نبض الحياة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

نـبـضُ الـحياة الذي ما زلتَ تنثره *** عـلـى السطور يصير اليوم محذورا

قـطـفـتَـه مـن جنى نفس مؤرّقة *** مـا قـدّرت أن يـكون اللص ناطورا

عـزاؤك الـخـافـق المبرور تحمله *** عـلـى جـبـيـنك نوراً يقتفي نورا

هـذي خـيـولـك في الميدان سابحة *** يـزيـن لـمّـتَـها الإفدامُ مسطورا

تـركـتـهـا لـلونى نهبى مرابعها *** يـسـومـهـا فاقد (النجدين) مغرورا

يـمـلـي كـمـا خَيّلت جهلاً مباذلُه *** يـظـن (جـيـفـته) طيباً وكافورا

فـي زيّـه ألـف دجـال يتيه غوى *** يـلـم مـن جوقة الأوغاد (جمهورا)

لا يـرعـوي أن يـريك القرد فاتنة *** مـن الـحـسان ووجه الكلب يعفورا

هـي الـنـهاية إن صار البغاء هوى *** لـلـحـالـمين وظل الطهر محسورا

فـاقـرأ عـلى جدث الأموات فاتحة *** فـالـقوم (قد تخذوا القرآن مهجورا)

يـبـقـى القريض نشيد الروح يعرفه *** مـن راح يكتب نبض القلب دستورا

ومـن يـشـد الخطا كي يستعيد عرا *** مـا عـانـقت شوطها مناً ولا زورا

إنـا حـفـظـنـا كـتاب الله مكرمة *** حين الزعانف صاغوا الحرف مكسورا

مـهـمـا تعالت على الدهماء نبرتهم *** تـظـل سـاحـتهم طول المدى بورا

فـاقدح زنادك صوت الحق، في زمن *** يـسـير في صَرفه (الإنسانُ) منذورا

هـذي الأبـالـيـس فـندنا مزاعمها *** ولـم نـمارس على الغبراء محظورا

مـا دمـت في منهج الرحمن معتصماً *** سـيـرتـمـي ندك الموهوم مدحورا

هـي الـرسـالـة قلب الحر يعزفها *** فـي واحـة الـعمر مزمورا فمزمورا

تـطوف في الملأ الأعلى إذا صدحت *** تـشـفـي نسائمها من كان مصدورا

فـهـل تـبينتَ كم في الحق من قيم *** يـظـل يـجـهلها من عاش مثبورا

آمـنـتُ بالله لا شـيء يـؤرّقـني *** إذا تـقـلـدتُ سـيـفَ الله مأزورا

قـومـي تـجاوزَ شوطَ المدِّ جزرُهمُ *** وغـالبوا البحر في الشطين مسجورا

مـشـوا عـلى رهجٍ, تدمى نواظرُهم *** وخـلّـفـوا مـن بـقـايا ذلهم سورا

فـمـا بكت حتفهم هذي السماءُ أسى *** حـيـن اسـتقلوا سرى الأيام مبتورا

أبـكـي عليهم وحسبي من بُكايَ خطا *** أن أقـطع الدرب في منفايَ محسورا

لـم يـبـق من سُحبيَ دمعاً تجود به *** والـقـول أعـيا وحقي ضاع مهدورا

يـكـفـيك من حسرة البلوى مرارتها *** ومـن ظـلـم الأسى أن بات مكرورا

فـلا رعـى الله أقـزامـاً تـطاولنا *** ولا رعـى فـتـية صارت زرازيرا

يـفـنـى الـغرير ويبقى من معرّته *** عـلـى الـمدى ما جنت كفاه منشورا

الـشـوق من وجع الذكرى يشلّ يدي *** والـشـعر مثل الصدى ينداح مقهورا

ما عدت أعرف إن أضحى سنا وطني *** يـنـوس بـين الورى أم ظل مقبورا

يـبـقى الرهان على الخسران يجمعنا  *** حـتـى يـقـوّيَ رب الكون ميسورا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply