بسم الله الرحمن الرحيم
تم فصل باكستان عن الهند عند الإستقلال عام 1947م، بناء على الهوية الإسلامية، فعبَّاد البقر تسلموا المناطق ذات الأغلبية الهندوسية، وتسلم المسلمون المناطق ذات الأكثرية المسلمة، وكان المسلمون يعيشون في شرق الهند وجنوبها الغربي، فأُعطِيَ المسلمون هذه المناطق فكان باكستانان(باكستان الشرقية وباكستان الغربية)وبأصابع الهند الخفية وبإعانة المعادين لهذا الإنضمام، أجبرت باكستان الموحدة على التخلي عن الجزء الشرقي المسلم فسميت بالبنغلاديش.
وتعني تسمية باكستان بهذا الاسم (الأرض الطاهرة)، طاهرة من أنجاس الشرك وعبادة الأصنام والأبقار، وتسلم المسلمون مناطق التوحيد الشرقية والجنوبية الغربية، ووضعوا للأرض الطاهرة دستورا يتمشى مع تطلعات المسلمين، فسميت باكستان بـ (جمهورية باكستان الإسلامية).
وعند تصفحنا لاستقلال الدول، لا نجد دولة استقلت من منطلق مبدأ الديانة، بل الإستقلال يتم باسم الزعيم، أو العرق الغالب في تلك المنطقة....إلا باكستان فإنها استقلت بناء على مبدأ الدين و الهوية الإسلامية.
ولحكمة يريدها الله، تعاقبت على الأرض الطهور حكومات تشبع قادتها بالأفكار الغربية، ورضعوا من لبانها التَفَلٌّتَ من القيود الشرعية، فقدمت كل حكومة باكستانية اقتراحات إلى البرلمان الديمقراطي تنقض فيها عرى الإسلام عروةً عروة.
فمثلا وافق برلمان الجنرال أيوب خان على تشريع توريث الحفيد، مع وجود أعمامه الذين يحجبونه شرعا، وما زال هذا التشريع ساري المفعول حتى اليوم، كما وافق برلمانه على منع تعدد الزوجات، وذلك بوضع شروط يصعب تحقيقها، كإذن الزوجة الخطي بالسماح لزوجها بالتزوج بالأخرى.
وجاء الرئيس الجنرال برويز مشرف الذي قلب الحكم على الحكومة المنتخبة، فقدم تعديلات في الدستور الباكستاني سبق أن ذكرت بعض أمثلتها، تحت عنوان (أمثلة التشريع الديمقراطي المخالفة للشرع)
لا تستغرب إن قلت لك أن الأنظمة الديمقراطية هَمٌّها الوحيد جمع أفراد الشعب، تحت مظلة واحدة، دون النظر إلى الإنتماءات الدينية أو العرقية،....
لذا تحاول هذه الأنظمة وضع تشريعات تذيب كل الفوارق، (وأُأَكِّدُ على كلمة كل الفوارق) فإن النظام الديمقراطي الباكستاني لا يمنع تولي المرأة للقضاء، فعندنا قاضيات في كل روافد القضاء، (لا كما يجيز الفقهاء قضاءها فيما يختص بشؤون النساء).
كما يجيز الدستور الباكستاني تولي المرأة أعلى منصب في الدولة، رئاسة الوزراء، وشابة باكستان بينظير بوتو خير شاهد لذلك، وهي المرشحة لهذا المنصب في انتخابات 2007 المقبلة، فقد أتمت استعداداتها ولبت شروط المنصب للمشترط بكل جدارة، لا يحول بينه وبينها إلا حاجز الوقت، وسينقضي على ما قدره الله عزوجل.
أيها القارئ الكريم أراك تتابع ما يحدث في باكستان في هذه الأيام، فقد حاول الرجل العسكري لَويَ عنق قاضي القضاة، (رئيس القضاء الباكستاني) القاضي افتخار محمد شودري، لأنه لم يرضخ لطلبه في تقديم استقالته من هذا المنصب.
فألقى عليه حزمة من التهم، التي لا يستطيع أحد من قادة الدولة براءة ساحته منها، ككونه رآى إهانة امرأة في غرفة قضائه من قبل الشرطة فلم يتحرك لمنعها، ومن كونه يطالب بتقديم البروتوكول، عند قدومه إلى مكان معين،....... ومن كونه يطالب بالسيارة من النوع الفلاني دون ما سواه.
وبدأت محاكمته في مبنى القضاء الأعلى يوم الجمعة 16/مارس/2007، فتحرك المحامون في كل أنحاء باكستان للدفاع عنه، فكُسِر من كُسِر على أيدي الشرطة، وجرح من جرح، وهاجمت شرطة العاصمة مبنى قناة جيو(Geo)شبه المستقلة، فأتلفت أثاثه، وألقت القنابل المسيلة للدموع داخل المبنى، لأنها كانت تبث المظاهرات مباشرة، وتُري المشاهدين حماس الناس، ضد هذه المحاكمة غير العادلة، كما شاهد الناس إهانة قاضي القضاة على أيدي الشرطة، وهو يخرج من المحاكمة.
وأعلن أن المحاكمة ستستأنف يوم الأربعاء 21/مارس/2007، وتم تأجيلها إلى يوم الثلاثاء القادم 3/أبريل/2007، بينما تنص اللوائح الديمقراطية المنظمة لمحاكمة القضاة، أن التاريخ المعلن يحرم تغييره.
ربما يوحى إليك ذكرى للأحداث أني أحد المعجبين بهذا الرجل، وليس الأمر كذلك، وإنما ذكرت تلك الحقائق لأنها موجودة على أرض الواقع.
سُقتُ كل هذه الأحداث لأقودك إلى الهدف الذي لا تعرفه، أو ربما لا تعطيه ذلك الإهتمام، الذي يطالبك به رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم -، (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم).
باكستان دولة مسلمة، تملك القنبلة الذرية الإسلامية، يبلغ عدد المسلمين فيها مائة وخمسين مليونا، أو يزيدون، تتخللهم أقليات غير مسلمة، كالأقلية الهندوسية، والأقلية القاديانية، والأقلية الزادشتية،...... لا تتجاوز نفوس الأقليات عشرة ملايين نسمة.
تبيح اللوائح الديمقراطية المنظمة للقضاء الباكستاني، الذي يحكم الشعب المسلم، أن يتولى منصب رئيس المحكمة العليا (قاضي القضاة) من ليس مسلما.
فهاهو المرشح الجديد هندوسي، اسما وديانة وولاءً،..... فاسمه رانا بهكوان داس، فكلمة رانا تعني الانتساب إلى القبيلة، وبهكوان داس اسمه، فكلمة بهكوان تعني(المعبود) في الديانة الهندوسية، وكلمة داس تعني التضحية والفداء بكل ما يملك، والمركب(بهكوان داس) يعني المضحي لكل ما يملك من غال ورخيص للمعبودات الهندوسية، وقد قَدِم بالأمس الأربعاء 21/مارس 2007 من الهند، فتلك دلالةٌ لمسماه.
لا تعجب هذا هو النظام الديمقراطي، الذي طمس كل الديانات والهويات والانتماءات، فأعظم دول الإسلام قوة، سيتولى منصب (قاضي القضاة) فيها من لا صلة له بدين شعبه، فهنيئا لمن يطبل ويزمر، ويطالب باستقدام هذا الدخيل على الإسلام والمسلمين.
اللهم بصرنا بأحكامك، واجعلنا تابعين لكتابك، وسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم -.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد