لـمـن يـا قومُ- نحتكِمُ ** وبـيـنَ خصومِنا الحَكَمُ
أنـرجـو عـندهم عَدلاً ** وقـد جـاروا وقد ظَلَموا
فـآهٍ, مـن تَـفـرٌّقِـنـا ** حـديـثـاً لـيس مِنكَتِمُ
وآهٍ, مـن تـنـاحُـرِنـا ** بـه الآمـالُ تَـنـهـدمُ
فـكـم مـن أمةٍ, طَمعَت ** بـنـا، وتـداعـت الأممُ
غـدَونـا لـلـورى أُكُلاً ** وقـد شـربوا وقد طَعِموا
فـخـيـراتٌ لـنا نُهبت ** وأوطـانـاً لـنا اقتسموا
وكم في القلبِ من غُصصٍ, ** كـأنَّ لـهـيـبـها الحُمَمُ
وكـم فـي النفس من ألم ** يـهـونُ لأجـلـهِ الألمُ
أحـاطَ بـأرضـنا مِحنٌ ** وفــاضـت أدمـعٌ ودَمُ
وجـنـدُ الباطل امتشقوا ** سـيـوفَ الحقدِ واقتحموا
فـكـم مـن أسـرةٍ, قَتَلوا ** وكـم مـن مسجدٍ, هَدَموا
وكـم مـن طـفلةٍ, ذبحوا ** وكـم هُـتِـكت لنا حُرَمُ
ونـالـوا بـالأذى شيخاً ** ولـم يـشـفـع لهُ هَرَمُ
ونـحـن نعيش في ضَعَةٍ, ** وقـد خـارت لـنا هِمَمُ
ونـحـن بـأرض مسبَعَةٍ, ** كـأنّـا الـشـاءُ والـغنمُ
فـيـا لـلـهِ! كـم نلقى ** ولا حــسُّ ولا كَـلِـمُ
وكـم لـعَـدوِّنـا بـانت ** خـفـايـا، ثـم نختصمُ
لــمـاذا لا نـنـاولـهُ ** ونـقـحَـمُ قـبلُ يقتحمُ
ويَـغـدو صـفَّـنـا سَدّاً ** عـلـيـه الـكفرُ ينحطِمُ
لِـنـرجـعَ سـادةَ الدنيا ** ولـلـقـرآن نـحـتـكمُ
بـنـي ديـني! ألا هُبّوا ** أمـات الـقـلـبَ نومُكمُ
سـئـمنا من حياةِ السفحِ ** واشـتـاقـت لـنا القِمَمُ
فـفـيـكـم ألفُ معتصمٍ, ** إذا شُـدَّت حـبـالُـكُـمُ
وسِـرتـم لـلـجهادِ معاً ** تـظـلـلـكـم سُـيوفُكمُ
فـلـيـس لظُلمةِ الطغيانِ ** أن تـخـفـي هـلالَـكُمُ
فـنـورُ الـحقِ يمحوها ** وقـد بـزغـت شموسُكمُ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد