كيف تطفئ نار الكراهية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الكراهية واقع موجود بين الآباء والأبناء، ولكن الجديد والمختلف هنا..هم هؤلاء الآباء والأمهات الذين نجحوا في درء تلك الكراهية بمساعدة الظروف والتقرب من الله وحوارهم مع أنفسهم وأبنائهم.

 

الحب الدفين!

تتحدث أم فيصل من دبي بصراحة قائلة.. لديّ سبع بنات وبدلاً من أن أحمد الله على نعمته بدأت أنقم أن رزقت بالبنات فقط، وقد استولت عليّ الوساوس، خاصة مع نسوة العائلة اللاتي يعيّرونني بشكل غير مباشر أنني أنجب إناثاً فقط... وبدأ الحزن والاكتئاب يزحف إليّ وانعكس ذلك في معاملتي لبناتي، فصرت أضربهن لأقل سبب وأدعو عليهن، ولم أكن أندم على معاملتي لهن، حتى بدأ زوجي ينهرني ويقول لي إن بناته السبع خير عنده من الدنيا وما فيها، وبدأ يدعوني للتفكير في معاملتي لهن حتى أنه أعلن أنه على استعداد لأن يغير السكن ليبعدني عن الأقارب ومصدر التوتر، وهنا بدأت أراجع نفسي، وذهلت عندما استرجعت ما كنت أفعله مع بناتي، فعلاً كنت وصلت لدرجة الكره، ولولا حزم وحنان وتفاهم زوجي لكان الوضع أسوأ، وأحمد الله، لأني حالياً تغيرت بالفعل وبدأت أعبر عن حبي الدفين لبناتي السبع.

 

أطلب اهتماماً!

أم محمد ناصر من أبو ظبي أم لثلاثة أولاد وبنتين تقول:

كان الموقف صعباً عليّ في البداية، فلقد شعرت بنفور بين ابني الكبير ووالده، وكان النفور أكثر من جانب ابني، وبدأت ألحظ تصرفاته، فوجدته يتحجج حتى لا يجتمع مع والده، فلا يأكل معه ولا يتحدث إليه.. ولم أر من والده أي اهتمام لذلك، فقررت الحديث مع الاثنين، وحدثت ابني أولاً على انفراد... في البداية أنكر وأدعي أنها أشياء تحدث بالصدفة، ولكن باستمرار الحوار معه وجدته مشحوناً على والده الذي لا يعيره اهتماماً ولا يعبأ برأيه، وبالمناقشة بدأت أوضح له أن والده يحبه جداً ولا يهتم بشيء أكثر من أبنائه، وأن عليه أن ينظر للأمور بشكل مختلف، ثم حدثت زوجي الذي فوجئ بمشاعر ابنه وذهب على الفور واحتضنه وعبر له عن حبه الكبير وأحسب أن المشكلة انتهت والحمد لله.

 

ابنتي تغار من أمها:

فيقول يوسف خلف من الكويت وهو أب لثلاثة أولاد وبنت:

عمر ابنتي (14) عاماً، ولأنها وحيدة مع ثلاثة أولاد كانت مدللة وتُلبي طلباتها منذ أن كانت صغيرة وعندما وصلت لمرحلة المراهقة كنت ما زلت أحضر لها الألعاب، فكنت لا أزال أحسبها طفلة، وفي الوقت نفسه أهتم بزوجتي، فأجلب لها العطور والهدايا الثمينة أثناء سفري حتى جاءت زوجتي في يوم، وهي تقول: أن ابنتنا بدأت تسلك سلوكاً غريباً معها فتتحداها دائماً ولا تطيعها، وتبكي كثيراً، وقالت إنها تشعر أن الابنة تغار منها، لم أصدق في البداية واستشرت أحد المقربين الذين أثق بهم، فأخبرني أن هذه الغيرة أمر طبيعي، ولكن تصرف الوالدين قد يزيلها أو يزيدها، واتفقت مع زوجتي أن نغير معاملتنا لها، فنعاملها كفتاة كبيرة، ولقد فرحت جداً عندما أحضرت لها حلياً مثل أمها وبدأت أمها تقول لها: إنه يمكنها أن تلبس كل الحلي التي لديها، ولكن حسب ما يناسب عمرها، وأنها عندما تكبر يمكنها أن ترتدي كل ما تشاء وبدأت الصداقة الحقيقية تتولد بين زوجتي وابنتي في تلك المرحلة الحرجة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply