بسم الله الرحمن الرحيم
كأمة عربية - ومسلمة على وجه التحديد - بلغنا زمناً صار فيه الكثير يشعرون بانتصارهم من خلال تصفيق الجماهير لا من خلال ثبات القيم وتحقّقها.
صار البعض يستهوي الجماهير وتستهويه صفقاتهم.. !!
وذلك مظهر من مظاهر الغثائيّة التي أخبر بها رسولنا - صلى الله عليه وسلم - في قوله: \" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها \" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟
قال \" بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن \".
فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال \" حب الدنيا وكراهية الموت \".
ولو قلّبنا بشيء من التأمل كتب المعاجم لوجدنا أن (الغثائية) مصطلح تدور معانيه حول المعاني التالية:
- الفساد.
- الرديء.
- الهُزال!
فاسد..
رديء..
هزيل..
على أنه كثير... أو كثيرون!!
والعجيب في الأمر أننا لم نعِ هذا البعد (السّنني) في هذا النصّ الذي عليه جلالة الوحي.
فصار المجتمع في داخله (فريقين)..
عارضٌ يستهوي الجمهور!!
وجمهور يصفّق.. !!
\" فاستخفّ قومه فأطاعوه \"!!
كنت أتابع حلقة من حلقات (الوسطية) على قناة الرسالة..
وكان الحوار يدور حول قضيّة (مشاركة المرأة السياسية)..
وكان ضيف الحلقة هو الدكتور / عدنان باحارث.. وتكلّم حول طبيعة العمل السياسي للمرأة وان المرأة اصل محلّها وعملها هو في بيتها، ومشاركتها السياسية تتمثّل في حدود التفاعل بالتأييد أو نحوه لا من خلال خوض الغمار السياسي (هكذا فهمت رأي الدكتور).. وبدأ يدلّل على أن المشاركة السياسية كما هي الآن لا تتوافق مع طبيعة المرأة (النفسيّة) و (الشرعية) وساق لذلك جملة من الأدلة والفهوم والدراسات.
في نهاية الحلقة قام مدير الحوار.. وعرَض رأيه مجرّداً عارٍ, عن الدليل وفيه: (أن المرأة من حقها أن تشارك الرجل سياسيّاً حتى على أعلى منصب في السياسة وهو تولّيها للحكم)!!
وعندها صفقت له الجماهير بحرارة!!
وكم كانت عبارة الدكتور / عبد الله الخبّاص دقيقة وهو يصف موقف الجماهير بقوله (الجمهور واقع تحت ضغط النفاق الآني)!!
وهناك.. في جامعة الملك سعود بالرياض.. أقيمت محاضرة لفضيلة الشيخ الدكتور / عائض القرني حول (الزواج الناجح)..
وكان غالب الحضور من النساء (طالبات وأكاديميات).. في نهاية المحاضرة.. قامت طالبة من الطالبات.. وتكلمت عبر مكبر الصوت تطالب بشرعيّة العلاقات العاطفية بين الشاب والفتاة قبل الزواج.. !!
وعندها صفقت لها الجماهير!!
وفي كلا الحدثين...
انتهى الأمر لا كما بدأ..
لكن كما انتهى!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد