بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
تكلمنا في المقالة السابقة عن تعريف اتخاذ القرار وأساليب اتخاذه والأسلوب العلمي لاتخاذه، ولعلنا في هذه المقالة نواصل الحديث من خلال الفقرتين التاليتين:
الفقرة الأولى: محاذير في اتخاذ القرار:
فالإنسان عندما يتخذ قرارا عليه أن يراعي بعض الأمور ويتجنبها حتى لا تؤثر على قراره ومن هذه الأمور ما يلي:
1ـ لا يكن قرارك ردة فعل غير مدروسة سواء كان لموقف مر بك أو إعجاب بفكرة سمعتها أو رأيتها ، فكم من القرارات اتخذناها دون دراسة وإنما نتيجة لردود أفعال مرت بنا ما زلنا نجني تبعاتها.
2ـ لا تتخذ قرارا مجاملة لاقتراح قدم لك: فالناس يغيرون آراءهم وقد يغضب عليك من استرضيته.
3ـ لا تصدر قرارا وأنت غاضب فقد تندم على اتخاذه، ولهذا كم من قرارت ندمنا عليها لأنها اتخذت في حالة من الغضب ولهذا منع القاضي من الحكم وهو غاضبº لأنه قد يتخذ حكما أو قرارا غير صحيح.
4ـ لا تلجأ لأول حل يخطر ببالك: وهذا من عيوبنا أننا لم نتعود على طول التفكير ولهذا نجد بعض الأمور التي نفعلها لا تأتي ثمارها والسبب في ذلك أننا عندما نفكر نعمل أول فكرة تأتي إلينا وقد يكون غيرها أفضل منها لو أعطينا أنفسنا وقتا أطول للتفكير والتقويم.
5ـ لا تنسخ قرارت اتخذها غيرك فقد تكون ظروفه تختلف عن ظروفك ووضعه يختلف عن وضعك.
هذه بعض المحاذير التي ينبغي مراعاتها عند اتخاذ القرار.
الفقرة الثانية: نصائح لاتخاذ القرار الجيد:
هذه بعض النصائح المعينة ـ بإذن الله - تعالى - في اتخاذ القرار الجيد والمناسب:
1ـ حدد مشكلتك أو الأمر الذي تريد اتخاذ القرار بشأنه بدقة: لأن هذا يساعدك في تصور المشكلة أو ذلك الموقف.
2ـ اجمع المعلومات الكافية لان هذا يساعدك في تشخيص الموقف وتقييمه ويعطيك رؤية كاملة عنه.
3ـ وسع قاعدة القرار واطلب المشاركة في صنعه من كل من لهم علاقة به فهذا يعطي القرار قوة ويعطي تصور أكثر للموقف ولهذا نجد الشورى مما جاء به الإسلام وفيه مشاركة لمن كان له علاقة بذلك القرار.
4ـ اطلب عدة خيارات وبدائل لأن هذا يعطيك مساحة أكبر في تصور الموقف ويجعل الحلول عندك متعددة.
5ـ وازن بين البدائل وحدد نقاط الضعف والقوة فيها وهذا من أهم الأمور التي ينبغي مراعاتها فبعض الحلول تكون جيدة ولكنها ليست مناسبة الآن والذي جعلنا نحكم بذلك هو دراسة تلك الحلول والخيارات المطروحة.
6ـ أعط نفسك ومن معك فرصة لتصور جميع النتائج السلبية والإيجابية على هذا القرار ولهذا لما كان عمر - رضي الله عنه - يشير على النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتل عبد الله بن أبي رأس النفاق والنبي - صلى الله عليه وسلم - يمتنع من ذلك حتى جاء اليوم الذي نبذه فيه قومه وبدءوا يعاتبونه ويعنفونه ـ أي عبد الله بن أبي ـ فقال رسول الله - صلى الله وسلم - لعمر حين بلغه ذلك من شأنهم: (كيف ترى يا عمر أما ولله لو قتلته يوم قلت، لأرعدت له آنف، لو أمرتها اليوم بقتله لقتله. قال عمر: قد والله علمت لآمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم بركة من أمري).
7 ـ اختر الوقت المناسب لإصداره: ولهذا لما قام العباس بن عبادة - رضي الله عنه - في بيعة العقبة الثانية وقال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : والذي بعثك بالحق إن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا) فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم) فالجهاد لا بد منه ولكن الوقت المناسب لاتخاذه لم يحن الآن.
8ـ وضح مبرارت اتخاذه: وهذا مهم في القرارات الجماعية أو التي تتعلق بشخص ما.
9ـ حدد المسؤوليات في تنفيذه إذا كان القرار متعلق بالغير.
10ـ أعط الدعم المادي والمعنوي لإنجاحه: ولهذا لما أمر النبي - عليه الصلاة والسلام - ببناء المسجد بالمدينة كان يحمل معهم اللبن لبنيانه ويرتجز معهم ويدعو لهم.
11ـ تابع تنفيذه فالقرار إذا لم يتابع قد يتعطل أو ينصرف عن مساره الذي اتخذ لأجله.
هذه بعض النصائح المعينة على اتخاذ القرار الجيد.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد