المكتبة الظاهرية من المكتبات المحفوظة في مكتبة الأسد الوطنية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

تعتبر المكتبة الظاهرية من أغزر المكتبات في العالم الإسلامي بل وفي العالم أجمع لما تضمه بين جنباتها من تراث العالم.

وقد أنشئت المكتبة في حي باب البريد في مدينة دمشق القديمة قبالة المدرسة العادلية الكبرى سنة 676هـ الموافق 1277م. وكانت في الأصل داراً للعقيقي المتوفى سنة 368هـ ثم تولى الملك السعيد ابن الملك الظاهر بيبرس البندقداري بناء التربة والمدرسة فيها بعد وفاة أبيه سنة 678هـ الموافق 1276م. ونقلت جثمانه المدفون في قلعةٍ, إليها. ثم أنشئت هذه المكتبة سنة 1296هـ الموافق 1879م. وتعود مقتنيات المكتبة الظاهرية ومخطوطاتها من مكتبات أخرى منتشرة في أنحاء دمشق القديمة. وتمت عملية الجمع في نهاية القرن التاسع عشر في عهد ولاية مدحت باشا ثم حمدي باشا وذلك بفضل نشاط الشيخ طاهر الجزائري وسليم البخاري ومجموعة من العلماء الدمشقيين الذين رغبوا في أن تحفظ جميع المخطوطات في مكان واحد لحصر الإشراف عليها خوفا من ضياعها ولزيادة الاستفادة منها، وتم لهذه الغاية تأسيس المكتبة العمومية التي جمعت فيها المخطوطات من عشر مكتبات خاصة، واتخذ من تربة الملك الظاهر مكاناً لها لتسمى بعد ذلك باسم المكتبة الظاهرية.

 

 

 والمكتبات العشر التي تم جمع المخطوطات منها هي: المكتبة العمرية وما ضم إليها من المكتبة الظيائية - مكتبة سليمان باشا - مكتبة الملا عثمان الكردي - مكتبة مراد النقشبندي مكتبة السميساطية - مكتبة الياغوشية - مكتبة الخياطين - مكتبة الأوقاف - مكتبة بيت الخطابة. وهذه المكتبات هي التي جاء ذكرها في سجل المكتبة العمومية في دمشق المطبوع عام 1299هـ.

 

1 ـ المكتبة العمرية: ومكانها في المدرسة العمرية التي أنشأها الشيخ أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامى المقدسي المتوفى سنة 607هـ، وهي في الأصل خاصة بالحنابلة الذين هاجروا من القدس عام 551هـ هربا من الفرنجة واستقروا على سفح جبل قاسيون وزادت محتويات هذه المكتبة كثيرا بعد أن ضمت إليها مخطوطات المكتبة الضيائية في نهاية القرن التاسع عشر، ولكن مجموعة من محتويات ا لمكتبة العمرية والضيائية ضاعت ولم ينقل إلى الظاهرية منها إلا نحو 416مجلدا.

 

2 ـ مكتبة عبد الله باشا: وتضم مجموعة الكتب التي أوقفها الوزير عبد الله باشا العظم وابنه محمد باشا لطلبة العلم في المدرسة التي بناها محمد باشا سنة 1193هجرية بدمشق.

 

3 ـ مكتبة سليمان باشا: وتضم مجموعة المخطوطات التي وقفها والي دمشق سليمان باشا لأهل العلم وجعلها في المدرسة السليمانية التي بناها عام 1150هجرية بباب البريد، وبلغ مجموع ما نقل منها إلى الظاهرية 127مجلدا.

 

4 ـ مكتبة الملا عثمان الكردي: وكان مقرها في المدرسة السليمانية، ونقلت إلى الظاهرية مع مجموعة كتب السليمانية، كان عدد مخطوطاتها 313مجلدا.

 

5 ـ مكتبة مراد النقشبندي (المكتبة المرادية): التي نقلت منها إلى الظاهرية 246مجلدا، ماعدا الدشت.

 

6 ـ المكتبة السميساطية: وكانت في المدرسة السميساطية الكائنة شمالي الجامع الأموي، وهذه المدرسة كانت دارا لأبي القاسم علي بن محمد السلمي السميساطي. وقد ضاع العديد من مجلداتها ولم يصل للظاهرية منها إلا 78مجلدا.

 

7 ـ المكتبة الياغوشية: وكان مقرها مدرسة سياوش باشا.

 

8 ـ مكتبة الخياطين: وقفها الوزير اسعد باشا العظم عام 1165هـ بعد أن جمع فيها مجموعة من الكتب وجعلها في مدرسة.

 

9 ـ مكتبة الأوقاف: وقد تم جمع مجموعاتها من بقايا بعض المكتبات القديمة، وبلغ عدد مجلداتها التي نقلت إلى الظاهرية 67مجلدا.

 

10 ـ مكتبة بيت الخطابة: وكان مقرها في حجرة بيت الخطابة في الجامع الأموي، وقد تلف كثير من محتوياتها إثر الحريق الذي حدث في الجامع عام 1893ميلادي ولم يصل منها إلى الظاهرية إلا 73مجلدا.

 

كما أن مكتبة الأسد تحتفظ بمجموعة كبيرة من المخطوطات التي آلت إليها من المكتبات الأخرى كما يشير لذلك (فهرس المخطوطات العربية المحفوظة في مكتبه الأسد الوطنية والمطبوع عن طريق المكتبة عام 1993م) حيث ذكر من هذا المكتبات التي ضمت إليها ما يلي:

 

- مكتبة الأوقاف بحلب: تم تأسيس هذه المكتبة عام 1922م.

 

1 ـ خزانة المدرسة الخسروية: أنشأها خسرو باشا والي حلب. ورغم أن العديد من مخطوطاتها ضاعت إلا أن القاعة الشرقية في هذا الجامع حوت مجموعة هامة من المخطوطات وقفها محمود الزار للجامع في نهاية القرن الماضي وكان عددها 878مخطوطا. وقد نقلت هذه المخطوطات مع محتويات المدرسية الخسروية لتكون في المدرسة الشرفية.

 

كذلك آلت إلى المدرسة الشرفية بقايا كتب الزاوية الوفائية التي أسسها الشيخ أبو الوفا السعدي المتوفى عام 1010هجرية وجعلها مقرا للصوفية السعدية.

 

2 ـ الأحمدية: أوقف هذه المكتبة أحمد طه زاده الشهير بالحلبي، المتوفى عام 1177هجرية.

 

3 ـ المنصورية: أسسها الشيخ مصطفى بن منصور السرميني الحلبي المتوفى عام 1207هـ وكان من العلماء الأثرياء في حلب، إلا أن كتب هذه المكتبة تبعثرت ولم يبق منها سوى نحو 70كتابا نقل نصفها إلى المدرسة الشرفية.

 

4 ـ خزانة التكية الإخلاصية النجشية: وهي من تكايا حلب المشهورة للشيخ إخلاص الخلوتي الحنفي. وقد عني بهذه الخزانة بصفة خاصة الشيخ صادق النجشي الذي جمع لها العديد من المخطوطات، ولكن معظمها ضاع مع الزمن ونقلت بقيتها إلى المدرسة الشرفية.

 

5 ـ المكتبة الرفاعية: أسسها الشيخ أبو الوفا الرفاعي الذي سكن التكية الإخلاصية.

 

6 ـ المكتبة الصديقية: وكانت تخص الشيخ أحمد الصديق أحد أدباء ووجهاء حلب، ولم يبق من هذه المكتبة إلا بضعة كتب نقلت إلى المدرسة الشرفية.

 

ويشير سجل المكتبة الوقفية إلى مكتبات أخرى عديدة مثل العثمانية (1318مخطوط). الأوقاف (1177مخطوط). الوطنية (343مخطوط)، مكتبة الجامع السكاكيني، المكتبة العثمانية - الضيائية، المكتبة الإسماعيلية، المدرسة المولوية..

 

- مجموعة مخطوطات المراكز الثقافية: جمعت المخطوطات في المراكز الثقافية عن طريق الهدايا، حيث رغب بعض العلماء أن يودعوا ما لديهم من مخطوطات في المراكز الثقافية لتعلم الفائدة.

 

والحقيقة أن ما ورد لمكتبة الأسد من مجموعات المراكز الثقافية تنحصر بمركزين رئيسيين هما المركز الثقافي في حماة (598مخطوطاً)، والمركز الثقافي في سلقين (136مخطوطاً).وأما بقية المراكز فلم يكن لديها مخطوطات.

 

والمعروف أن مكتبة الأسد هي اليوم المكتبة الوطنية في سوريا وقد افتتحها الرئيس حافظ الأسد في 16تشرين الثاني من عام 1984م. ووصل عدد المخطوطات الموجودة فيها إلى مطلع العام 1999م عشرون ألف مجلد مخطوط بما يساوي أربعين ألف عنوان.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply