يتكون كتاب \"تاريخنا المفترى عليه\" للدكتور يوسف القرضاوي من خمسة أبواب.
ففي الباب الأول حمل الشيخ على الكتاب العلمانيين الذين جاروا على التاريخ الإسلامي، وزعموا أن الشريعة لم تطبق إلا في عهد الفاروق عمر، ويرى أن اختزال التاريخ في هذه الفترة المحدودة ما هو إلا ظلم لأمة بكاملها ولتاريخ حافل، وحضارة أضاءت الدنيا قروناً مديدة.
ويضرب الشيخ أمثلة من تاريخ الخلفاء الراشدين ليرد على أغلاط ومغالطات هؤلاء الكتاب، كما أكد الشيخ تكرار النموذج العمري بصورة أخرى متمثلاً في: عمر بن عبد العزيز، ويزيد بن الوليد، ونور الدين محمود الشهيد، وصلاح الدين الأيوبي، وغيرهم. مع التأكيد على أن أي واحد منهم لم يبلغ مبلغ عمرº لأن أعوان عمر كانوا من الصحابة الكرام.
وفي الباب الثاني فند الشيخ الاتهامات الباطلة التي وجهها بعض الناس تجاه الدولتين الأموية والعباسية، فأكد أن الدولة الأموية لم تكن كما زعم البعض دولة مدنية، بمعنى أنه لا صلة لها بالدين، أو كما قال آخرون: إنها كانت دولة عربية لا إسلامية، فالشيخ يرى أن هذه فرية تكذبها حقائق الدين، وحقائق التاريخ. أما حقائق الدين، فقد بدأت دولة بني أمية سنة 40 من الهجرة، واستمرت إلى سنة 132 ه، فشملت القرون الثلاثة التي هي خير قرون الأمة، قرن الصحابة وقرن التابعين وقرن أتباع التابعين.
وأما حقائق التاريخ فمن المعلوم للدارسين أن الدولة الأموية، هي التي نشرت الإسلام في آفاق الأرض، وفتحت الفتوح شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، وكان لها جيوشها في البر، وأساطيلها في البحر، وهي التي أكملت ما بدأ في عهدَي أبي بكر وعمر، والسنوات الأولى من عهد عثمان من الفتوح.
وعن الدولة العباسية أكد الشيخ أنها \"دولة العلم وازدهار الحضارة\" وأن الحضارة الإسلامية كانت هي الحضارة الرائدة في العالم، وكانت جامعاتها هي موئل الطلاب الذين يفدون إليها لطلب العلم من أوروبا وغيرها.
وكانت أسماء علمائها هي أشهر الأسماء في دنيا العلم في العالم كله، وكانت كتبهم العلمية هي المراجع المعتمدة عند العلماء في الشرق والغرب، وكانت اللغة العربية هي لغة العلم الأولى في العالم.
من يتحمل الخطأ؟
وفي الباب الثالث أكد الشيخ أن من قرأ تاريخنا قراءة بصيرة ومستوعبة رأى أن هذا التاريخ الذي لا يخلو من أخطاء وخطايا، ككل تواريخ البشر، لكنه يتميز عن غيره من تواريخ الأمم ذات الحضارات بجملة من المآثر والمزايا. ولخص الشيخ هذه المآثر والمفاخر في نقاط:
1 عمق الجانب الرباني.
2 وضوح المعاني الإنسانية.
3 رسوخ القيم الأخلاقية.
4 القدرة على تجاوز المحن الكبرى.
5 قدرة الإسلام على الانتشار السلمي.
6 شيوع التسامح الديني.
الكتاب: تاريخنا المفترى عليه
المؤلف:يوسف القرضاوي
الناشر: الشروق، القاهرة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد