بسم الله الرحمن الرحيم
هما يومان في العام فُرِض فيهما الفرح، وحُرّم فيهما حتى الصوم!
يومان فحسب!
ولكن كثيراً منا استكثروا تسلّل الفرح إلى القلب المسلم، فراحوا يَشغبون على شعيرة السرور بالعيد..
هم لا شأن لهم إلا استدعاء الجراح والهموم التي أطبقت على صدر الأمة من قرون..
وكأننا إذا ما وشّحنا العيد بوشاحٍ, أسودٍ, حزينº سننجح في حلِّ مشكلاتِ تخلفنا، وسنتطهّر من عار هزائمنا!
هل وُلدت أمتنا في رحِم الجراح؟! أم هل تراها غرقت في بحار من دموع؟!
لقد كان من عظمة الرسول القدوة أنه كان يعطي كلَّ لحظة من الحياة حقها..
قالت الطاهرة عائشة - رضي الله عنها -: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان تغنّيان..
فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني.. وقال: مزمارُ الشيطان عند رسول الله؟!
فقال له الرسول: (دعهما.. يا أبا بكر إنّ لكل قومٍ, عيداً، وهذا عيدنا)..
(دعهما.. هذا عيدنا)..
كم مرّة تداول المسلمون في العيد هذا الحديث النبوي؟!
وكم مرة ردّدوا هذا البيت الكئيب:
عيدٌ.. بأية حالٍ, عدت يا عيدُ؟!
الجواب مُعرٍّ, لمدى وعيِنا، ولحقيقة اقتدائنا..
ولما اقترب جيش الفتح من تخوم مكة، أمرَهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالإفطار.. ولكنّ بعض المغالين صاموا!
فقال عنهم النبي: \" أولئك العُصاة\"..
عصاةٌ مع أنهم صاموا رغم مشقة السفر والجهاد؟!
هذه سنة الحبيب وهذا أمره، ومن رغب عن سنته فليس منه..
(هذا عيدنا) فلنُخلص الفرحَ فيه لله، حتى لا تكدّره شائبة من همّ أوحزَن..
ثم إذا ما انقضى العيد، فعلينا أن نعلم أنه لن ينفعنا الندب ولا البكاء..
وإنما ينفعنا امتثالنا للأمر الإلهي الأول (اقرأ).. وينفعنا أخذُنا الكتابَ والسّنة بقوة..
وهيهات أن تُمحى الهزائم إلا بالعزائم..
كل عيد وأنتم بخير.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد