أصم ويعاكس في الأسواق


بسم الله الرحمن الرحيم

 

فهذه مشاهد أعرضها بين أيديكم لعلي أتعظ وإياكم بها:

 

مشاهد لا تعجبوا منها..

لا تقولوا هل من المعقول أن تحدث؟؟ وكيف تحدث أصلاً.

 

فهذا رجل أعمى، قد ابتلاه الله بفقد بصره، لكنه لم يراعي حق الله ولم يخشاه فإذا جن عليه الليل لا تراه إلا وقد تسمر تحت شاشة التلفاز يتابع كل فيلم وكل مسلسل يعرض الدعارة وينزع الحياء من أهله نزعاً.

لم يوقظه داعي الإيمان.. غفل عن \" ألم يعلم بأن الله يرى \" كم مرة ردعه أهله.. كلّمه أصدقاؤه ومع هذا ما ازداد إلا عناداً.

 

أما المشهد الثاني..

فهو رجل فقد حركة رجليه.. فلا يمشي إلا على ذلك الكرسي الذي أصبح رفيق عمره إن أراد أن يصعد فبمساعدة، وإن أراد أن ينزل فبمساعدة حتى حاجته لا يقضيها إلا بمساعدة.

أتعبه ذلك الكرسي كما تعب الكرسي من شكواه ومع هذا نراه وقد أزعج الناس بتفحيط.. أو سرعة زائدة يُقال له: يا فلان اتقِ الله في الناس لعل دعوة تصيبك يدعو بها صاحبها في جوف الليل.. لكنه قد أصم أذنيه عن كل نصح بل أن أعراض الناس لم تسلم منه..

فها هو يواعد هذه وتلك حتى إذا صدقن كلامه المعسول وقع بها وارتكب فاحشةً هي من كبائر الذنوب.

ولم يؤنبه ضميره ولم تلومه نفسه على ما فعل.

 

والمشهد الثالث والأخير...

فهو أعجب من سابقيه وأغربº لأن بطله رجل أصم أبكم.. لا يسمع ولا يتكلم  يرى شفاه الآخرين تتحرك ولا يستطيع نطقاً.. يرى الناس يستمتعون بكل صوت جميل وهو قد حُرم.

لكنه لا يتورع عن الذهب والمجيء من وإلى الأسواق!!

يعاكس هذه ويكلم هذه ويصف مفاتنها.. ولا ينسى أن يجهز كروتاً قد حشاها برقم هاتفه وجواله وبريده الالكتروني فهو حر يريد أن يستمتع.. ما وجد من يزوجه فاخترع فكرة معاكسة البنات وفتنتهن حتى يحصل على ما يريد.

كم مرة قيل له يا فلان اتقِ الله أن يسدد أخواتك الدين يا فلان من تعدى على محارم الناس سلط الله عليه من يتعدى على محارمه ولكنه أعرض صفحاً عن ذلك كله فهو مازال صغيراً وعمره طويلاً فلمَ العجلة على التوبة.. وإن الله غفور رحيم.

والآن ما بالي أرى العيون قد فُتحت تعجباً مما كتبتُ؟

وما بالي أرى الكل مكذباً لما ذكرتُ؟

هل هذا يُعقل؟

أعمى ويعصي الله بالنظر..

ومشلول ويعصي الله بالفاحشة..

وأصم ويعصي الله بالكلام..

لو مجنون ما صدق هذا.

حسناً هذا ما أردتُ أن أصل إليه..

ما بالنا نعصي الله بنعمه؟

لماذا أعطاك الله نظراً وعينين جميلتين ثم كفرت هذه النعمة عندما قلبت نظرك في الحرام.

لماذا أعطاك الله رجلين تمشي بهما كيفما تشاء وأينما تشاء.. ثم مشيت بها إلى الحرام وكفرت هذه النعمة.

لماذا أعطاك الله سمعاً ولساناً، تتحدث مع من تشاء وبما تشاء وتسمع ما تشاء بإذنيك ثم كفرتَ بنعمة الله.

 

بالله لو كل واحدٍ, منا سلبه الله نعمةً من نعمه العظيمة أوَ بمقدوره أن يعصي الله بها؟

لا والله لن يعصي إلا بنعمةٍ, قد أتمها عليه وأعطاه إياها وقد حُرم غيره.

 

لماذا قست قلوبنا؟

لما تمر علينا المواعظ وما من مجيب.

لماذا لم نتذكر

\"ولأن شكرتك لأزيدنكم\"

هل أدركنا الآن حلم الله علينا ورحمته بنا \"وربك الغفور ذو الرحمة. لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب \" أيها المغرور تمهل.. لا يغرك حلم الله عليك وستره انتبه فربك يقول:\" سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وأملي لهم إن كيدي متين\".

فلنتقِ الله ولنشكره ليلاً ونهاراً

ولنعلم أن الله إذا نزع نعمةً على عبده انتقاماً منه - سبحانه - فإنه لا يردها فاللهم ارحمنا برحمتك وألهمنا شكر نعمتك ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.

أسأل الله الإخلاص فيما كتبتُ وأن ينفع بكلماتي.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply