قوموا لنمحو رسمهم بسلوكنا

5.2k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه القصيدة كتبت في خضم الأزمة، وهي رسالة إلى أمة الحبيب محمد - عليه الصلاة والسلام - ودعوة لهم للتعقل والحكمة في الرد على أولئك الذين أساءوا له - عليه السلام - وللمسلمين بنشر رسوم مسيئة في بعض الصحف الغربية. وفي القصيدة أيضا إنصاف للغرب ففيهم أصدقاء للمسلمين ومدافعون عن قضاياهم، وليسوا كلهم معادين.

لِـمُـحـمَّدِ الهَادي نذَرتُ فُؤادَا *** مَـن لِـلـسـلامِ ولِلمحبّةِ نادَى

مَـن هَـديـهُ عـمَّ البَرايا كلِّهم *** عُـربـا وفُرسا تُركُ أو أكرَادَا

وأضـاءتِ الـدنـيَا بِمولدِ أحمدٍ, *** فـتـبـدّلـت ظُـلماتُنَا أمجَادَا

وأزالَ بِـالـنـورِ المُبينِ جَهالةً *** ومـحَـا ظـلامًا حالِكَا وَسَوادَا

فـازدانَ وجـهُ الـعالمينَ تألقاً *** والـمـشـركونَ تحوَّلوا عُبَّادَا

هـوَ خيرُ خلقِ اللهِ أعظمُ شافعٍ, *** مـنـحَ الـقُلوبَ هِدايةً ورشَادَا

وَهـبَ الـنٌّفوسَ عدالةً وتراحمًا *** فـغَـدا الـعـبيدُ بِقومهِم أسيادَا

حَـسـبـي بأنّي راتِعٌ في حُبِّهِ *** مـا دقَّ قـلـبِـي يَقظَةً وَسُهادَا

وهَـواهُ في جَنبِي مُقيمٌ ما حَيِِي *** تُ وحـبٌّـهُ قـد ذوَّبَ الأكبادَا

* * *

إنـا لـنُـصـرَتـهِ نذرنا أنفُسا *** لا تـرتـضـي ظُلما ولا إِفسادَا

تـفـدِي الحبيبَ محمدًا بِدمائِها *** تـخـطُـو خُطَاهُ محبَّةً وَوِدادَا

لاهـدمَ لا تـحرِيقَ لا شَتمٌ وَلا *** عـبـثٌ يـسمّيهِ السّفيهُ جِهادَا

فاللهُ - عز وجل - لا يرضَى لنَا *** أن نَـعـتدي مهما العدوٌّ تمَادَى

إِن هُـم أسَاءُوا لِلحبيبِ برسمِهم *** فـلـمَ الـعَـداوةُ تنفُثُ الأحقَادَا

ولم التلاعبُ بِالعواطفِ والهَوى *** فـي الـرّدِّ يُـظهِرُنا لهُم أندادَا

إِن نـحـنُ نملِكُ حقَّنا في ردِّهم *** فَـفِـعـالُـنا قَد صيَّرتهُ رَمادَا

وسلُوكُ قومي لستُ أحسَبُهُ سِوى *** فـوضَـى، وإن كُنا نَرومُ سَدادَا

* * *

يـا إخـوتي هُبّوا لِنُصرةِ أحمدٍ, *** بـالـحبِّ والرَّحَماتِ كيفَ أرادَا

قـومُـوا نُـعرِّفُ هؤلاءِ بدِينهِ *** قـولاً وفِـعـلاً، دَعوةً، إرشَادَا

قوموا لِنحكي عن عظيمِ خِصالِهِ *** مَـن ذِكـرُهُ بينَ الوَرى يَتَهادَى

مَن قامَ يدعُو النّاسَ في حُبٍّ, وفي *** عَـطـفٍ,، ولم يَكُ بينَهم جَلادَا

إنّ الـرّسـولَ لَيُستَضَاءُ بَنورِه *** بـيـنَ الـخـلائقِ مِشعَلاً وقَّادَا

بـالحبِِّ والإيمانِ والخُلُقِ السّوي *** قـد عـلّـمَ الآبـاءَ والأجـدادَا

قوموا لِنحكِي عن أبي بكرٍ, وعن *** عُـمَـرٍ, وعُـثمانَ الذي قد جادَا

قـومـوا لِنذكرَ طلحةً وكذا عَلِيّ *** ا والـزٌّبـيـرَ ونـذكُرُ المِقدادَا

هُـم بِـالمحبّةِ والتّسامُحِ قد عَلَو *** وبِـفـضـلِ عَدلهِمُ غَدَوا آسادَا

* * *

يـا إخـوتي فلنستفِق مِن نومِنا *** وَلـنَـحـطُمِ الأغلالَ والأصفَادَا

وَلـنـمتطي خيلَ المحبّةِ والنّقَا *** وَلـنوقفِ الصّخَبَ الذي قد سادَا

قـومـوا نُدافعُ مِن خِلالِ عقيدةٍ, *** غَـرّاءَ، كـانـت دِرعَنَا والزّادَا

قـوموا نَذودُ عنِ الرّسولِ بِحكمةٍ, *** نـرجُـو رِضا مِن ربِّنا وَمِدادَا

قـومـوا لِنمحُوَ رسمَهُم بِسلوكِنا *** لا بـالـسيوفِ تُمزِّقُ الأجسادَا

لا بـالـشّتائمِ والسِّبابِ ونحوِهَا *** لا بـالـصٌّراخِ يُشَمِّتُ الأوغادَا

فـالـغربُ فيهم أوفِياءُ ومُنصفو *** نَ، وبـعـضُهم بِحُقُوقِنا يتَنَادَى

والـقـومُ فيهِم سادةٌ أحرارُ مَن *** لا يـرتـضي ظُلما ولا استبدادَا

يَـحـيَـا هُمومَ المُسلمينَ بِقلبِهِ *** يَـهـوَى فِـلـسطينا كَما بغدادَا

لِـمَ لا نُـحـاورُهم بفكرٍ, عادلٍ, *** لا يـقـبـلُ الإقصَاءَ والإِبعَادَا

لِـمَ لا نُسافرُ في رِحابِ قلوبِهم *** فـطـريـقُها بالحبِّ صَارَ مِهَادَا

يـاربّ صـلِّ على النّبيِّ وآلِهِ *** مـا طَارَ طيرٌ فِي الفَضاءِ وعَادَا


أضف تعليق