بسم الله الرحمن الرحيم
تدخل منزلك... تدخل المطبخ.. تفتح صنبور المياه.. وتتركه مفتوحا.. ثم تخرج؟
ماذا تتوقع أن يحدث؟ لا شيء.. بعد خروجك مباشرة لا يزال المطبخ جافا والمنزل نظيف..
بعد ساعات... تدخل المطبخ.. تجده قد ابتل بالمياه.. وتدمرت أجزاء متفرقة منه..
بعد يوم.. الماء يصل إلى الصالة وغرفة الطعام.. والأثاث مبتل.. والأجهزة الكهربائية لا تعمل..
بعد أسبوع.. يغرق المنزل بالماء ويعطب جميع أثاث المنزل وتفسد جميع اللوحات والملابس والأجهزة الكهربائية...
بعد شهر.. الماء يصل إلى الحي.. ويدخل على بقية المنازل..
بعد سنة... كارثة تحدث في أحد أحياء المدينة.. وهدر كمية هائلة من المياه..
لمَ العجب؟!
لمَ الاستغراب والغضب عندما غطت المياه منازل الحي؟!
فأنت تعلم بأنك تركت صنبور المياه مفتوحا..
ولم تحرك ساكنا لتغلقه خلال سنة كاملة...
لمَ الغضب من حجم فاتورة المياه وأنت تشاهد نتائج تركك لمصدر المياه مفتوحاً في منزلك خلال سنة؟
لمَ توجيه الإتهامات إلى شركة المياه والمطافيء والحكومة وأنت من فتحَ صنبور المياه وأهملته؟
أين عقلك؟
أين المنطق الذي تعيش عليه؟
بل أين العقل البشري الإنساني الذي تمتلكه؟
قوانين العلوم جميعها تنص على أن لكل حدث سبب...
ففي الكيمياء لا تتحول المادة وتتغير إلا من تفاعل كيميائي أو فيزيائي..
وفي الفيزياء.. لا تنتقل الكهرباء إلا بتحرك الالكترونات.. ولا يتحرك الجسم الساكن إلا بوجود قوة مؤثرة عليه..
و في الكرة الأرضية لا نقف على الأرض إلا لوجود قوة الجاذبية الأرضية..
فكرة واضحة..... مبدأ سهل...
فكر يا أخي.. فكري يا أختي.. فكر أيها القاريء..
يُـولد الابن... لا يسمع كلمة (الله) إلا في التلفاز والجرائد ومادة التربية الإسلامية في المدرسة..
يكبر الطفل.. ولا يعرف بقدوم رمضان إلا بوجود المسلسلات وأفلام الكارتون..
يكبر الولد.. ولا يعرف الصلاة والصيام وأن مبدأ التوحيد هو لا إله إلا الله..
ويكبر الشاب.. ويكبر معه حلمه في أن يكون (كوول - cool) و(كشخة) وأحسن من (ربعه)..
ويكبر الشاب.. ويكبر معه حلمه في امتلاك أجمل (موتر ـ سيارة) ويصادق أجمل (بنت)....
ويكبر الشاب.. ويكبر معه عقله.. وتكبر معه طموحاته في الفوز في لعبة الكوت وفوز القائمة في انتخابات الجامعة..
يغدو الشاب رجلاً.. يعمل.. يجمع المال.. يتزوج... يرزق بابن.. ولا يعلم بواجبه تجاه الابن سوى تزويده بالمصروف والطلعات..
تولد البنت... لا تسمع كلمة (الله) إلا من جدتها عندما تصلي لوحدها في منزلها القديم...
تكبر الطفلة.. ولا تعرف بقدوم رمضان إلا عندما تجد أمها تلبس الحجاب لتصلي...
وتكبر البنت.. ولا تعرف الصلاة والصيام ومبدأ التوحيد...
وتكبر الفتاة.. ويكبر معها حلمها بأن تكون أجمل فتاة بين صديقاتها وتكون أكثر بنت (متحررة)
وتكبر الفتاة.. ويكبر معها حلمها في امتلاك أجمل و(أكشخ) الملابس والجواهر والإكسسوارات..
وتكبر الفتاة.. ويكبر معها حلمها في الزواج من (أغنى) و(أكشخ) و(أجمل) عريس..
تغدو الفتاة امرأة... تتخرج من الجامعة.. تتزوج... ترزق بطفلة.. ولا تعلم بواجبها تجاهها سوى مساعدتها في حل الواجب..
و شراء أجمل الملابس لها وتعليمها اللغة الإنجليزية منذ صغرها...
رجل أعمال... هدفه في الحياة جمع أكبر قدر من الأموال... اسمه (محمد) ومكتوب! في جوازه (مسلم ) ولا يعرف من الدين إلا اسمه..
لا يحمل في قلبه قيمة إنسانية أو أخلاقية أو دينية أو وطنية... بل كل ما في (عقله) جمع المال والتجارة والربح..!
يجد أمامه فرصة ذهبية بنشر مجلة شبابية خلاعية تدر عليه ربحاً.. أو قناة فضائية ترفيهية ماجنة ترزقه بأموال طائلة..
أو إخراج أغاني وفيديو كليبات عربية متطورة ومتقنة تدر عليه أرباحا هائلة..
فهل يفوتها؟ لا طبعا.. لا مانع لديه...!
حاكم عربي... ووزير مسلم... ومدير إدارة مواطن (وطني).. ورئيس تحرير جريدة محترم.. ومدير تحرير مجلة مرموق..
يعملون من أجل السمعة والمال والترقية والمكانة الاجتماعية.. على حساب المسؤولية ونشر الرذيلة والانفتاح والإقتداء بالغرب وبث سموم التحرر بين أبناء الشعب..
ماذا تتوقعون النتيجة؟! أن يظل المنزل جافاً دون أن يبتل بقطرة ماء؟!
طبعاً المنزل سيكون غارقاً بالماء... والشباب والبنات والرجال والنساء غارقين في شهواتهم وفي ملذات الدنيا وفي السعي وراء المال والمتعة واللذة..
ماذا تتوقعون النتيجة؟
شباب صالح.. ودعاة وموحدين ورجال دين؟
ماذا تتوقعون النتيجة؟
فتيات محجبات متسترات.. وزوجات حافظات مربيات فاضلات؟!
طبعا لا...
ببساطة... نظرية منطق.. نظرية عقل.... فكرة سبب ومسبب... فكرة حدث وسببه...
لماذا الغضب والعجب من ستار أكاديمي؟
لماذا التعجب من بشار وصوفيا وزبالة (كرمكم الله) يظهرون على الصفحات الأولى في الصحف العربية..؟
لماذا التعجب من نوال وكاتيا ونعال (كرمكم الله) يظهرون بشكل دائم في قنوات التلفاز؟...
لماذا الإحتجاج على تضخم أعداد المغنيين والمغنيات والممثلين والممثلات والفاسقين والفاسقات؟
لماذا الذهول من حالات الاغتصاب والخيانة والعلاقات الغير شرعية؟
لماذا عدم تصديق إحصائيات جرائم المخدرات والخمر والدعارة والسرقة؟
بالله عليكم.... افتحوا أبواب الفصول في المدارس.. وانظروا حال الطلاب..
بالله عليكم... افتحوا أبواب الديوانيات الشبابية... وانظروا حال (مساكين) اليوم..
بالله عليكم... افتحوا أبواب الشاليهات... وانظروا حال الأسر المسلمة المهدمة!
بالله عليكم... افتحوا أبواب المنازل... وانظروا حال الشباب.. والبنات... والرجال... والنساء...
أنظروا إلى قهاوي مصر.... ونوادي القاهرة.... واستراحات الرياض... وشاليهات أبو ظبي... وشوارع المنامة... وشوارع الكويت.. وحارات دمشق... وفنادق تونس... ومقاهي بيروت..!. و.. و....
ادخلوا بيوت المسلمين.. وانظروا حال الآباء والأمهات قبل البنات والأبناء...
ادخلوا قاعات اجتماعات رجال الأعمال..
ادخلوا استديوهات الأغاني..
ادخلوا المجمعات.. والمطاعم..
أيها القاريء...
حاول أن تركز في الواقع...
المشكلة ليست مشكلة ستار أكاديمي..
المشكلة ليست مشكلة ملايين المسجات المرسلة إلى برنامج ستار أكاديمي..
المشكلة في منزل وضع ولي أمره دشاً وسمح لسكانه بمشاهدة (ستار أكاديمي)..
المشكلة ليست في مكالمة بين شاب وفتاة راح على أثرها ضحايا..
المشكلة هي مشكلة شاب لا يعرف الصلاة.. وفتاة لا تعرف الحجاب...
المشكلة ليست مشكلة موت شاب من جرعة زائدة بالمخدر..
المشكلة هي مشكلة شاب يحذره والده من لجان النشء الإسلامي ولجان الصحبة الصالحة... وجماعة المسجد!
أيها القاريء....
حاول معي... وحاول أن تفهم قصدي.. أنا لا أهاجم ستار أكاديمي..
أنا أهاجم كل من استغرب من ستار أكاديمي!
أيها القاريء...
أرجوك..
حاول معي..
وافهمني..
أنا لا أخاف من منزلٍ, مبلل ٍ, بالمياه..
أنا أخاف من صنبور مياه ترك مفتوحاً...
كلمات صادقة كتبتها من قلبٍ, غيور.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد