطرفين، كما قال - تعالى -: لولاك لما خلقت الأفلاك!
* ملحوظة:
هذا كذب على الله - سبحانه -، إذ لا أصل لهذا القول إلا في اختراعاتهم.
* الوجود: وجدان الحق ذاته بذاته، ولهذا تسمى حضرة الجمع حضرة الوجود، وجهان لعناية، هما: الجذبة والسكون، اللذان هما جهتا الهداية، وجهان للِإطلاق والتقييد، وهما جهتا اعتبار الذات بحسب سقوط جميع الاعتبارات، وبحسب إثباتها..
* ملحوظة:
ليس الفرق كبيراً بين قراءة هذا الهراء وبين علك اللباد. والمعنى بدون ثرثرة هو: الوجود هو الحالة التي يجد بها المجذوب أنه هو الله، وأن كل شيء هو الله (جل الله)، أو أنه يجد أن الله موجود به، أو أنه هو موجود في الله (تعالى الله)، ولذلك يطلقون على الله - سبحانه - اسم (الوجود)، وللهراء تتمة حذفناها رحمة بأعصاب القارىء.
* الحال: ما يرد على القلب بمحض الموهبة، من غير تعمل أو اجتناب كحزن أو خوف أو بسط أو قبض أو شوق أو ذوق (يجب الانتباه إلى معنى كلمة ذوق). ويزول بظهور صفات النفس، سواء يعقبه الميل أو لا، فإذا قام وصار ملكاً سمي مقاماً.
* الحجاب: انطباع الصور الكونية في القلب، المانعة لقبول تجلي الحقائق.
* حقيقة الحقائق: هي الذات الأحدية الجامعة، بجميع الحقائق وتسمى حضرهّ الجمع، وحضرة الوجود.
* الحقيقة المحمدية: هي الذات (أي: الِإلهية) مع التعين الأولى، فله (أي: لمحمد) الأسماء الحسنى كلها وهو الاسم الأعظم.
* الطالع: أول ما يبدو من تجليات الأسماء الِإلهية على باطن العبد، فيحسن أخلاقه وصفاته بتنوير باطنه.
* الطمس: هو ذهاب رسوم السيار (أي: السالك) بالكلية في صفاء نور الأنوار.
* يوم الجمعة: وقت اللقاء والوصول إلى عين الجمع: (أي: وقت التحقق بالألوهية).
* الكل: اسم للحق - تعالى -، باعتبار الحضرة الواحدية الإلهية الجامعة للأسماء كلها، ولهذا يقال: أحد بالذات كلُّ بالأسماء [وواضح أن (الكل) تعني كل شيء في الوجود].
* اللائحة: هي ما يلوح من نور التجلي، ثم يروح، وتسمى أيضاً بارقة وحضرة.
* اللطيفة: كل إشارة رقيقة المعنى، يلوح منها في الفهم معنى لا تسعه العبارة.
* اللوامع: أنوار ساطعة تلمع لأهل البدايات من أرباب النفوس الصافية الطاهرة، فتنعكس من الخيال إلى الحس المشترك، فتصير مشاهدة بالحواس الظاهرة، فتتراءى لهم كأنوار الشهب والقمر والشمس فتضيء ما حولهم. وهي إما من غلبة أنوار القهر والوعيد على النفس، فتضرب إلى الحمرة، وإما من غلبة أنوار اللطف والوعد، فتضرب إلى الخضرة والفقوع.
* المحو: رفع أوصاف العادة، بحيث يغيب العبد عندها عن عقله (أي: الجذبة)، ويحصل منه أفعال وأقوال لا مدخل لعقله فيها كالسكر من الخمر.
* محو الجمع والمحو الحقيقي: هو فناء الكثرة في الوحدة: (أي: استشعار وحدة الوجود).
* المفتاح الأول: هو اندراج الأشياء كلها على ما هي عليه في غيب الغيوب، الذي هو أحدية الذات: كالشجرة في النواة، ويسمى بالحروف الأصلية.
* ممد الهمم: هو الرسول - صلى الله عليه وسلم -º لأنه الواسطة في إفاضة الحق والهداية على من يشاء من عباده.
* المنقطع الوحداني: هو حضرة الجمع التي ليس للغير فيها عين ولا أثر، فهي محل انقطاع الأغيار، وعين الجمع الأحدية، ويسمى منقطع الِإشارة، وحضرة الوجود، وحضرة الجمع.
* نهاية السفر الأول: هو رفع حجاب، الكثرة عن وجه الوحدة.
* نهاية السفر الثاني: رفع حجاب الوحدة عن وجوه الكثرة العلية الباطنية.
* نهاية السفر الثالث: هو زوال التقيد بالضدين (أي: الجمع والفرق) ظاهراً وباطناً، بالحصول في أحدية عين الجمع.
* نهاية السفر الرابع: شهود اضمحلال الخلق في الحق، واندراج الحق في الخلق، حتى يرى العين الواحدة (أي: الله - سبحانه -) في الصور الكثيرة، والصور الكثيرة في عين الوحدة.
* السالك: هو السائر إلى الله (بل إلى الجذبة) المتوسط بين المريد والمنتهي، ما دام في السير (أي: يقوم بالذكر والخلوة).
* الستائر: صور الأكوانº لأنها مظاهر الأسماء الِإلهية، تعرف من خلقها.
* سر التجليات: هو شهود كل شيء في كل شيء، وذلك بانكشاف التجلي الأول للقلب، فيشهد الأحدية الجمعية بين الأسماء كلها، لاتصاف كل اسم بجميع الأسماء، لاتحادها بالذات الأحدية، وامتيازها بالتعينات التي تظهر في الأكوان التي هي صورها، فيشهدكل شيء.
* سر الربوبية: هو ظهور الرب بصور الأعيان، فهي من حيث مظهريتها للرب القائم بذاته الظاهر بتعيناته قائمة به موجودة بوجوده.
* العالم: هو الظل الثاني، وليس إلا وجود الحق الظاهر بصور الممكنات كلها، فلظهوره بتعيناتها سمي باسم السوى والغير... وإلا فالوجود عين الحق.. فالعالم صورة الحق، والحق هوية العالم وروحه، وهذه التعينات في الوجود الواحد أحكام اسم الظاهر الذي هو مجلى لاسمه الباطن.
* العارف: من أشهدهُ الله - تعالى -ذاته وصفاته وأسماءه وأفعاله، فالمعرفة حال تحدث عن شهود (انظر معنى كلمة شهود فيما بعد).
* عين الجمع: اسم من أسماء التوحيد (أي: توحيد الخالق والمخلوق في وحدة واحدة).
* عين الحياة: مظهر الحقيقة الذاتية من هذا الوجود، أو: هو باطن الاسم الحي الذي من تحقق به شرب من ماء عين الحياة الذي من شرب منه لا يموت أبداًº لكونه حيًّا بحياة الحق، وكل حي في العالم يحيا بحياة هذا الِإنسان لكونه حياتُه حياةُ الحق.
* الري: مزج الأوصاف بالأوصاف، والأخلاق بالأخلاق، والأنوار بالأنوار، والأسماء بالأسماء، والنعوت بالنعوت، والأفعال بالأفعال (هذا التعريف لأبي الحسن الشاذلي من طبقات الشعراني).
* العيد: ما يعود على القلب من التجلي، أو وقت التجلي كيف كان.
* الفرق الأول: هو الاحتجاب بالخلق عن الحق، وبقاء الرسوم الخلقية بحالها. (أي: هي حالة المحجوبين- مثلنا- الذين يظنون أن الخلق هم غير الحق).
* الفرق الثاني: هو شهود قيام الخلق بالحق، ورؤية الوحدة فى الكثرة، والكثرة في الوحدة، من غير احتجاب صاحبه بإحداهما عن الأخرى.
(أي: هو كما يقول ابن عجيبة: إياك أن تقول أنا الله، واحذر أن تكون سواه).
* الفرقان: فرق.
* القرآن: جمع.
* فرق الجمع: هو الفرق الثاني، ومثله: صحو الجمع، والفرق في الجمع.
* الفهوانية: خطاب الحق بطريق المكافحة في عالم المثال. (كلمات كلها غموض ولكن عرفنا ما هو عالم المثال، إنه في الواقع عالم الجذبة عندما يكون المجذوب غائباً عن شعوره بالمخلوقية، وعندما يشعر أنه الله، ويكون معنى (الفهوانية) هو الكلام الذي يسمعه المجذوب من نفسه باعتباره هو الله، أثناء الجذبة).
* صاحب الزمان، وصاحب الوقت، وصاحب الحال: هو المتحقق بجمعية البرزخية الأولى، المطلع على حقائق الأشياء، الخارج عن حكم الزمان وتصرفات ماضية ومستقبلة، إلى (الآن) الدائم، فهو ظرف لأحواله وصفاته وأفعاله، فلذلك يتصرف في الزمان بالطي والنشر، وفي المكان بالقبض والبسطº لأنه المتحقق بالحقائق والطبائع، والحقائقُ في القليل والكثير، والطويل والقصير، والعظيم والصغير سواء، إذ الوحدة والكثرة والمقادير كلها عوارض، فكما يتصرف في الوهم فيها، كذلك في العقل فصدّق، وافهم تصرفه فيها في الشهود والكشف الصريح، فإن المتحقق بالحق المتصرف بالحقائق، يفعل ما يفعل في طوروراء أطوار الحس والوهم والعقل، ويتسلط على العوارض بالتغيير والتبديل.
* الصعق: هو الفناء في الحق بالتجلي الذاتي: (أي: التحقق بالألوهية وذوقها).
* صورة الحق: هو محمد - صلى الله عليه وسلم -، لتحققه بالحقيقة الأحدية والواحدية، ويعبر عنه بـ (صاد) كما لوح إليه ابن عباس - رضي الله عنه -، حين سئل عن معنى (ص) فقال: جبل بمكة كان عليه عرش الرحمن.
* الرداء: هو ظهور صفات الرب على العبد.
* الرسم: هو الخلق وصفاته.
* الرعونة: الوقوف مع حظوظ النفس ومقتضى طباعها. (أي: هي الركون إلى الشعور بالمخلوقية، أو هي الركون إلى الفرق الأول).
* الشاهد: ما يحضر القلب من آثار المشاهدة (أي: مشاهدة الألوهية) وهو الذي يشهد له بصحة كونه محتظياً من مشاهدة شهوده، إما بعلم لدني لم يكن له فكان، أو وجد، أو حال، أو تجل وشهود.
* شعب الصدع: هو جمع الفرق بالترقي عن حضرة الواحدية إلى حضرة الأحدية، ويقابله صدع الشعب، هو النزول عن الأحدية إلى الواحدية.
* الشهود: رؤية الحق بالخلق (أي: رؤية الله في المخلوقات، يعني رؤية أن كل شيء هو الله).
* شهود المفصل في المجمل: رؤية الكثرة في الذات.
* شهود المجمل في المفصل: رؤية الأحدية في الكثرة.
* شواهد الحق: هي حقائق الأكوان، فإنها تشهد بالكون.
* الشئون الذاتية: اعتبار النفوس والأعيان والحقائق في الذات الأحدية، كالشجرة وأغصانها وأوراقها وأزهارها وأثمارها في النواة.
* التحقيق: شهود الحق في صور أسمائه التي هي الأكوان، فلا يحتجب بالحق عن الخلق، ولا بالخلق عن الحق (أي: هو مقام البقاء).
* الذوق: هو أول درجات شهود الحق بالحق في أثناء البوارق المتوالية، عن أدنى لبثة من التجلي البرقي، فإذا زاد وبلغ أوسط مقام الشهود، سمي شرباً، فإذا بلغ النهاية سمي ريًّا.
* ذو العقل والعين: هو الذي يرى الحق في الخلق، والخلق في الحق، ولا يحتجب بأحدهما عن الآخر، بل يرى الوجود الواحد بعينه حقًّا من وجه، وخلقاً من وجه، فلا يحتجب بالكثرة عن شهود الوجه الواحد الأحد، ولا يزاحم في شهود كثرة المظاهر أحدية الذات التي يتجلى فيها، ولا يحتجب بأحدية وجه الحق عن شهود الكثرة الخلقية.
* ظاهر الممكنات: هو تجلي الحق بصور أعيانها وصفاتها، وهو المسمى بالوجود الِإضافي، وقد يطلق عليه (ظاهر الوجود).
* ظل الإله: هو الِإنسان الكامل المتحقق بالحضرة الواحدية.
* الغوث: هو القطب حينما يلتجأ إليه.
* غيب الهوية: هو الذات (الإلهية) باعتبار اللاتعين.
* العبارة والِإشارة والرمز: الِإشارة أرق وأدق من العبارة، والرمز أدق من الِإشارة، فالأمور ثلاثة: عبارات وإشارات ورموز، وكل واحدة أدق مما قبلها، فالعبارة توضح، والِإشارة تلوح، والرمز يفرح، أي: يفرح القلوب بإقبال المحبوب.
- أقول: هكذا يعرف ابن عجيبة العبارة والِإشارة والرمز في كتابه (إيقاظ الهمم) ص (118)، لكن أقوال القوم واستعمالاتهم تجعل المعنى خلاف ذلك.
فالعبارة: هي الجملة التي يستعملها المتصوفة فيتفاهمون بها فيما بينهم، ولا يفهم الآخرون من حقيقة معانيها شيئاً، إلا معان يتوهمونها لجهلهم، والعبارة تكون إشارة أو رمزاً أو لغزاً، وهذه الثلاثة متقاربة المعاني، ولا فائدة من تفصيلها هنا([2]).
* عالم المثال: الجذبة ورؤاها.
* طريق المكافحة: هو معاملة السالك (أي: مشاهدته ومخاطبته وسمعه) لله بالله (أي: لله الكائن في السالك، بالله الذي استشعره السالك. فهو مثلاً: يسمع من الله بالله، أي: يسمع من الله الباطن فيه بالله الذي هو نفسه حين استشعار الألوهية، أو يسمع من نفسه بنفسه، أي: من نفسه التي هي الله الباطن فيه، بنفسه التي وصلت إلى الشعور بالألوهية وذوقها وذوق معانيها).
* الحضور: النفس حين تتحد بالواحد في حال الجذب (هذا التعريف هو لأفلوطين، من المعجم الفلسفي الصادر عن مجمع اللغة العربية)، وإذا أردنا أن نصيغ هذه الجملة بالعبارة الصوفية، نقول: الحضور هو الفناء في الذات.
هذه بعض المصطلحات، وهناك مصطلحات كثيرة لا يتسع المقال لذكرها.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
----------------------------------------
[1] اللمع، (ص: 411).
[2] من يريد التفصيل يمكنه الرجوع إلى كتبهم، مثل: (إيقاظ الهمم) لابن عجيبة، (ص: 118، 119)، وغيره من كتبهم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد