بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة تنمية الذات (2)
النجاح أمنية تلهث في قلوب أصحابها، وحادٍ, يشدوا بالأرواح إلى أمنياتها، النجاح كلمة ما أحببت مثلها شيء، لا أجد كلمة في الدنيا تدير رقبتي إلى الخلف غيرها، النجاح أمنية وشرف وزكاء على وجه الأرض، وهو فرح، وفوز، وانتصار في عرصات القيامة، النجاح تاريخ بعيد لكنه غير مستحيل، وأرض تبدو صلبه لكنها قابلة للحرث، وحياة حافلة بالمخاطر لكنها مليئة بالعواقب الحميدة...
والله لأركبن في سبيلها المخاطر مهما كانت، والله لئن طال بي الزمن لأعتنقن ركابها، وأخوض غمارها مهما كانت صعبة أو مخيفة...
كثيرون هم أولئك الذين ترنوا أعينهم لهذه الأمنية، وكثيرون مع هذه المعاني يقعدون عنها مغلوبين مأسوفين، كم هم الذين قعدوا على مقاعد الحياة الطويلة يتمنون هذه الفرصة لكنهم لم يجدوها؟
فيا صناع المجد في أي موقع من مواقع الحياة.. ويا أصحاب الهمم العالية.. ويا أيها الذين تاقت أنفسهم لبلوغ المعالي.. ويا أيها الجادون في زمن التواني.. ويا كل باحث عن النجاح متطلع إليه أعذرني فقد هتفت بك في عالم يحتاج إلى تضحيات، وحياة تهتف لها الأمم،
يا أيها الحبيب: النجاح مفهوم ينطلق تحقيقه من حديث النفس أولاً، ويظل يهيم بنفسك في عالم الأماني حتى يركب بها المستحيل في عالم الأرض، إن حياة الناجحين لا يوجد في قاموسها شيء اسمه الفشل، كلا، وما رأيت في حياتي مشهداً أكثر حزناً من مشهد ذلك الإنسان المتشائم.
قم يا أيها القاعد واركل عراقيل الفشل بقدميك، وامض قُدماً فالأرض فاسحة وسيعة وإنما تضيق على أصحاب الهمم الدنيئة.. يا أيها القاعد أصحاب الإرادة لا يعترفون في قاموسهم بالدون، وإنما يظلون يهتفون حتى يصلوا إلى سلّم المجد! لله در ذلك القائل حين قال: إذا لم تعتقد أنك تصنع عالمك بنجاحاته وإخفاقاته فأنت واقع تحت رحمة الظروف.. نعم إذا لم تعش هذا الاعتقاد فأنت مجرد شيء لا أثر لك في واقعك.. فقال الآخر: دعني أخبرك أنه لو توفّر لدي ذلك الاعتقاد فسوف أرحل باحثاً عن ثقافة أخرى.. عن عالم آخر.. عن كوكب آخر..
إذاً لماذا تبقى هنا إن كنت مجرد نتيجة لقوى عشوائية؟ وصدق لماذا تبقى هناك.. لقد ثبت في الواقع بما لا يدعو للنقاش: أنك إذا لم ترض إلا بالأفضل فسوف تحصل عليه.. تُرى ما هو الفرق بين من يملكون ومن لا يملكون؟ ما الفرق بين من يستطيعون ومن لا يستطيعون؟ لماذا يتغلّب كثيرون على المحن الهائلة ويحولون حياتهم إلى انتصارات رغم ظروفهم وأحوالهم، وآخرون على الرغم من كل ما يملكون من مزايا هم ضحايا ظروف بسيطة وعادية..
إن النجاح قبل أن يكون انتصار على النفس هو قناعة سكنت القلب فأشعلت فيه المصابيح.. يموت أناس وهم على أسرتهم في أجواء العافية والسكينة والطمأنينة، ويموت آخرون وهم يكتبون تاريخ أمتهم بمداد من ذهب..
هل تريد أن تكون ناجحاً؟ هل تريد أن تكون علماً بارزاً؟ هل تريد أن تكتب تاريخك بخط يدك؟ إذاً تعال، هيا معي أعلّمك درساً لا تنساه: إذا اعتقدت بأنك ناجح، وجزمت بأنك قادر على تخطي عراقيل المستحيل، وجعلت ذلك معتقداً إيجابياً في حياتك، وظللت تنافح عن مبدئك دعني أقول لك حين تكون كذلك لا تملك ظروف الزمان والمكان تغيير وجهتك مهما كانت، ولا يملك بشر مهما أعطاه الله من قوة أن يدير رقبتك إلى طريق آخر، ويسعدني حين أراك كذلك أن أبارك لك بدايتك في طريق النجاح، ولا يضيرك بعد ذلك من يعترض سيرك فإنما هو هباء لا يملك مقاومة الرياح. وفي طيات الأيام القادمة أخي الحبيب العدد الثالث من هذه السلسلة بعنوان: أهدافك تصنع نجاحك.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد