وصل المستعمرون الأسبان النصارى إلى هذه الجزر عام 923هـ ـ 1521م بقيادة بحارهم الأشهر ماجلانº بهدف القضاء على الإسلام الذي كان قد فرض سلطانه على تلك المناطق من العالم، وتحويل أبنائه عن دينهم، وامتصاص خيراتهم، وكان هذا استكمالا للدور الذي لعبة الأسبان في تلك العصور في محاربة الإسلام واضطهاد المسلمين (كما حدث في الأندلس) إلا أنهم في الفلبين لم ينجحوا في تحقيق النتيجة نفسها التي وصلوا إليها في الأندلسº نظرا للمقاومة العنيفة والشرسة التي واجهوها من مسلمي هذه البلاد ومما يذكر في ذلك ما قاله الحاكم المسلم (لابولابو) عندما اجتمع به الصليبي (ماجلان) وقال له:
(إنني باسم المسيح أطلب منك التسليم ونحن العرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم هذه البلاد).
فرد عليه الحاكم المسلم بقوله:
(إن الدين لله وإن الإله الذي أعبده هو إله جميع البشر على اختلاف ألوانهم) ثم قام بقتل هذا الصليبي الحاقد ورفض تسليم جثتهº وأباد معظم أفراد حملته والتي لم يتبق منها سوى (18 رجلا) قاموا باستكمال رحلة الاستكشاف العلمية ـ كما تدرس لأبنائنا ـ حول أثبات كروية الأرض!!.
قامت الدول الصليبية ممثلة في أسبانيا والبرتغال وبإيعاز من بابا الفاتيكان بإرسال الحملات والمدد للسيطرة على هذه المناطق حتى تمكنوا من إخضاع شمال ووسط البلاد لسيطرتهم (جزيرتي لوزون وبيسايس) وأطلقوا عليها مسمى (الفلبين) نسبة إلى فيليب الثاني الملك الأسباني في ذلك الحين.
وسارعوا بإرسال حاكم نصراني لها، وتوافدت البعثات التنصيرية ورجال الدين النصراني عليها لنشر ديانتهم بها كما قاموا بإبادة المسلمين ودحرهم إلى جنوب البلاد وإزالة جميع الآثار الإسلامية وقطع أي روابط بين هذه المناطق وماضيها الإسلامي، فدخلت في النصرانية أعداد كبيرة خاصة من الوثنيين الذين كانوا يسكنون هذه المناطق خوفا من بطش الأسبان الذين اعملوا القتل والتعذيب في كل من خالف ديانتهم أولم يستجيب لدعوتهمº وعرف عن الأسبان عند المؤرخين في أسيا أنهم أبشع وأشرس المستعمرين حكما، ويليهم في ذلك الهولنديون.
أما في جنوب البلاد (جزيرة مينداناو) فقد حاولوا السيطرة عليها على مدى (377) سنة (923 ـ 1300 هـ / 1521ـ 1898م) وهي مده الاحتلال الأسباني للفلبين، ولكن باءت كل محاولاتهم بالفشل لتأصيل الإسلام في تلك المنطقة منذ زمن بعيد واستماتة أدرك الأسبان الصليبيون أنه لا مقام لهم في الفلبين نظرا لبسالة المسلمين واستماتتهم في الدفاع عن دينهم ومعتقداتهم بالإضافة لظهور قوى صليبية أخرى ناشئة استطاعت النزول لحلبة الصراع الاستعماري بقوة. مما حدا بأسبانيا للتنازل عن الفلبين لصالح أمريكيا عام (1300هـ ـ 1898م) بموجب صفقة قيمتها (20 مليون دولار)!! لتبدأ معها حلقة جديدة من الدفاع عن أراضي المسلمينº وذلك لأن الأسبان لم يستطيعوا إخضاع مناطق المسلمين، ولكنهم ـ بكل خبث وإجرام ـ ضموا مناطقهم في الصفقة، وباعوا مالا يملكونه، إلى من لا يستحقه! وهو ما استغربه المؤرخون السياسيون!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد