يوم الجائزة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ها قد انقضى شهر الخير والرحمة والبركات، ومضى بأيامه المباركة ولياليه الوضيئة تاركاً بصماته الميمونة على حياة الناس مدة إقامته، فيه زكت النفوس ورقت القلوب وأقبل المسلمون على العبادة فانعكست على أخلاقهم وأفعالهم إخباتاً وجوداً وسماحة.

 

وفي يوم العيد بعد أن فرح المسلمون بفطرهم وتنتظرهم فرحة لقاء ربهم إن شاء الله - تعالى -...وفي أجواء الفرح السائد والسعادة الغامرةº يجب ألا يغيب عنا شعور الجسد الواحد وروح الأمة الوسط التي يوالي فيها المسلمون بعضهم بعضاً ويتعاونون على الطاعات ودرء المفاسد... فكيف تعيش أمتنا غداة عيدها؟

 

الأمة اليوم تداعت عليها قوى الاستكبار ودول البغي العالمي فعاثت في أرضها فساداً وشرعت في أوصالها تقطيعاً وتمزيقاً بمعاونة بعض ضعاف النفوس من أبناء الأمة الذين باعوا دينهم لأعدائهم مقابل حفنة من المال لا تغني وأوهام من السلطة والجاه لا تشرف.

 

أطفال العراق وحرائره وشيوخه يسامون الخسف والذل والهوان على أيدي قوات التحالف الإنجلو سكسوني ويتعرضون للإرهاب اليومي والمداهمات المستمرة....

 

وأهلنا في الأرض المباركة في فلسطين تتواصل مأساتهم مع أحفاد القردة والخنازير اغتيالا للنفوس وتدميراً للبيوت وتجريفاً للأراضي... ويقوم المجاهدون هناك بقتال أعداء الله وخوض معركة الكرامة نسأل الله أن يسدد رميهم ويتقبل شهداءهم

 

وأفغانستان... أرض الجهاد المنسية امتدت إليها أيدي البغي والعدوان فنصبوا العملاء حكاما وظنوا أنهم اطمأنوا واستتب لهم الأمر بعد إزاحة حكومة طالبان... وهاهم المجاهدون هناك يقضُون مضاجع الأعداء وأعوانهم ويثخنونهم بالجراح رغم التعتيم الإعلامي

 

وفي غير المناطق المشتعلة في العالم الإسلامي يعيش المسلمون أوضاعا اجتماعية بالغة القسوة والتعقيد في معظم الأرجاء حيث يعانون الفقر ويصارعون المرض ويفترسهم الجهل

 

في يوم العيد فلنؤكد انتماءنا لأعظم أمة ـ رغم ظروفها ـ ببعض الأعمال التي تعيد البسمة إلى الشفاه وتمسح الحزن عن الوجوه وتطرد الجوع وتحارب الحاجة والعوز....

 

ــ اذهب إلى أقرب مصرف وضع في حساب المنظمات الطوعية أموالا لصالح أسر الشهداء والأسرى والجرحى... متحديا الإرهاب العالمي ضد المنظمات الطوعية ومعلنا ولاءك لله ورسوله والمؤمنين

 

ــ زر أرملة وخفف عنها آلام الحياة لفقد الكفيل

 

ــ أكفل يتيما وامسح عنه نظرات الحزن والأسى

 

ــ أعن أسرة فقيرة بالكساء والطعام واجعلها تستأنف فرحتها مع الناس

 

ــ ادع في جوف الليل وبعد الصلوات أن يهيئ الله - تعالى -لهذه الأمة أمر رشد ويرفع عنها البلاء

 

ــ شارك حيثما كنت وبحسبما تستطيع في إشاعة الفرحة في هذا اليوم وادع غيرك لترسيخ الشعور بالجسد الواحد وشرف الانتماء للأمة الوسط

 

تقبل الله منا جميعا الصيام والقيام وصالح الأعمال ونسأله - تعالى -أن يعيد علينا العيد والأمة قد استعادت عزها ومجدها وانتصرت على أعدائها.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply