بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قطوف من النوادر التي حدثت في عيد الأضحى المبارك، أعاده الله على الجميع بالعافية والأمن والإيمان، وعلى الأمة بالنصر والتمكين.
الديك المبارك:
وُلّى رجلٌ مقلّ قضاء الأهواز، فأبطأ عليه رزقه، وحضر عيد الأضحى وليس عنده ما يضحى به ولا ما ينفق، فشكا ذلك إلى زوجته، فقالت له: لا تغتم، فإن عندي ديكاً جليلا قد سمنته، فإذا كان عيد الأضحى ذبحناه. فلما كان يوم الأضحى، وأرادوا الديك للذبح، طار على سقوف الجيران، فطلبوه وفشا الخبر في الجيران، وكانوا مياسير، فرقوا للقاضي، ورثوا لقلة ذات يده، فأهدى إليه كلّ واحد منهم كبشاً، فاجتمعت في داره أكبش كثيرة، وهو في المصلى لا يعلم، فلما صار إلى منزله، ورأى ما فيه من الأضاحي قال لامرأته: من أين هذا؟ قالت أهدى إلينا فلان وفلان- حتى سمَّت جماعتهم- ما ترى. قال: ويحك احتفظي بديكنا هذا فما فدى إسحاق بن إبراهيم إلا بكبش واحد، وقد فدى ديكنا بهذا العدد. بهجة المجالس لابن عبد البر القرطبي ص 770
خطبة بليغة:
وصعد عبد الله بن عامر منبر البصرة في يوم عيد الأضحى فحصر فقال: لا أجمع عليكم عياً وبخلاً ادخلوا سوق الغنم فمن أخذ شاة فهي له وعلي ثمنها. (غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائص الفاضحة، الوطواط ص 470)
تقلب الأيام بأهلها:
ومن أعجب ما يؤرخ من تقلبات الدنيا بأهلها ما حكى بعضهم قال: دخلت على والدتي في يوم عيد الأضحى وعندها امرأة في ثياب رثة، فقالت لي والدتي أتعرف هذه؟ قلت: لا قالت لي: هذه أم جعفر البرمكي، فأقبلت عليها وتحادثنا زماناً ثم قلت يا أمه، ما أعجب ما رأيت؟ فقالت: لقد أتى علي يا بني عيد مثل هذا وعلى رأسي أربع مائة وصيفة، واني لأعد ابني عاقاً لي، ولقد أتى علي يا بني هذا العيد وما منازي إلا جلدا شاتين، افترش أحدهما وألتحف بالآخر، قال: فدفعت لها خمسمائة درهم، وكادت تموت فرحاً بها، سبحان مقلب الدهور ومدبر الأمور. (مرآة الجنان وعبرة اليقظان لليافعي ص 771)
لا أضحي ببقرة:
قال أبو الحسين بن هشامٍ,: حدثني زنجي الكاتب، حدثني ابن بسامٍ, قال: كنت أتقلد البريد بقلمٍ, في أيام عبيد الله بن سليمان والعامل بها أبو عيسى أحمد بن محمد ابن خالدٍ, المعروف بأخي أبي صخرةٍ,، فأهدى إلي في ليلة عيد الأضحى بقرةً للأضحية، فاستقللتها ورددتها، وكتبت إليه:
كم من يدٍ, لي إليك سالفةٍ, *** وأنت بالحق غير معترف
نفسك أهديتها لأذبحها *** فصنتها عن مواقع التلف (معجم الأدباء للياقوتي: ص 314)
القائد ثور:
وحكى أبو حمزة الحارثي عن بعض الجهلة من كتاب الديلم أنه كتب تذكرة بأضاحي يريد تفرقتها في دار قائده، وقد قرب عيد الأضحى، قال رأيته كتب:
القائد ثور، وامرأته بقرة، ابنه كبش، بنيه نعجة، الكاتب تيس. قال: فقلت له: آالروح الأمين ألقى هذا عليك؟ وذلك لأني تعجبت من طريقة تعبيره. فلم يدر ما أردت. (القاضي التنوخي في نشوار المحاضرة)
ثلاثة أبيات وثلاثة أكبش:
كتب عبد النصير بن أحمد إلى بعض الرؤساء بديهة في عيد الأضحى، وكان عوده أن ينفذ إليه كبشاً لأضحيته فأبطأ عليه:
يا سليل الأكرمين ومن *** فضله فرضٌ فما منه بدٌ
أزف العيد وعودتهم ال *** كبش داري والحبل معدٌّ
ولقد أبرزت مديّتنا *** فهي من قبل الصباح تحدّ
فأنفد إليه ثلاثة أكبش وصلة واسعة. (يتيمة الدهر لأبي منصور الثعالبي)
بطاقة معايدة:
كتب السيد سعدي بن حمزة إلى عمه المولى السيد عبد الكريم النقيب في عيد الأضحى في سنة ثلاث ومائة وألف مهنئاً:
يا سيد السادات والأشراف *** والواحد المعدود بالآلاف
بشراك بالعيد السعيد مضحياً *** بعداك فيه بصارم الأسياف
في كل عيد دمتم بمسرة *** وسلامة وبرغد عيش صافي
كن في أمان الله محفوفاً بما *** تهوى من الإسعاد والإسعاف
واسلم ودم في عزة ومسرة *** وسماح أخلاق وعهد واف (سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر للمرادي)
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد