كم يلزمني من سنةٍ, ضوئيّـه
كي أدخلَ حضرتكِ النوريّه؟
كم يلزمني من أزمنةٍ, شعريه
كي أستوعبَ شلال عواطفك الورديّه؟
كم يلزمني من أمكنةٍ, صوفيّه
كي أهربَ من لونِ ذهـولي
القادمِ من أحرفك السّحريّـه
كم يلزمني من خمرٍ,
كي أصحوَ من سكرتك الأبديه
كم أجنحةٍ, أحتاج لكي يعرجَ
هذا القلبُ المغسولُ بدهشــتهِ
نحو بساتينِ منازلِكِ القدسيّـه؟
كم ألسنةٍ, من حمدٍ, أحتاج لكي
أشكرَ نعمةَ ربّي الراضية المرضيّه؟
ولماذا أبكي
إذ يعجزني شكرُ عطايا
كالدّفء بليلة حبّ شتويه؟
هل كانت وجدةُ قبل رياح الوجدِ
بهذا العالم شيئاً مذكورا؟
هل كان الشّيحُ بها نسرينا؟
أم كان صفيرُ الرّيح بها شحرورا؟
وجدةُ تفتحُ أذرعها لك يا سيّدة الأقمار
وجدةُ حين يفُوح عبيركِ عن بعد
بين حدائقها تتألّـقُ بالأشعار
وجدةُ يعرفها القاصي والداني
نافورة أحزانٍ,
بئرٌ مطمـوره
أطلالُ هوى مهجوره
لا ظلّّ بساحتها، لا ورد
لكنّ خرائبها تغدو بك مصباحاً من ندّ
وسريراً من وجد
وجدةُ أهلوها فقراءُ، مساكينُ،
ولكنّهمُ عشّاق
من أجلٍ, صُبابةِ عيشٍ, للجارِِ
ومن أجل رَبابة عشـقٍ, لنزيل الدار
دمهم يوم النخوة مهراق
فإذا عصفت بهمٌ ريحُ الأشواق
كتموا السكّين بصدر الجرحِ
وقالوا للأمطار:
دونك، فالأرضُ بوار
لكنّ الروح محصّنةٌ بشذا الأسرار
وجدةُ أهلوها فقراء
لكنّهمُ نذروا من حطّين
دمهم لفلسطين
قالوا: لفلسطين هوانا
لفلسطين دمانا
إنّا نعرفها حجراً..حجرا..
شجراَ.. شجرا،،
نعرف حيفا..
والدفء الطالع من قلب الزيتون
نعرف يافا..
وبساتين الليمون
نعرف بيسان وبيّاراتٍ, خضراء
تصدح فيها الطير
من قبل مجيء فلول الشرّ
نعرف رائحة الآباء وقد رقدوا
عند روابي القدس
نعرف نور العشق تدفّق من نابلس
ويكبّر قبل صلاة الفجر
كلّ وريدٍ, ويذوب:
من يأخذ هذا القلب المحزونَ
إلى أرض المحبوب؟
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد