الفرصــة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 جميع فرق العالم الرياضية تبحث عن اللاعب الذي يتمكن من تحويل أنصاف الفرص إلى أهداف، وفي عالم إدارة الأعمال لا يختلف الوضع كثيراً … فالجميع يبحث عن المدير الذي يتمكن من معرفة الفرص عندما تلوح كالبرق ويستطيع اقتناصها وتحويلها إلى مصدر للربح والرفاهية.

 

 الفرصة هي متغير بيئي يؤثر إيجابيا على المنشأة ويتحرك في اتجاهات مبشرة بالخير ومن ذلك على سبيل المثال ارتفاع القوة الشرائية للمستهلكين أو حدوث تغير إيجابي في أذواق المشترين أو خروج عدد من المنافسين من الصناعة … الخ.

 

 ولا بد لنا من التذكير بأن حركة المتغير أو وجوده لا تعني\"فرصة\"ولكن الفرصة تنبع عندما تتمكن المنشأة من الاستفادة من حركة المتغير وتأثيراته وهذا يعطي دلالة على أهمية البحث الدؤوب والمستمر عن المتغيرات البيئة ومحاولة استثمارها لصالح المنشأة.

 

 وتختلف القدرة على معرفة وتقدير وتحليل الفرص من منشأة إلى أخرى ومن مدير إلى آخر، وأفضل المديرين هم أولئك الذين يميزون الفرص بشكل جيد ويختارون الوسائل والطرق التي تحقق للمنشأة الاستثمار الجيد لهذه الفرص وتحقق المنشآت أرباحا مغرية كلما كانت قادرة على اكتشاف الفرص واستثمارها العكس صحيح.

 

 تتطلب عملية استغلال الفرص توازناً بين حجم الفرصة وطبيعتها وبين قدرات وإمكانيات المنشأة وهذا هو لب الإدارة الاستراتيجية التي تسعى دائماً للمحافظة على توازن معقد بين الفرص والمخاطر من جهة ونقاط القوة والضعف الداخلية من جهة أخرى.

 

 ومن خلال متابعة المنشآت وطريقة تعاملها مع الفرص نلاحظ أن هناك فرصة فرق واضح بين المنشآت التي تنتظر الفرص حتى تهطل وبين المنشآت التي تتعامل مع الفرص بنوع من المبادأة والاستباق.

 

 وتعتبر المنشآت حسب النوع الأول سلبية للغاية تمر عليها المتغيرات وتصنيع عليها الفرص بدون أن تتنبه أما النوع الثاني من المنشآت فهو النوع الإيجابي المطلوب الذي ينجح في البيئات المعقدة وسريعة التغير.

 

 والقدرة على استغلال الفرص تنبع من طاقات التنبؤ لدى المديرين والمنشآت وذلك لأن الفرصة ترتبط بحركة مستقبلية لمتغير ما وهذا يتطلب بلا شك الإحاطة باتجاهات هذا المتغير والتنبؤ بحركته في المستقبل.

 

 وكذلك تتأثر القدرة على استغلال الفرص بمدى توفر القدرات العقلية والمنطقية السليمة لدى المديرين. فالحكم على حركة المغير أو قوة تأثيره هي أمور تقديرية تصطدم في أحيان كثيرة ببعض التحيزات والتفسيرات الشخصية لدى المديرين فوجود آليات تنبؤ متطورة وأدوات تحليل عالية الجودة لا يغني بأي حال من الأحوال عن\"ملكة\"الحكم الشخصي و\"موهبة\"تقدير الأشياء ووضعها في حجمها الطبيعي بدون مبالغات وإسقاطات لم ينزل إليه بها من سلطان.

 

 ولعلنا هنا نؤكد على أهمية\"الحاسة السادسة\"لدى المديرين والتي تجعل بعضهم يبدع أيما إبداع في معرفة الفرص واقتناصها ويجعل آخرين يتخبطون في السوق مثل\"حاطب ليل\"فلا يميزون الفرص الحقيقية عن الاتجاهات العادية التي لا تقدم ولا تؤخر.

 

 أن المنشآت التي تريد الاستثمار الجيد في الفرص النافعة وتريد أن تعيش وسط جو ملئ بالفرص المبتكرة والمتدفقة والجديدة يلزمها:

أولاً: تشجيع الجماعية في مناقشة الفرص وتحليلها.

وثانياً: تدريب المديرين على قراءة الفرص وتعويدهم على تكوين رؤية سليمة.

وثالثاً: دفع المديرين لاستخدام آليات التنبؤ بفعالية،، تلكم هي الوسائل الناجحة لإخراج منشآت الأعمال من أوهام الفرص قصيرة المدى أو من مخاطر العيش على\"فتات\"فرصة لن تستمر طويلاً.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply