بسم الله الرحمن الرحيم
أحدثكم عن نفسي فلقد كنت في السنة السادسة عشر من عمري، كنت بعيدا عن الله - عز وجل - لا أعرف الصلاة ولا حتى الصيام، لهوت ولهوت حتى...
أخبرني أحد الأقارب بأن الشمس ستطلع من مغربها آخر الزمان، قلت في نفسي حينها ماذا لو حدث هذا الأمر فعلا...
أنا منغمس في الضياع.. لا بل أنا الضياع بعينه، هل لي من توبة؟
أخذت الخطرات تدور في رأسي من حين لآخر، اشتد الأمر علي فكنت أراقب كل صباح من أين ستشرق الشمس ولا يهدأ لي بال حتى أتأكد أنها أشرقت من مكانها الطبيعي، مرت أشهر على هذا الحال، كنت أرجع من المدرسة أتناول وجبة الغداء ثم أنام حتى بعد صلاة العشاء بساعة أو ساعتين، هكذا كان نظامي اليومي، وفي يوم الاثنين من الشهر الثالث في السنة الأولى ثانوي
رجعت كالعادة إلى البيت وتناولت غدائي فنمت نوما عميقا ثم استيقظت فرأيت الغرفة التي أنام فيها مبعثره والصمت يخيم في المنزل أحسست بالخوف وأدركت أن هناك شيئا غريبا يحدث من حولي، خرجت من غرفتي فإذا بالمنزل يخلو من والدي وأمي وإخوتي والمنزل في حالة فوضى، كان بيتنا يطل على شارعين..
فنظرت من النافذة فإذا بصبية كثيرون يجرون شرقا، على الفور التفت غربا...
فكانت الفاجعة بالنسبة لي... يا الله الشمس طلعت من مغربها، كاد قلبي أن يخرج من فمي، كنت مذهولا، فقط أريد الهرب ولا أدري إلى أين، بدأت أبكي بشده والدهشة قد تملكتني، توضأت ولا أدري كيف توضأت من هول الصدمة وأخذت أفتش عن ثوب ألبسه لكي أصلي وأدعو الله أن يغفر لي ويرحمني، ومن دون شعور لبست ثوب أخي الكبير وبالمقلوب ولم يكن مكويا؟
وخرجت مسرعا من جهة الشارع الآخر وأنا أبكي و في حال يرثى لها كان الشارع على غير العادة مزدحما بالسيارات، والشمس لازالت من جهة الغروب وأصوات المساجد كان مرتفعا وكثيفا، لا هم لي حينها إلى الذهاب إلى المسجد، رأيت الناس يصلون فلحقت بهم وأنا أبكي بشده فلما انتهت الصلاة أخذت أنظر في المصلين وهم ينظرون في، حسبوني مجنونا وأنا أقول في نفسي لماذا لا يبكون...
أليسوا خائفين من الله، قلت لعلهم اطمأنوا بعد الصلاة لأن الشمس قد عادت أدراجها، هدأت قليلا ثم خرجت من المسجد في الظلام وكان بيت صهري قريبا جدا من المسجد فوجدت الباب مفتوحا ولم أجد أحدا في المنزل ثم أردت الخروج فإذا بصهري يقف أمام الباب قد أتى للتو من عمله..
رحب بي وهو يتبسم وينظر إلى شكلي المزري ثم قلت له أني أريد الذهاب إلى المدرسة فأخذ في صمت وتعجب ينظر إلى وقال لي هل كنت نائما؟
قلت نعم..
فقال يال غبائك نحن الآن بعد صلاة المغرب..... لم أصدق ما قال من الوهلة الأولى، صدمت أحسست بأني قد أفقت من كابوس عنيف، ذهبت إلى البيت ونظرت في حالي وتأكدت حينها أني صحوت من نومي قبل أذان المغرب بدقائق وخيل لي أن الشمس قد طلعت من مغربها وأما الصبية فكانوا يجرون خلف الكرة باتجاه الشرق، وزحمة السيارات كانت بسبب حادث بسيط في نهاية الشارع، وأصوات المساجد كانت صلاة المغرب.
ومع ذلك لم أتأثر كثيرا بعد هذه الحادثة إلا بعد مرور عام كامل..
حيث شاء الله أن يتكرر نفس الموقف وفي نفس التوقيت لكني انتبهت بسرعة وعرفت أن الوقت كان مغربا..
بدأت أفكر مليا أن هذا نذير من الله - عز وجل -، فبدأت بوادر التوبة حتى رجعت إلى الله، عشت حياة صافية وعامرة بذكر الله لعدة شهور، ثم تأملت في حياتي قبل الاستقامة وحياتي بعدها فقلت بالحرف الواحد/ لقد كنت أعيش عيشة الحيوانات..
والله لا أظن بعد هذه الهداية ظلال/....... انظروا كيف اغتررت بنفسي.... فما هي والله إلا أيام قلائل حتى بدأت همتي تضعف ومع مرور الأيام تركت الصالحين ثم القرآن وبعد سنتين تركت الصلاة.
فلبثت في الغي عشر سنوات إلى أن من الله على بالهداية عسى له أن يثبتني وإياكم على طاعته وأن يتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصالحين انه سميع مجيب.
وختاما أترك لكم أخذ العبرة بين الهداية والثبات والظلال.
ولا تنسوني من صالح دعائكم............. أخوكم... أبو تميمـ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد