سحابة شوق تجتاح سمائي
ليست كسابقاتها
فأمطارها ندية
أنبتت رياض قلبي وعمرتها
مشتاق أنا
نعم مشتاق
شوقي يسري في دمي
فكم تهفو نفسي للقاء
ذاك الشوق مصباح ينير عقلي
وشمعة أستضيء بها
تهرب مني الكلمات خجلاً
لأنها عاجزة عن وصف مدى الأشواق
أرغـب في لقــاك
أبحث عنك في كل الأرجاء
يا مستوطن روحي وعقلي
وأنا بلا حبك بقايا أو أشلاء
رأيت آثارك في كل الأنحاء
فازدادت في خافقي الأشواق
صحت منادياً..
يكفيني عزاً أن تكون لي ملكاً
ويكفيني فخراً أن أكون لك عبداً
عشت في قصرك.. في عالمك.. في كونك
فإن عملت آجرتني وخير الأجور أجورك
وإن قصرت ناديتني بكل شوق لأطرق بابك
أعطيت فأغدقت
أكرمتني وزينتني
أما أنا..
فقد قصرت.. وأسأت.. وتهاونت
قابلت الإحسان بالإساءة..
لهوت كثيراً ونسيت وظيفتي
نسيت مدى عظمة مليكي ومالكي
قصرت بحق نفسي ببعدي عنك
عذبتها بخلق المسافات بيني وبينك
أرهقت روحي التي ينعشها ذكرك ببعدي عنك
علمت أنك راحة كل متعب ولجأت لغيرك
علمت أن طارق بابك لا يرد خائباً ودققت باب غيرك
في ليلة من الليالي
بينما الأشواق تغمرني
سكبت دمعة
توجهت إليك
ناديت وناجيت
استشعرت لذة القرب
أحسست لذة المناجاة
وجدت من عنده الأسرار لا تشاع
طرقت الباب ثانية وثالثة وعاشرة
رغم الظلام وبينما الناس نيام
بينما كل أبواب العالم مؤصدة
بينما كل القلوب منشغلة
فأيقنت أني دققت أفضل الأبواب
أيها الأحبة ..
يا من أطمح أن يكونوا لي في الجنان جيران
يا من أدعو خالقي أن يزيد حسناتهم ويثقل بها الميزان
يا من يشتاق القلب لرؤيتهم بجنب رسول الله في الجنان
يا من أحببتهم حباً لا يعلمه إلا الرحيم الرحمن
يا من حق علي أن أسميهم أروع وأزكى أزهار البستان
أحباب الرحمن.. يا خير إخوان
هذه رسالة من محب أحبكم طمعاً!!
نعم طمعاً!!
أمستعجبون أم مستغربون!!
أحببتكم طمعاً بظل الرحمن
أحببتكم طمعاً بأن يكون لي إخوان
أحببتكم طمعاً في درب لن يصنع بدونكم
أحببتكم طمعاً بأجر ربي الرحمن
أحببتكم طمعاً بدعوة غيبية من قلوبكم
أحببتكم أحبتي طمعاً بالكثير الكثير..
أحبتي..
أستشعرنا لذة الطاعة والعبادة؟؟!
أم لا زالت قلوبنا في غفلة!!
أستشعرنا عظم ربنا وخالقنا؟!
أم أننا لاهون؟!
تلك دعوة من نفسي المقصرة إلى أحبائي..
فلنسع أيها الأحبة للجنان
فلنخلص النية في كل عمل
فلنر الله قبل الإقبال على أي عمل
((لا تجعل الله أهون الناظرين إليك))
فلنستشعر تلك المراقبة الإلهية
فلنزرع في قلوبنا حب الله والخوف من عقابه
فلنجعل أرواحنا أرواحاً مشتاقة للجنان
ترى الجنة في كل خطوة تخطوها
فلنجعل الله نصب أعيننا والجنة عن
يميننا والنار عن يسارنا في كل لحظة وساعة
ولنتفكر!!
هل منا من يقوى عذاب النار؟!
أمنا من يريد الشوك و الضريع طعاماً؟!
والصديد شراباً؟!
لم نتحمل نار الدنيا التي حرارتها جزء!!
وحرارة نار الآخرة 70جزء
فهل نطيقها؟!
ليس منا من يقوى العذاب!
و لنتفكر!!
من منا لا يريد الخلد في الجنان؟!
وينعم برؤية الحبيب المنان؟!
أبيننا مستغن عن القصور و الأنهار والرياض؟!
راحة أبدية.. سعادة لا انتهاء لها!!
ما لا عين رأت.. ولا أذن سمعت.. و لا خطر على قلب بشر!!
أمستغنون أم مستكفون؟!
والله لا هذه ولا تلك..
فلنشعل أرواحنا شوقاً
ولنمض في إرضاء الرحمن
ساعات الليل..
غالية تلك الساعات أيها الأحبة
فلا تضيعوها ولا تفوتوها
هي فرصة ذهبية
أبواب مفتوحة!!
رب ينادي:
أمن تائب فأتوب عليه؟!
أمن مستغفر فأغفر له؟!
أمن داع فأجيبه؟!
أمن طالب فأعطيه؟!
نحن بحاجة إلى كل ذلك..
بحاجة التوبة والمغفرة والإجابة والعطاء..
في حين أن الرحمن ليس بحاجة لنا لكنه ينادينا كي يغفر لنا ويعفو عنا ويعطينا ويجيبنا ويتوب علينا!
كم هو عظيم هذا الإله..
(ادعوني أستجب لكم)
هذا وعد من الإله.. فهو ليس كالوعود.. إذا وعد فإنه يفي..
لذلك قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.. (أنا لا أحمل هم الإجابة إنما أحمل هم الدعاء)
تيقن أن الله حق وأن وعده حق
فدعا متيقناً بالإجابة حاملاً هم الدعاء..
فلنرفع الأكف .. ونسكب الدموع
متيقنين بالإجابة .. مخلصين النية
فلندع الله متضرعين له .. متذللين له..
فكم نحن بحاجة للدعاء وللقرب من الرحمن
كم نحن بحاجة أن نعمر قلوبنا بذكر الله
كي تملأها الطمأنينة و السكينة
كي نعيش عيش السعداء
ونستشعر لذة العيش
ونرقى بأرواحنا للصعداء
علينا أن نجعل الله أول اهتماماتنا
علينا أن نجعل رضاه هو هدفنا
علينا أن نتذكر دومــــــــــــــــــــاً
أن:
((الجـــــــــنة عــــــــــــروس مــــــــــهرها النفــــــــــوس))
فلنقدم أرواحنا وأنفسنا ولنتسابق نحو جنان ربي..
((وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)) .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد