غزوة تبوك ( 9هـ )، وهي غزوة العسرة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أحداث في الطريق والوصول إلى تبوك:

بعد تعبئة الجيش وتوزيع المهام والألوية والرايات، توجه الجيش الإسلامي بقيادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك، ولم ينتظر أحدًا قد تأخر، وقد تأخر نفر من المسلمين يظن فيهم خير، وكلما ذكر لرسول الله اسم رجل تأخر قال - صلى الله عليه وسلم -: «دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله - تعالى - بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه»([1]).

 

أولاً: قصة أبي ذر الغفاري:

قال ابن إسحاق: ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سائرًا، فجعل يتخلف عنه الرجل، فيقولون: يا رسول الله، تخلف فلان، فيقول: «دعوه، فإن يك فيه خير فسيلحقه الله - تعالى -بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه»، حتى قيل: يا رسول الله، قد تخلف أبو ذر، وأبطأ به بعيره. فقال: «دعوه، فإن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه» وتلوَّم([2]) أبو ذر على بعيره، فلما أبطأ عليه، أخذ متاعه فحمله على ظهره، ثم خرج يتبع أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماشيًا، ونزل رسول الله في بعض منازله، فنظر ناظر من المسلمين فقال: يا رسول الله، إن هذا الرجل يمشي على الطريق وحده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كن أبا ذر»([3]) فلما تأمله القوم قالوا: يا رسول الله، هو والله- أبو ذر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «رحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده»([4])، ومضى الزمان، وجاء عصر عثمان، ثم حدثت بعض الأمور وسُيِّر أبو ذر إلى الربذة، فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامه: إذا مت فاغسلاني وكفناني ثم احملاني فضعاني على قارعة الطريق، فأول ركب يمرون بكم فقولوا: هذا أبو ذر. فلما مات فعلوا به كذلك فطلع ركب فما علموا به حتى كادت ركائبهم تطأ سريره، فإذا ابن مسعود في رهط من أهل الكوفة، فقال: ما هذا؟ فقيل: جنازة أبي ذر، فاستهل ابن مسعود يبكي، فقال:

صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده»، فنزل فوليه بنفسه حتى دفنه([5]).

 

وفي هذه القصة دروس وعبر منها:

1- ما تعرض له أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه -  من الصعوبات والمخاطر التي نجاه الله منها وقواه بالصبر عليها، لقد بذل أبو ذر جهدًا كبيرًا في المشي على قدميه وهو يحمل متاعه على ظهره حتى لحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمينº لكي ينال شرف الجهاد في سبيل الله([6]).

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply