(يا ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أَوَ مُخرجيّ هم؟ » قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا)
بين الحديث سنة من سنن الأمم مع من يدعوهم إلى الله - عز وجل - وهي التكذيب والإخراج، كما قال - تعالى -عن قوم لوط: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَومِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخرِجُوا آلَ لُوطٍ, مِّن قَريَتِكُم إِنَّهُم أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) [النمل: 56].
وكما قال قوم شعيب: (قَالَ المَلأُ الَّذِينَ استَكبَرُوا مِن قَومِهِ لَنُخرِجَنَّكَ يَا شُعَيبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَريَتِنَا أَو لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَو كُنَّا كَارِهِينَ) [الأعراف: 88].
وقال - تعالى -: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِم لَنُخرِجَنَّكُم مِّن أَرضِنَا أَو لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوحَى إِلَيهِم رَبٌّهُم لَنُهلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) [إبراهيم: 13].
تحدث علماء السيرة قديمًا وحديثًا عن فترة الوحي، فقال الحافظ ابن حجر: وفتور الوحي عبارة عن تأخيره مدة من الزمان، وكان ذلك ليذهب ما كان - صلى الله عليه وسلم - وجده من الروع، وليحصل له التشوق إلى العود.
فعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال وهو يحدث- أي بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - عن فترة الوحي: «بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملوني فأنزل الله - تعالى -: (يَا أَيٌّهَا المُدَّثِّرُ ` قُم فَأَنذِر ` وَرَبَّكَ فَكَبِّر ` وَثِيَابَكَ فَطَهِّر ` وَالرٌّجزَ فَاهجُر) [المدثر: 1-5] فحمى الوحي وتتابع».
وقال صفي الرحمن المباركفوري: أما مدة فترة الوحي فاختلفوا فيها على عدة أقوال، والصحيح أنها كانت أيامًا، وقد روى ابن سعد عن ابن عباس ما يفيد ذلك، وأما ما اشتهر من أنها دامت ثلاث سنين أو سنتين ونصف فليس بصحيح، وأما ما جاء بلاغًا أنه - صلى الله عليه وسلم - حزن حزنًا جعله يغدو ليتردى من شواهق الجبال، وأن جبريل - عليه السلام - كان يظهر له في كل مرة ويبشره بأنه رسول الله فمرسل ضعيف، كما أنه يتنافى مع عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم -
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد