فتاة بين فكي الأجل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

القصيدة على لسان فتاة تعرضت لحادث أليم، ووجدت نفسها وجهاً لوجه بين فكي الموت الذي فاجأها على إسراف على النفس، وانغماس في الشهوات والعلاقات والتبذّل في الأسواق والمطاعم، والعبث في الإنترنت..ولكن الله أمهلها لتخرج من هذا الحادث تائبة آيبة..فهل نستشعر المهلة التي نعيشها!!

 

وصحوتُ في ساح الحسابِ *** على صفيحٍ, من عذابي!!

 

فإذا اللِّحـــاظُ تسمّـرت *** في حضرة الأجل ِ المُهابِ

 

وإذا الثــواني أصـلَتَت *** حولي نصالاً من حِـرابِ

 

عُقِدَ اللسـانُ فليس لـي *** إلا دموعـي وانتحــابي

 

وإذا الجـوارحُ نُطَّـــقٌ *** بالوِزر، تشهدُ بالجـوابِ

 

ورأيتُ دنيـايَ التــي *** أُشربتُها كرؤى السـراب ِ

 

سقـطَ القِنَـاعُ المُهتري *** عن وجهِ زيفٍ, و اغترابِ

 

كم سرتُ في أوصابهـا *** جَذلى.. وبي منهنَّ ما بي

 

غَلّقتُ نافـذة الهُــدىُ *** وفتحتُ للأوهـام بابي

 

أشدو بأرصفـة الهـوى *** والدربُ ينضَـحُ بالـذئابِ

 

وأهـزٌّ عِطـفَ مفاتنـي *** فتهيجُ ملحمةُ الـرِّغابِ

 

ألوي حجــاباً سافـراً *** وهو الفقير إلى الحِجاب ِ

 

وأُشيعُ عِطــراً أفيحـا *** يدعو العفيفَ إلى اقتـراب ِ

 

كم من صريعِ صـوا.. *** .. رم المكياجِ من تحتِ النقابِ

 

ألهـو وأسلـو والـرّؤى *** قِشَرٌ.. على سُمِّ اللٌّبـاب ِ

 

أصبـو إلى شـطِّ المُنـى *** فأغوصُ في لُجَجِ اكتئابي

 

وأفرٌّ من كهـف الجحيمِ *** إلى مجـاهلَ من ضبابِ

 

قـد كنتُ أُبصـرُ عـزّتي *** لكن يُغالبُني التصابي

 

ولَكَـم مضغتُ ندامـتي *** غُصصاً كسوطٍ, من عذاب ِ

 

وأحــسٌّ نفثةَ خـافقـي *** والقشعريرةُ في إهــابي

 

لكن يخـاتُلني الغَــرورُ *** فيغتويني عن صــوابي

 

وتشّدُ \"سوف\" على يـدي *** وتدوسُ أسئلةَ ارتيابي

 

وبدت \"لعل\" بقهـقها.. ***.. تِ الطيشِ في عينِ المُصابِ

 

وإذا تباطـأتِ الخُطـــا *** يومـا تندّرَ بي صحابي..

 

من يلهثون على مقا.. *** صلِ غيّهم.. لهثَ المُرابي

 

من يهبطـون على الخنـا *** مثلَ البعــوضةِ والذٌّباب ِ

 

من يهـدُرون ويسـدِرون *** ويعبثــون مـع الكلاب ِ

 

وغَدَا سجـلٌّ سـوابقـي *** حبلاً تلبّبَ في الرّقــابِ

 

وإذا الفضـائحُ كشّـرت *** للتوّ عـن ظفـرٍ, ونابِ

 

فتهـدّمت فـي مُهجتي *** قيمي على جُرفِ الخرابِ

 

وإذا الهمـومُ بخاطري *** كالبحــر ناريّ العُبابِ

 

لم يبـقَ بين جوانحي *** إلا ضميرٌ مــن عتابِ

 

عمياءُ.. يائسةُ المُنى *** يأسَ العجوزِ من الشبابِ

 

ظَمـأى.. مُعَثـّرةُ الخطا *** ظمأَ الهجير إلى الشراب ِ

 

قد كنتُ أدرك موقفي *** في الحشرِ من بعد الإيابِ

 

وأرى المصارع بغتةً *** فَلِمَ التحايلُ والتغابي؟!

 

ويحي ألم أسمع هنا *** عِظة المقابرِ والقِبابِ

 

ويحي وكم من مضجعٍ, *** وارى الأحبّةَ في الترابِ

 

كم حشرجت من سكرةٍ, *** بين التنفّسِ والشراب ِ

 

كم من فتــاةٍ, كُفّنت *** والكفٌّ بكرٌ بالخضابِ

 

يُطوى اللِّفافُ على درارٍ,.. *** من محاسنها العِذابِ

 

ويُصَـبٌّ ماءُ المسك في *** عنقٍ, أرقَّ من السحابِ

 

وتُقطّـنُ الأذنُ التــي *** ما عاد ترعي للخطابِ

 

وتُغلّقُ العيـنُ التــي *** انطفأت على مرأى الصِّحابِ

 

ويُقلّبُ الجســمُ الأبضٌّ *** بمأتم الخَجلى الكَعَابِ

 

ويحَ الشفـاه كأنّهــا *** لم تجرِ بالشهدِ المُذابِ

 

والشعرُ ندَّ.. ألـم يكـن *** ليلاً تموّج بالشهابِ

 

أين العطـــورُ الفائحا *** تُ من الجواهرِ والثيابِ

 

ويح الحلــيِّ تخلّفــت *** والجيدُ زُفَّ إلى تبابِ!!

 

فإذا الجفـــونُ ملاعبٌ *** للدودِ من بعد التصابي!!

 

وإذا الخـدودُ تهتّكــت *** بعد النضارة والشبابِ!!

 

وإذا العظـــام رميمةٌ *** يا للرشاقة والطِّرابِ!!

 

ربّــاه قد أمهلتنــي *** فتولّني.. واقبل إيابي

 

أسرفتُ فيمـن \"أسرفوا\" *** والنارُ تضرمُ من كتابي

 

فإذا صــدى \"لا تقنطوا\" *** كالغيثِ يورقُ في الروابي

 

ربّــاهُ إن عذّبتنــي *** فكمالُ عدلك في عذابي

 

ولئن رحمـتَ مذلّتـي *** فجلالُ لُطفك كشفُ ما بي

 

فقري إليك معلّـــقٌ *** بغناك ربّي عن عذابي

 

إنّي أتيتك نادمـــًا *** لا أقتني إلا متابي

 

وتطهرّت منـي الحشـا *** طُهرَ الدعاءِ المُستجابِ

 

وتغسّلت روحي الرفيـ *** ـفـةُ من سنا \"أمّ الكتابِ\"

 

فامنن علــيّ بمهلة *** لأُريكَ بالتقوى جوابي

 

وأُفـنّد َ العصرَ المُشِّتَ *** ويعلمَ الساهون مابي!!!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply