7 رمضان 960هـ ـ 7 أغسطس 1553م
مفكرة الإسلام: بلغت الدولة العثمانية أقصى اتساعها وأوج قوتها في عهد السلطان سليمان القانوني (926 ـ 972)، وأصبحت أقاليم الدولة ممتدة في قارات العالم القديم الثلاثة، وذلك بفضل قوة الأساطيل البحرية العثمانية وقادتها العظام أمثال خير الدين بربروسا، وطرغوت، وقلج علي وغيرهم، وهذه القوة دفعت «فرانسوا الأول» ملك فرنسا لأن يتحالف مع العثمانيين، للوقوف ضد «شارلكان» إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة! وألد أعداء «فرانسوا الأول» وذلك سنة 941هـ.
استمرت سياسة التقارب الفرنسي العثماني، وأخذت أشكالاً كثيرة، منها الامتيازات الاقتصادية والإعفاءات الجمركية والتجارية، ولكن أهم وأخطر أشكال هذا التقارب تمثل في التعاون العسكري وخاصة في المجال البحري بين العثمانيين والفرنسيين، وقد قام القبطان خير الدين بربروسا بقيادة الأساطيل العثمانية والفرنسية لمعارك ناجحة وحاسمة ضد إسبانيا وإمبراطورها شارلكان، وذلك سنة 951هـ ـ 1544م، وهي المعارك التي جلبت السخط الصليبي الأوروبي على الفرنسيين عمومًا وفرانسوا الأول خصوصًا، وكان هنري الأول بن فرنسوا وولي عهده من أشد الناقمين على سياسة أبيه. فلما مات فرنسوا وخلفه «هنري الأول» جدّد المعاهدة مع العثمانيين، ولكنه حاول أن يتفادى مسألة التعاون العسكري خاصة في أوروبا، ولكن السلطان العثماني سليمان القانوني أصر عليها، اضطر هنري الأول للموافقة، وذلك سنة 959هـ، وبعد ذلك بشهور خرجت أساطيل الدولتين بقيادة أمير البحار «طرغوت»، وكان الهدف صقلية وجنوب إيطاليا للإغارة على أملاك ملك إسبانيا «فيليب الثاني» وإنقاذ آلاف الأسرى المسلمين المحتجزين بالجزر الإيطالية([1]).
وفي يوم 7 رمضان سنة 960هـ ـ 17 أغسطس 1553م نجحت الأساطيل المشتركة في فتح جزيرة كورسيكا بعد معركة بحرية قوية ضد أساطيل إسبانيا وأساطيل البندقية المتحالفة معها، وتحرير سبعة آلاف أسير مسلم هناك كانوا على وشك البيع كعبيد بأسواق أوروبا، ولكن هنري الأول ملك فرنسا أوعز إلى قائده المساعد للقائد العام طرغوت، بأن يفتعل مشكلة تكون سببًا لإنهاء هذه الحملة والعودة إلى فرنسا، ومن ثم تكون مبررًا لوقف التعاون العسكري بين الدولتين، وهو ما تم بالفعل وأدى لخروج العثمانيين من الجزيرة بعد فتحها.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد