ألم يأنِ أن نصحو ؟ !


  

بسم الله الرحمن الرحيم

عجبتُ لنا مهما يحيقُ بنا نَسلُو  *** ولو سُلِبَت أرضٌ ولو هَلكَ النسلُ

ولو هتكَ الأوغادُ سترَ حريمنا *** ولو هُدِمَ الأقصى ولو طُرِدَ الأهلُ

ولو رسموا أمراً بلبس صليبهم *** وقرعِ نواقيسِ الكنيسةِ لم نَألُ!

كمثل غثاء السيل » مليارُ « مسلمٍ, *** كما بَيّنَ المختارُ ذلك من قبلُ

أرى أمةَ الإسلام قد طال نومُها *** قد افترشت ذلاً وألحفها ذلّ

ولمّا تُحرّكها مصيبةُ طاجكٍ, *** ولا نكبةُ البشناقِ إذ فَحُشَ القتلُ

ولا غصةُ العذراء هَدّمَ خدرها *** وأسلمَها للعارِ راغمةً نذل

تحاول أن تنسى ليرقَأ دمعُها *** ولو أنها تنسى لذكّرَها الحَملُ!

مصائبنا تترى فكل مصيبةٍ, *** على نائباتِ الدهرِ من قبلها تَعلو

ولم تُنسنا كابولُ قصةَ قدسنا *** وجاءت سراييفو فأضحى بها الشغلُ!

ذِهِلنَا فلم نفطن لنظرتهم لها *** وكم زلةٍ, للعينِ تتبعها الرّجلُ

فعاث بها الأعداءُ كيف بدا لهم *** وقد فعلوا ما لا يصدقه عقلُ

ودكّ بيوتَ الله أكفَرُ كافرٍ, *** له الويلُ والزقومُ والنارُ والمُهلُ

قد استنصرَ البشناقُ أبناءَ دينهم *** فكان جوابَ » القوم « حاصلُه الخَذلُ!

ولما رأينا الحرب قد طال أمرها *** وأُكثِرت الشكوى وألحفَت الرّسلُ

» أمَرنا « جميع الغرب أن يأخذوا على *** يد الفيلق الباغي وإلاّ لهُ الويلُ!

تضاحكَ أهـلُ الشرق والغرب عندما *** نطقنا وقد يُزري بقائله القولُ

نهددهم بالعزم فا ستهزؤا بنا *** فهزلُهُمُ عزمٌ وعَزمَتُنا هَزلُ! !

وقالوا لنا كفوا عن الجهل واصبروا *** فمشكلةُ البشناقِ أنشأها الجهلُ!

لقد خَبرَ الكفارُ قلةَ فعلنا *** وما قيمةُ الأقوالِ يخذلها الفعلُ؟ !

فعدنا إلى البشناق نحمل خُبزَنا *** وماذا عسى يغني عن الميتِ الأكلُ؟ !

عَهدنا إلى » غالي « بجود نفوسنا *** فَنَوّلَهُ الباغي على أنه جُعلُ

هُم طلبوا جيشاً يرابط عندهم *** ومطلبهم قوسٌ ومطلبهم نبلُ

لقد عقد الكرواتُ والصربُ حلفهم *** لحصرِ بني الإسلامِ كي يُحكمَ القفلُ

أرى النهرَ لا يجري إذا جَفّ نبعُهُ *** ولا يضربُ البتّارُ إن كُسِرَ النّصلُ

ولكنّ أشبالاً ببسنَةَ لم تزل *** تُباسِلُ أوباشاً ولا ييأسُ الشّبلُ

ألا ذَكَرَ الباغونَ موكبَ فتحنا *** غداةَ هزمناهم يرافقنا العدلُ

سيشهدُ أطفالٌ وشيبٌ ونسوةٌ *** بفضل بني قومي وهل يُنكَرُ الفضلُ؟

ظهرنا فلم نهدم بناءَ كنيسةٍ, *** فإن سيوفَ الله شيمتُها النّبلُ

إذا برز المقدامُ نطعمه الردى *** ونخجلُ أن يُردَى بأسيافنا الفَسلُ

وذلك لمّا كان يَحكُم شرعُنا *** إذا قال في أمرٍ, فقولتُه الفصلُ

فلما تحاكمنا إلى شرع غيرنا *** وصار إلى أعدائنا العقدُ والحَلّ

تمكن جند الكفر من رأس أمرنا *** وكان لنا من أمر أمتنا الذيلُ

ومهما يسوءُ الحالُ فالفألُ طيبٌ *** فإنّ رسول الله يعجبه الفَألُ

لقد آنَ أن نصحوا فقد طَالَ فجرُنا *** على ليلنا البالي ولن يَثبُتَ الليلُ

وها نحن قد عدنا إلى ديننا الذي *** على صفحة الحدباء ليس له مثلُ

تَخِذنا من الوحيين منهجَ دعوةٍ, *** نبلغها ببضاءَ منطقها جَزلُ

فإن نالنا الإيذاءُ فالصبر زادنا *** وكل الذي نلقاه من أجلها سهلُ

فإنّ الذي رباه دينُ محمدٍ, *** إذ قيل جُد بالنفس طابَ له البذلُ

سننشرُ نورَ الدين في كل بقعةٍ, *** ليسفرَ من أقباسه الوعرُ والسهلُ

ونحمل رايات الهداية للورى *** فإن هلكَ الآباءُ يحملها النّجلُ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply