صحة القلوب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله -:

 

بحمد الله نبدأ في المقال **** وذكر الله في كل الفعال

 

فذكر الله يجلوا كل هم **** عن القلب السليم على التوالي

 

فللقلب السليم إذا تزكى **** علامات هنالك للكمال

 

علامات بصحة كل قلب **** سليم عن مداخلة الضلال

 

علامات ذكرنا بكل نثر **** عن الأعلام واضحة المنال

 

ولكني نظمت لها نظاماً **** به أرجو التنافس في الفضال

 

مع الإقدار بالتقصير فيها **** وذكر للعقيدة في المقال

 

علامة صحة للقلب ذكر **** لذي العرش المقدس ذي الجلال

 

وخدمة ربنا في كل حال **** بلا عجز هنالك أو ملال

 

ولا يأنس بغير الله طراً **** سوى من قد يدل إلى المعال

 

ويذكر به سراً وجهراً **** ويدمن ذكره في كل حال

 

ومنها وهو ثانيها إذا ما **** يفوت الورد يوما لاشتغال

 

فيألم للقوات أشد مما **** يفوت على الحريص من الفضال

 

ومنها شحه بالوقت يمضي **** ضياعا كالشحيح ببذل مال

 

وأيضاً من علامته اهتمام **** بهم واحد غير انتحال

 

فيصرف همه لله صرفا **** ويترك ما سواه من الهوال

 

وأيضاً من علامته إذا ما **** دنا وقت الصلاة لذي الجلال

 

واحرم داخل فيها بقلب **** منيب خاضع في كل حال

 

تنا آي همه والغم عنه **** بدنيا تضمحل إلى زوال

 

ووافى راحة وسرور قلب **** وقرة عينه ونعيم بال

 

ويشتد الخروج عليه فيها **** فيرغب جاهدا في الابتهال

 

وأيضاً من علامته اهتمام **** بتصحيح المقالة والفعال

 

وأعمال ونيات وقصد **** على الإخلاص بحرص بالكمال

 

أشد تحرصاً وأشد هماً **** من الأعمال تمت لا بيال

 

بتفريط المقصر ثم فيها **** وإفراط وتشديد لغال

 

وتصحيح النصيحة غير غش **** يمازج صفوها يوما بحال

 

ويحرص في اتباع النصح جهداً **** مع الإحسان في كل الفعال

 

ولا يصغي لغير النص طرا **** ولا يعبأ بآراء الرجال

 

فسِتٌّ مشاهد للقلب منها **** علامات عن الداء العضال

 

ويشهد منه الرحمن يوما **** بما أسدى عليه من الفضال

 

ويشهد منه تقصيرا وعجزا **** بحق الله في كل الخلال

 

فقلب ليس يشهدها سقيم **** ومنكوس لفعل الخير قال

 

فإن رمت النجاة غداً وترجو **** نعيما لا يصير إلى زوال

 

نعيم لا يبيد وليس يفنى **** بدار الخلد في غرف عوال

 

فلا تشرك بربك قط شيئاً **** فإن الله جل عن المثال

 

إله واحد أحد عظيم **** عليم عادل حكم الفعال

 

رحيم بالعباد إذا أنابوا **** وتابوا من متابعة الضلال

 

شديد الانتقام بمن عصاه **** ويصليه الجحيم ولا بيال

 

فبادر بالذي يرضيه تحظى **** بخير في الحياة وفي المآل

 

ولازم ذكره في كل وقت **** ولا تركن إلى قيل وقال

 

وأهل العلم جالسهم وسائل **** ولا يذهب زمانك في اغتفال

 

واحسن وانبسط وارفق ونافس **** لأهل الخير في رتب المعال

 

فحسن البشر مندوب إليه **** ويكسوا أهله ثوب الجمال

 

وأحبب في الإله وعاد فيه **** وأبغض جاهدا فيه ووال

 

وأهل الشرك باينهم وفارق **** ولا تركن إلى أهل الضلال

 

وتشهد قاطعا من غير شك **** بأن الله جل عن المثال

 

علا بالذات فوق العرش حقا **** بلا كيف؟ ولا تأويل غال

 

علو القدر والقهر اللذان **** هما لله من صفة الكمال

 

بهذا جاءنا في كل نص **** عن المعصوم من صحب وآل

 

وينزل ربنا في كل ليل **** إلى أدنى السموات العوال

 

 

لثلث الليل ينزل حين يبقى **** بلا كيف على مر الليال

 

ينادي خلقه هل ممن منيب **** وهل من تائب في كل حال

 

وهل من سائل يدعو بقلب **** فيعطي سؤله عند السؤال

 

وهل مستغفر مما جناه **** من الأعمال أو سوء المقال

 

وتشهد أمة القرآن حقاً **** كلام الله من غير اعتلال

 

ولا تمويه مبتدع جهول **** بخلق القول عن أهل الضلال

 

وآيات الصفات تمر مراً **** كما جاءت على وجه الكمال

 

ورؤيا المؤمنين له - تعالى -**** عيانا في القيامة ذي الجلال

 

يرى كالبدر أو كالشمس صحوا **** بلا غيم ولا وهم خيال

 

وميزان الحساب كذلك حقاً **** مع الحوض المطهر كالزلال

 

ومعراج الرسول إليه حق **** بنص واردٍ, للشك جال

 

كذاك الجسر ينصب للبرايا **** عل متن السعير بلا محال

 

فناج سالم من كل شرٍ, **** وهاو هالك للنار صال

 

وتؤمن بالقضاء خيراً وشراً **** وبالمقدور في كل الفعال

 

وأن النار حق قد أعدت **** لأعداء الرسول ذوي الضلال

 

بحكمة ربنا عدلا وعلماً **** بأحوال الخلائق في المآل

 

وأن الجنة الفردوس حقُّ **** أعدت للهداة أولى المعال

 

بفضل منه إحساناً وجوداً **** وتكريماً لهم بعد الوصال

 

وكل في المقابر سوف يلقى **** بلا شكٍّ, هنالك للسؤال

 

نكيراً منكراً حقاً بهذا **** أتانا النقل عن صحب وآل

 

وأعمالاً تقارنه فإما **** بخير قارنت أو سوء حال

 

فيا فرداً بلا ثان أجرني **** وتبتني بعزك ذا الجلال

 

وعاملني بعفوك واغن قلبي **** بفضلك عن حرامك بالحلال

 

ونق القلب من درن الخطايا **** ورشني من فواضلك الجزال

 

ولا طف باللطائف والعنايا **** ضعيفاً في جنابك ذا اتكال

 

وجملني بعافيةٍ, وعفو **** فإن تمنن بعفوك لا أبال

 

وصلى الله ما غنت بأيك **** على الأغصان من طلح وضال

 

تنادي دائماً تدعو هديلا **** حمامات على فنن عوال

 

على المعصوم أفضل كل خلق **** وأزكى الخلق مع صحبٍ, وآل

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply