بسم الله الرحمن الرحيم
\"سوزي مظهر\" لها أكثر من عشرين عاما في مجال الدعوة إلى الله، ارتبط اسمها بالفنانات التائبات، وكان لها دور دعوي بينهن. روت قصة توبتها فقالت:
\"تخرجت من مدارس \"الماردي دييه\" ثم في قسم الصحافة بكلية الآداب. عشت مع جدتي والدة الفنان \"أحمد مظهر\" فهو عمي..كنت أجوب طرقات حي الزمالك، وأرتاد النوادي وكأنني أستعرض جمالي أمام العيون الحيوانية الجائعة، بلا رحمة تحت مسميات التحرر والتمدن، وكانت جدتي العجوز لا تقوى عليَّ، بل حتى أبي وأمي، فأولاد الذوات هكذا يعيشون كالأنعام، بل أضل سبيلا، إلا من رحم الله - عز وجل -\".
وتضيف: \"حقيقة كنت في غيبوبة عن الإسلام سوى حروفه وكلماته، لكنني برغم المال والجاه كنت أخاف من شيء ما.. أخاف من مصادر الغاز والكهرباء؟! وأخشى أن يحرقني الله جزاء ما أنا فيه من معصية، وكنت أقول في نفسيº إذا كانت جدتي مريضه وهي تصلي، فكيف أنجو أنا من عذاب الله غدا؟، فأهرب بسرعة من تأنيب ضميري بالاستغراق في النوم أو الذهاب إلى النادي\".
وتقول: \"وعندما تزوجت، ذهبت مع زوجي إلى فرنسا لقضاء ما يسمى بشهر العسل، وكان مما لفت نظري هناك، أنني عندما ذهبت للفاتيكان في روما، وأردت دخول المتحف البابوي فأجبروني على ارتداء البالطو أو الجلد الأسود على الباب.. هكذا يحترمون ديانتهم المحرفة.. وهنا تساءلت بصوت خافت: فما بالنا نحن لا نحترم ديننا؟!.
وفي أوج سعادتي الدنيوية المزيفة، قلت لزوجي أريد أن أصلي شكرا لله على نعمته، فأجابني: افعلي ما تريدين، فهذه حرية شخصية!. وأحضرت معي ذات مره ملابس طويلة وغطاء للرأس ودخلت المسجد الكبير بباريس فأديت الصلاة، وعلى باب المسجد أزحت غطاء الرأس، وخلعت الملابس الطويلة، وهممت أن أضعها في الحقيبة وهنا كانت المفاجأة! \".
تقول: \"اقتربت مني فتاة فرنسية ذات عيون زرقاء لن أنساها طوال عمري، كانت ترتدي الحجاب.. أمسكت يدي برفق وربتت على كتفي، وقالت بصوت منخفض: لماذا تخلعين الحجاب؟ ألا تعلمين أنه أمر الله!؟º كنت أستمع لها في ذهول، والتمست مني أن أدخل معها المسجد بضع دقائق.. حاولت أن أفلت منها لكن أدبها الجم وحوارها اللطيف أجبراني على الدخول.. سألتني: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ أتفهمين معناها؟.. إنها ليست كلمات تقال باللسان، بل لابد من التصديق والعمل بها.
لقد علمتني هذه الفتاة أقسى درس في الحياة.. اهتز قلبي، وخضعت مشاعري لكلماتها ثم صافحتني قائله: أنصري يا أختي هذا الدين\".
تضيف: \"خرجت من المسجد وأنا غارقة في التفكير لا أحس بمن حولي، ثم صادف في هذا اليوم أن صحبني زوجي في سهره إلى (كباريه)، وهو مكان إباحي يتراقص فيه الرجال مع النساء شبه عرايا، ويفعلون كالحيوانات، بل إن الحيوانات لتترفع من أن تفعل مثلهمº يخلعون ملابسهم قطعة قطعة على أنغام الموسيقى.. كرهتهم، وكرهت نفسي الغارقة في الضلالº لم أنظر إليهم، ولم أحس بمن حولي، وطلبت من زوجي أن نخرج حتى أستطيع أن أتنفس\".
عدت إلى القاهرة، وبدأت أولى خطواتي للتعرف على أحكام الإسلام.. وعلى الرغم مما كنت فيه من زخرف الحياة الدنيا إلا أنني لم أعرف الطمأنينة و السكينة، ولكني أقترب إليها كلما صليت وقرأت القرآن، واعتزلت الحياة الجاهلية من حولي، وعكفت على قراءة القرآن ليلا ونهارا، وأحضرت كتب ابن كثير وسيد قطب وغيرهما\".
وتقول: \"كنت أنفق الساعات الطويلة في حجرتي للقراءة بشوق وشغف.. قرأت كثيرا، وهجرت حياة النوادي وسهرات الضلال، وبدأت أتعرف على أخوات مسلمات، ورفض زوجي في بداية الأمر بشدة حجابي واعتزالي لحياتهم الجاهلية.. لم أعد أختلط بالرجال من الأقارب وغيرهم، ولم أعد أصافح الرجال الأجانب.. وكان امتحانا من الله، لكن أولى خطوات الإيمان هي الاستسلام لله، وأن يكون الله ورسوله أحب إلي مما سواهما، وحدثت مشاكل كادت تفرق بيني وبين زوجي، ولكن الحمد لله، فرض الإسلام وجوده على بيتنا الصغير، وهدى الله زوجي..، وأصبح الآن خيرا مني، داعية مخلصا لدينه، أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا\".
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد