معركة الولجة ـ العبقرية العسكرية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الزمان/ 22 صفر 12هـ

 

المكان/ قرية الولجة، شمال المذار على نهر دجلة.

 

الموضوع/ جيش المسلمين يواصل انتصاراته على الإمدادات الفارسية.

 

الأحداث:

بعد الانتصار الباهر للمسلمين على الفرس بموقعة المذار أمرت القيادة العليا لفارس بإعداد جيشين من أقوى الجيوش، يقودهما أمهر قائدين للفرس هما \'الأندر زغر\' و \'بهمن جاذويه\' وأمرهما بالتوجه نحو \'الولجة\' للوقوف في طريق خالد حتى لا يستولي على الحيرة، واستطاعات استخبارات خالد أن تنقل له خبر الجيوش الفارسية، وأيضًا خطة الهجوم التي تعتمد على فكرة الكماشة. وتلك الأخبار جعلت القائد خالد يغير خططه في السيرº حيث سلك طرقًا مختلفة، واستطاع بعبقريته العسكرية الفذة أن يقرأ أفكار المحاربين له ويغير اتجاه سير الجيش المسلمº فاتجه ناحية الجنوب، ووضع الحاميات على المناطق التي فتحت، وأمرهم أن يقوموا بحماية ظهره.

 

* كانت الخطة التي رسمها كسرى لجيوشه تقتضي أن يتبع \'بهمن\' الطريق الذي يسير فيه \'الأندر\'، وأن يكونا جيشًا واحدًا عند \'الولجة\'، وبقدر الله وحده يرتكب القائد الكبير \'بهمن جاذويه\' غلطة عسكرية فظيعة، عندما خالف الخطة المرسومة، وبدلاً من أن يسير في أثر جيش الأندر، يسلك طريقًا آخر، طمعًا منه أن يوقع جيش خالد في الكماشة! ولكن خالد بذكائه العسكري الفذ، استطاع أن يفلت من هذه المصيدة، وسلك طريقًا طويلاً، ولكنه خاليًا من الكمائن، فعندما هم بهمن جاذويه بمحاولته هذه سار في طريق بعيد عن الولجة، ما سهل لخالد مهمته في الانفراد بجيش \'الأندر زغر\'.

 

* كان جيش الأندر زغر عدده كبير جدًا وعظيم التسليح، وقد تمركز عند منطقة الولجة وركن للراحة انتظارًا لقدوم جيش المسلمين. ودفعه غروره في التفكير لمحاولة استرجاع المناطق المحتلة من قبل المسلمين، ونقلت الاستخبارات لخالد هذه التحركات، فعبأ خالد جيوشه ونصب كمينين خلفه من ناحية اليمين وناحية اليسار، وطلب منهما ألا يدخلا في المعركة إلا قبل النهاية بقليل، وعندما تظهر بوادر الضعف على الفرس.

 

* وصل خالد بجيوشه إلى منطقة الولجة واصطدم مع جيوش الأندر زغر الذي ثبت ثباتًا عظيمًا أمام المسلمين، حتى خشي خالد من الهزيمة، وفي اللحظة الحاسمة ينقض الكمين الإسلامي من ناحية اليمين والشمال، وينزل النصر على المسلمين، ويفر الفرس في كل مكان، ومنهم القائد الفارسي \'الأندر\' الذي هام على وجهه في الصحراء ومات عطشًا! في حين أن معظم الجيش قد قتل في أرض المعركة، ومهد هذا الانتصار الطريق لفتح الحيرة.

 

* والجدير بالذكر أن كسرى قد حشد مع جيش الأندر مجموعة كبيرة من نصارى العرب في الحيرة وما حولها ممن يرون أن ولاءهم للفرس أفضل من ولائهم للمسلمين، ومعظم المشتركين في هذه المعركة كانوا من منطقة أليس حيث نصارى تغلب وبكر بن وائل، ولقد أمعن في هؤلاء القتل في الولجة مما دفعهم لجولة أخرى مع المسلمين، وذلك في موقعة \'نهر الدم\' بعد الولجة بثلاثة أيام فقط.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply