قصة فتاة...


 

بسم الله الرحمن الرحيم 

عندما تنام العيون، وتسهو القلوب عن الأمانة الملقاة على عاتقها وتتلذذ الأنفس للين الفراش ونعومته، ينشأ شبان وشابات على أهواء الحياة الفانية وظلها الزائل..

 

ولله در الشاعر حين قال:

الدنيا ظـــل زائـــل ** من ركن إليها جاهل

يهواها القلب ولكن *** يحذرها المرء العاقل

ومن هنا تبدأ قصة فتاة نمت في أسرة لم ترشدها إلى طريق الحق والصواب بل إلى طريق الشهوات والملذات عندما غفلت عن مراقبة سلوكها ومتابعة سير حياتها.

 

نعم إن الدنيا ظل زائل فهذه الفتاة عندما غفلت أسرتها عن مراقبتها في سن نمو الزهور استمال قلبها إلى شهوات الدنيا الفانية ومع صديقات سوء كن لها العون في الدخول إلى طريق التبرج والغناء فهذه الفتاة لم تحذر من صحبتها السيئة ولم تعرف في الأصل قيمتها ودورها الذي كان يمكن أن تعمله في تلك المجموعة الفاسدة. لقد سارت هذه الفتاة في طريق الشيطان عندما انتقلت أسرتها إلى بلدة أخرى ففارقت هذه الفتاة صديقاتها اللاتي كن معها في طريق الخير والحق والصواب، وانتقلت إلى مدرسة أخرى كان منها نقطة الانحراف بعدما انضمت إلى مجموعة فتيات فاسدةً أخلاقهم.

 

. كانت البداية عندما تكلمت مع فتاة واحدة من تلك المجموعة فغرقت بكلامها وصارت ضحية الوساوس الشيطانية التي تهطل من سحابات تلك المجموعة وصارت منهن وسارت معهن في طريق الشهوات والملذات ومضت الأيام والفتاة تزداد سوءا. وبعد مضي فترة من الزمن قررت المجموعة في إبداء فكرة خبيثة تكون أول فاتحة لهن في أيام السنة الدراسية الجديدة، وهي أن يتقابلن خارج المدرسة وقت الدوام وأن يركبن مع الشباب في سياراتهم للتنزه، وأن يترأس هذه الفكرة الخبيثة والسخيفة تلك الفتاة المخدوعة النظرة والمغرورة المظهر.

 

فكانت النتيجة مروعة العاقبة أليمة حيث فصلت تلك الفتاة من المدرسة نهائيا بسبب هذا العمل الشنيع، وعندها علم ولي أمرها بالأمر، وكاد أن يفقد عقله حيث أن ابنته التي تربت على يديه التربية الحسنة والتي كان يظن فيها الخير الكثير صارت إلى هذه الحال. لقد تركها تلهو وراء التيارات والأفكار الشيطانية ولم يراقبها ولم يتابعها فكانت هذه النتيجة. ولكن سخر الله لهذه الفتاة فتاة أخرى اهتمت بها ونبهتها من غفلتها واستطاعت أن تأخذ بيدها إلى طريق التوبة إلى الله، فعادت إلى رشدها وتابت إلى الله ورجعت وأنابت إليه وصلح حالها وعلمت أن الدنيا ظل زائل...

 

وهذه قصة من تلك القصص الحافلة بالعبر، عسى أن تكون عبرة لمن قرأها.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply