بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الأول:
ثلاثة أسئلة ينبغي أن تطرحها على نفسك قبل أن تبدأ عملك التجاري الخاص:
تفكر ملياً في إطلاق عمل تجاري صغير؟ إذاً أنت على المسار الصحيح فالكثير من التفكير هو ما ينبغي عمله حقاً قبل أن تبدأ تجارتك الخاصة.
يعتبر اطلاق العمل التجاري الصغير من الأحداث المفصلية الهامة التي تحدد ملامح حياتنا. وعندما ننظر إليه كما ننظر إلى الارتباط الزوجي سنرى أن الاهتمام بالعمل التجاري الناجح يتطلب نفس القدر من الالتزام والرغبة. وكما في الزواج فإنك ستعايش عملك طوال ساعات اليوم وفي جميع أيام السنة. وعلى شاكلة أية علاقة إنسانية فإن تحقيق رغبتك في إنجاح عملك التجاري يتطلب منك البذل في سبيل ذلك وعلى شاكلة هذه العلاقات سيشهد صعوداً وهبوطاً و مفاجآت كثيرة.
لكن الجانب المشرق سيظهر إن كنت أنت الشخص الملائم للعمل متسلحاً بخطة محكمة، فإطلاق تجارتك الخاصة آنئذ يمكن أن يكون التجربة الأكثر بهجة وإرضاء في حياتك.
استمع لندائك الداخلي:
إن الخطوة الأولى هي التحري عن أن إطلاق هذه التجارة الصغيرة أمر صائب من وجهة نظرك أنت وليس اتباعاً لما يمليه عليك جارك أو صديقك أو زميل العمل أو أي شخص آخر يحثك على بدء تجارتك الخاصة.
أما المزية الرئيسة الواجب توفرها لديك حتى تتمكن من إطلاق تجارتك الخاصة فهي الرغبة المتوقدة لتحقيق ذلك، فتسيير أمور العمل الخاص ليس من شأن المتردد ولا الخامل.
ينبغي أن تتحقق لديك الرغبة الصادقة في أن تكون سيد نفسك لتحول حلمك إلى واقع أو لتسوّق منتجاتك و خدماتك.
أمعن النظر في أعماقك وحاول الإجابة عن هذه الأسئلة الثلاثة الأساسية قبل أن تبدأ تجارتك الخاصة:
- هل تريد حقاً أن تعمل مستقلاً وأن تكون أنت من يتخذ جميع القرارات وينوء بعبء المسؤولية كاملة؟
- هل أنت راغب في القيام بالعمل الشاق وبذل التضحية التي يتطلبها إطلاق التجارة الخاصة؟
-هل تمتلك الثقة بنفسك والانضباطية الملتزمة التي تمكنك من الحفاظ على مشروعك الناشئ وتطويره إلى نجاح حقيقي؟
إن كانت إجابتك هي \"لا\" على أي من التساؤلات المذكورة فإنك على الأغلب غير مستعد لإطلاق عملك الخاص. فقصص النجاح المفاجئ لا تعدو كونها مجرد حكايات إذ لا يتأتى النجاح في الواقع إلا بالعمل المجد الدؤوب.
فهل ما تزال رغم علمك بالمشقة راغباً في إطلاق عملك الخاص الناجح وإدارته؟
إن كان ردك بالإيجاب على جميع الأسئلة الثلاثة الأساسية فأنت جاهز للتفكير جدياً بإطلاق تجارة ناشئة. لكن ليس لدى كل من يرغب في إطلاق عمل ناشئ المواصفات الملائمة لإدارة هذا العمل فهل لديك يا ترى مواصفات ملتزم الإنجاز؟
ابق معي إلى الفقرة التالية لتستكشف نقص أو وجود مؤهلات الالتزام بالإنجاز لديك.
الجزء الثاني:
مؤهلات ملتزم الإنجاز:
توجد ميزات ومواصفات شخصية تجعل بعض الناس أقدر من غيرهم على إدارة عمل تجاري ناشئ بنجاح. فهل يمكن أن تكون ملتزم إنجاز؟
تم في إحدى الدراسات إعطاء مجموعة من رجال الأعمال الروّاد لائحة ً بصفات معينة وطلب إليهم ترتيبها حسب أهميتها في تحقيق النجاح، ولقد كانت الصفات السبع الأعلى ترجيحاً هي:
- المثابرة
- الرغبة والإرادة لاتخاذ المبادرة
- التنافسية الاعتماد على الذات رغبة جارفة في تحقيق الإنجازات
- الثقة بالنفس الصحة الجسمية الحسنة. (نقلاً عن \" السمات العامة لملتزم الإنجاز\" William E.jennings)
لن يدهشك ترتيب هذه الصفات في رأس القائمة فأنت تتوقع من أي مقاول ناجح أن يكون معتمداً على ذاته و واثقاً بنفسه.
لكن ستدهشك الصفات التي رتبتها نفس المجموعة من الملتزمين على أنها الأقل أهمية للنجاح فقد جاء في ذيل القائمة:
الرغبة في جمع المال
- الصبر
- أن يكون الشخص حسن التنظيم
- الرغبة في حيازة السلطة.
وتقدم كندا لتطوير المواهب البشرية رؤية مماثلة للخصائص اللازمة للنجاح في الالتزام في كتيبها بعنوان: \" كيف تشرف بنفسك على عملك الخاص\"إذ يؤكدون في عنوانهم الفرعي \"التحقق من واقعية أصحاب الأعمال الصغيرة\" على صفات مثل المواظبة والإصرار الثقة بالنفس والمرونة.
وقد أورد الموقع في ذلك: \" يعتقد الملتزمون أنهم صنّاع مصائرهم ويرفضون الوقوع تحت رحمة الأشخاص أو الأحداث. وبالتالي يندفعون إلى أخذ زمام المبادرة في إطلاق المشاريع وإخراج الأفكار إلى حيز التطبيق \"
وإن كنت تفضل اللوائح التفاعلية فلسوف تجد لائحة مثل: \" كم لديك من مقومات ملتزم الإنجاز؟ \".
فبعد إجابتك على أسئلة اللائحة المتعلقة بموقفك من اقتحام المخاطر ومبادرتك الذاتية والتزامك تضغط الزر تقديم- لترى موقع شخصيتك على سلم مقدرة الالتزام.
اختبار مقدرة الالتزام
أما \"اختبار مقدرة الالتزام\" Entrepreneur test فهو استبيان تفاعلي مماثل يمكّنك من تقدير ما لديك من مزايا ملتزم الإنجاز.
تساوي جميع هذه المصادر بين صاحب التجارة الناشئة الناجحة وملتزم الإنجاز. ونستنتج من ذلك أنك بحاجة إلى ما يكفي من صفات الالتزام بالإنجاز حتى تتمكن من إدارة عمل ناجح. ويمكنك العثور على المزيد من الاستبيانات وما شابهها لقياس مزايا الالتزام الإنجازي لديك في
مكتبتي تحت العنوان \" هل أنت ملتزم انجاز\" Are you An Entrepreneur
هل تشعر بعدها بالرضا عن ملائمة شخصيتك لنموذج ملتزم الإنجاز؟ جيد! فلو لم تكن واثقاً من نفسك، حيوياً، مستمتعاً بالتحدي لما قرأت هذه المقالة. لكن حيازتك لجميع الصفات المطلوبة في ملتزم الإنجاز المذكورة في جميع الدراسات لن تجديك نفعاً ما لم تكن مؤهلاً لوضع هذه المزايا الايجابية في حيز التنفيذ الواقعي، إذاً ما هي القدرات التي تحتاجها للنجاح عند بدء عملك الخاص؟ فلنكتشف ذلك في الفقرة التالية:
الجزء الثالث:
المقدرات التي تحتاجها لإطلاق عملك الخاص:
في الإجابة عن التساؤل: \" ما هي المقدرات اللازمة للنجاح في إطلاق العمل الناشئ؟ \"
جاء في دراسة أجراها بنك معهد مونتريال للأعمال الصغيرة أن \" عوامل النجاح الستة\"
في إطلاق عمل ناشئ هي: الاندفاع الذاتي الدراية بالتجارة والصناعة
- المقدرات التنظيمية والإدارية المهارة التسويقية علاقات الزبون البائع
- والبصيرة النافذة.
ينبغي أن تكون الدراية بالتجارة والصناعة في طليعة لائحة مستلزمات نجاح العمل الناشئ فكم زلاجة أو لوحة انزلاق ستبيع إن لم تكن على معرفة بهذه المنتجات أو بهذه الرياضات؟
قد تكتسب هذه المعرفة من التجارب والأخطاء لدى إطلاق عملك الخاص لكنك على الأرجح ستعلن الإفلاس قبل استيفاء كل ما أنت بحاجة لمعرفته. من هنا تأتي قناعتي بأن ضحالة المعرفة هي أحد الأسباب الرئيسة في إخفاق الأعمال الناشئة.
فعلى الرغم من أن الملتزمين أنفسهم قد وضعوا كون المرء حسن التنظيم في درجة ترتيب متدنية حسب دراسة\"William E.jennings \"
إلا أن المنطق يفترض كون المقدرات التنظيمية والإدارية من الضرورات الملحة لنجاح العمل. إذ لن تكون بدونها قادراً على إرضاء الكثير بل ولا حتى القليل من العملاء والزبائن، أو سرعان ما تقع متورطاً في مخالفة أنظمة الجمارك أو ضريبة الدخل.
تعلم مهارات الإدارة:
كثيراً ما ينصرف الأفراد المتحمسون لإطلاق أعمالهم الخاصة عن الانتباه إلى أهمية المهارات الإدارية والتنفيذية في تسيير العمل.
فإن كنت عازماً على إطلاق عمل ناشئ بنجاح فينبغي أن يكون لديك أو أن تسعى لاكتساب الخبرة في إدارة المال وإدارة الأشخاص وتوجيه العمليات وإدارة المبيعات والتسويق.
ولعلك تجد المعونة على تعلم كيفية التصرف في هذه النواحي لدى إ طلاق عمل ناشئ في كل من الموقعين: \" إدارة النقد\" و\" مصادر في المحاسبة ومسك الدفاتر\".
أتوجد يا ترى مقدرات أخرى لا يستغنى عنها لمن يريد إطلاق عمله الناشئ؟ الإجابة لدى واحد وعشرين من منتسبي أكاديمية بابسون لرواد الإنجاز المتميزين فقد سؤلوا عن العوامل الرئيسة لنجاحهم فكان أنّ ثلاث خصال فقط قد اتفقت كل الإجابات على إيرادها وهي: الرد الإيجابي في مواجهة التحديات والتعلم من الأخطاء- المسارعة إلى اتخاذ المبادرة الشخصية- والمثابرة.
المصدر: (تقويم إمكاناتك لتأسيس حياة عملية ريادية) صناعة تجارة سياحة مانيتوبا. وكما يشير المؤلفان فإن هذه السلوكيات الثلاثة ليست عصيّةً على التعلّم والاكتساب.
إن استثمارك الوقت في تعلم المهارات التي تلزمك قبل إطلاق عملك الخاص تصرف حكيم لأنك تريد بعد الجهد الهائل المبذول لإطلاق العمل أن يتطور إلى مشروع رائد راسخ ومزدهر. ومما يحزن أن نسبة كبيرة من الأعمال الصغيرة الناشئة في كندا كل عام لا تعمر أكثر من سنتين فكي تطلع على بعض النصائح لتجنب الفشل تابع معي الفقرة التالية:
الجزء الرابع:
تجنب أسباب الإخفاق (الإخفاق التجاري):
يعود فشل غالبية الأعمال الصغيرة إلى سوء الإدارة.
فحسب إحصائيات كندا \" هموم الفشل: إفلاس الأعمال في كندا نوفمبر 1997\" تخفق غالبية الأعمال بسبب ضعف الإدارة العامة أو ضعف الإدارة المالية أو ضعف المقدرات التسويقية.
يخفق 23% من الأعمال الصغيرة في كندا في سنتها الأولى و 22% في سنتها الثانية مما يعني أن نحو 45% من الأعمال الصغيرة الناشئة في هذا البلد لا تعمر أكثر من سنتين.
يدعوك هذا إلى التساؤل كيف تتجنب الإخفاق في بدء عملك الناشئ؟
إن الفيصل الحاسم لتقرير ذلك هو التحضير والتخطيط.
إن المحور الذي دارت حوله هذه المقالة هو الخطوة الأولى في التحضير لإطلاق عملك الخاص واستكشاف أدائك وقدراتك حتى تقرر الإقدام أو الإحجام عن بدء هذا العمل.
وبعد ذلك إن ارتأيت أنّ إطلاق العمل الناشئ قرار صائب ملائم بالنسبة لك فإن الخطوة التالية من عملية التحضير هي تحديد نوعية العمل الذي ترغب في إطلاقه والبدء في العمل على خطة العمل.
ولسوف تجد معلومات عن كيفية كتابة خطة العمل ونماذج من الخطط التي يمكنك استخدامها كمثال في مكتبتي \" خطط العمل\".
إن كنت غير واثق من جاهزيتك لإطلاق عملك الخاص فإن الاستهداء بالاستبيانات سيكون متعة لك، لكن من المهم أن تعلم أن إحراز مجموع منخفض في أي من هذه الاختبارات لا يعني حتماً عدم حيازتك لمؤهلات رائد الإنجاز أو أنّ عليك تجاهل موضوع إطلاق العمل الناشئ كلياً.
فكثيراً ما تقود البحوث إلى تعميمات لا تنطبق على حالات فردية وقد تكون أنت أحد حالات الاستثناء هذه.
ماذا تريد أن تعمل حقاً ولماذا؟
في الإجابة على هذا السؤال فإن النصيحة القديمة \" اعمل ما تحب\" هي رأي سديد فاتقاد الحماسة لما تعمله سوف يقوي التزامك ويمدك بالطاقة التي تحتاجها في مسيرة الكفاح الطويلة..
فإن كنت تفكر في إطلاق عمل ناشئ فإن السؤال الوحيد الذي عليك حتماً أن تجد إجابته قبل ذلك هو في أي اتجاه تتقد حماستك؟ وكيف تستطيع تحويلها إلى حقيقة تمنحك القناعة والفائدة؟
تمسك بإجابتك التي تمليها عليك قناعتك وتسعد به نفسك، وحاول استثمار حماسك لتبدأ المحاولة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد