حدث في مثل هذا الشهر (شوال)


 

بسم الله الرحمن الرحيم 

1 ـ غزوة أحد سنة3 هـ

وفيها كانت وقعة أحد في شوال.

وذلك أن الله - تبارك وتعالى - لما أوقع بقريش يوم بدر، وترأس فيهم أبو سفيان لذهاب أكابرهم أخذ يؤلب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى المسلمين، ويجمع الجموعº فجمع قريبا من ثلاثة آلاف من قريش، والحلفاء والأحابيش. وجاءوا بنسائهم لئلا يفروا، ثم أقبل بهم نحو المدينة . فنزل قريبا من جبل أحد.

فاستشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه في الخروج إليهم، وكان رأيه أن لا يخرجوا، فإن دخلوها قاتلهم المسلمون على أفواه السكك والنساء من فوق البيوت ووافقه عبد الله بن أبي- رأس المنافقين- على هذا الرأي. فبادر جماعة من فضلاء الصحابة- ممن فاته بدر- وأشاروا على رسول الله بالخروج. وألحوا عليه.

فخرج في ألف من أصحابه واستعمل على المدينة عبد الله بن أم مكتوم. وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رأى رؤيا: رأى \" أن في سيفه ثلمة وأن بقرا تذبح. وأنه يُدخل يده في درع حصينة. فتأول الثلمة برجل يصاب من أهل بيته، والبقر بنفر من أصحابه يقتلون والدرع بالمدينة \" فخرج وقال لأصحابه \" عليكم بتقوى الله والصبر عند البأس إذا لقيتم العدو. وانظروا ماذا أمركم الله به فافعلوا \".

 

2 ـ غزوة الخندق سنة 5 هـ (الأحزاب) خرجت قريش- وقائدهم أبو سفيان - في أربعة آلاف. ووافقهم بنو سليم بمر الظهران وبنو أسد، وفزارة وأشجع وغيرهم، وكان من وافى الخندق من المشركين عشرة آلاف.

فلما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمسيرهم إليه استشار أصحابه. فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق يحول بين العدو وبين المدينة. فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبادر إليه المسلمون، وعمل فيه بنفسه، وكان في حفره من آيات نبوته ما قد تواتر الخبر به.

وخرج - صلى الله عليه وسلم - وهم يحفرون في غداة باردة، فلما رأى ما بهم من الشدة والجوع، قال: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار  والمهاجرة فقالوا مجيبين له:

نحن الذين بايعوا محمدا  * * * على الجهاد ما بقينا أبدا

وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة آلاف من المسلمين، فتحصن بالجبل من خلفه - جبل سلع - وبالخندق أمامه، وأمر بالنساء والذراري فجعلوا في آطام المدينة.

وأقام المشركون محاصرين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرا، ولم يكن بينهم قتال لأجل الخندق، إلا أن فوارس من قريش- منهم عمرو بن عبد ود- أقبلوا نحو الخندق، فلما وقفوا عليه قالوا: إن هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها، ثم تيمموا مكانا ضيقا منه وجالت بهم خيلهم في السبخة ودعوا إلى البراز، فانتدب لعمرو: علي بن أبي طالب، فبارزه فقتله الله على يدي علي، وكان من أبطال المشركين.

وأرسل الله على المشركين جندا من الريح فجعلت تقوض خيامهم ولا تدع لهم قِدرًا إلا كفأتها، ولا طنبا إلا قلعته، وجندا من الملائكة يزلزلون بهم ويلقون في قلوبهم الرعب.

فلما أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف عن الخندق، راجعا والمسلمون إلى المدينة. فوضعوا السلاح. فجاءه جبريل وقت الظهر فقال أقد وضعتم السلاح؟ إن الملائكة لم تضع أسلحتها، انهض إلى هؤلاء- يعني بني قريظة- فنادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \" من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة \".

فخرج المسلمون سراعا، حتى إذا دنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حصونهم قال يا إخوان القردة هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته؟

وحاصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار. وقذف الله في قلوبهم الرعب.

فحكَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم سعد بن معاذ فحكم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري والنساء.

 

3 ـ غزوة حنين سنة 8هـ:

قال ابن إسحاق: لما سمعت هوازن بالفتح (فتح مكة) جمعها (أي هوازن) مالك بن عوف مع ثقيف كلها. فلما أجمع مالك السير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ساق مع الناس أموالهم ونساءهم وذراريهم، فلما نزل بأوطاس اجتمعوا إليه.

ولما سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إليهم عبد الله بن حدرد الأسلمي، وأمره أن يداخلهم حتى يعلم علمهم، فانطلق فداخلهم حتى علم ما هم عليه، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره الخبر.

فلما أراد المسير ذكر له أن عند صفوان بن أمية أدراعا وسلاحا - وهو يومئذ مشرك- فقال له يا أبا أمية أعرنا سلاحك هذا، نلق فيه عدونا غدا \" فقال أغضبًا يا محمد؟ قال \" بل عارية مضمونة، حتى نؤديها إليك فأعطاه مائة درع بما يكفيها السلاح، فخرج - صلى الله عليه وسلم - ومعه ألفان من أهل مكة، وعشرة آلاف من أصحابه الذين فتح الله بهم مكة، فكانوا اثني عشر ألفا، واستعمل عتاب بن أسيد على مكة.

ولما انهزم المشركون أتوا الطائف، ومنهم مالك بن عوف، وعسكر بعضهم بأوطاس، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أثر من توجه نحو أوطاس أبا عامر الأشعري فأدرك بعضهم فناوشوه القتال فهزمهم الله - تعالى-،

وقتل أبو عامر، فأخذ الراية أبو موسى الأشعري.

وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسبي والغنائم أن يجمع، وكان السبي ستة آلاف رأس والإبل أربعة وعشرين ألفا، والغنم أربعين ألف شاة وأربعة آلاف أوقية فضة.

فاستأنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقدموا موالين مسلمين بضعة عشر ليلة، ثم بدأ بالأموال فقسمها: وأعطى المؤلفة قلوبهم أول الناسº فأعطى أبا سفيان مائة من الإبل، وأربعين أوقية، وأعطى ابنه يزيد مثل ذلك. وأعطى ابنه معاوية مثل ذلك، وأعطى حكيم بن حزام مائة من الإبل. ثم سأله مائة أخرى فأعطاه..

4 ـ وفاة أم المؤمنين سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - سنة 54هـ:

وهي أول من تزوج بها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد خديجة، وانفردت به نحوًا من ثلاث سنين أو أكثر، حتى دخل بعائشة.

وكانت سيدة جليلة نبيلة.وهي التي وهبت يومها لعائشة: رعاية لقلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

لها أحاديث، وخرج لها البخاري، حدث عنها.: ابن عباس، ويحيى بن عبد الله الأنصاري، قيل: توفيت في آخر خلافة عمر بالمدينة.

وروى الواقدي، عن ابن أخي الزهري، عن أبيه، قال: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسودة في رمضان سنة عشر من النبوة، وهاجر بها، وماتت بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply