يعيش المسلمون في روسيا كأقلية على الرغم من كثرة عددهم الذي يتراوح بين20 - 25مليون نسمة منقسمين بين 9 جمهوريات إسلامية ومناطق روسيا الشاسعة مثل المناطق الجنوبية، وسيبيريا، ومنطقة الأورال, حيث يمثل المسلمون في كل مناطق روسيا حوالي 18% من سكانها.
ورغم أن المسلمين في جمهوريات روسيا الاتحادية أقليةº إلا إنهم يتمسكون بدينهم لأجل تثبيت دعائمه, وكذلك الثقافة الإسلامية في نفوس أفراد المجتمع الإسلامي الروسي, ومن الجمهوريات المسلمة التي تتبع روسيا الاتحادية شكالوف أو (أورنبرج) كما يطلقون عليها, وهي ما سنتناول الحديث عنها اليوم.
· تقع جمهورية شكالوف في الحوض الأعلى لنهر أورال شرقي بشكيريا.
· العاصمة: أورنبرج.
· المساحة: تقدر مساحتها بحوالي 85 ألف كم2.
· السكان: إجمالي عدد السكان يقدر بـ 2.5 مليون نسمة.
· اللغة: الروسية إلى جانب القرغيزية.
· الديانة: الإسلامية إلى جانب المسيحية الأرثوذكسية.
· عدد المسلمين: يمثل المسلمين 53% من تعداد السكان أي أكثر من مليون نسمة.
تكون الاتحاد السوفيتي البائد قبل تفككه من خمسة عشر جمهورية اتحادية رئيسية، وبلغ عدد سكانه مجتمعاً نحو 286 مليون نسمة، وشغل مساحة إجمالية قدرها 22 مليون كم2، وكانت نسبة عدد السكان المسلمين فيه نحو 75 مليون نسمة.
والمطلع على نسبة المسلمين في تلك الجمهوريات يندهش من الاكتشاف أنه كان أكثر من نصف مساحته قائمة أصلاً على الجمهوريات الإسلامية الأصل, وأن معظم عواصمه الرئيسية كانت حواضر إسلامية قبل مئة سنة فقط, وامتد ذلك لأكثر من ألف سنة! ولعل الإحصائيات الرسمية تؤكد هذه المعلومات.
كانت تلك المنطقة قبل دخول الإسلام تدين بأديان آسيا الوسطى المتعددة مثل البوذية والزرادشتية والنسطورية النصرانية, كما أنها كانت تعاني من التفرقة العرقية، والظلم والحروب بين القبائل والقوى العسكرية فيما بين إمبراطورية الصين من الشرق وفارس من الغرب.
دخول الإسلام:
وصلها الإسلام عن طريق التجار والدعاة من التتار والكراخ والقوقاز, واختلاط المسلمين القادمين من بلاد الإسلام مع القوميات المحلية المتواجدة في تلك الأراضي القديمة, ولم يدخلها عن طريق الفتوحات الإسلامية كما ورد ذلك في كتب التاريخ، وكانت هذه المنطقة ممراً ومعبراً للهجرات، فعبرتها شعوب مسلمة إلى شرقي أوروبا، وخضعت لحكم التتار، واستقر بها بعضهم، وانتشر الإسلام بها قبل استيلاء قياصرة الروس عليها.
وتعد العاصمة"أورنبرج" ذات ماض إسلامي عريق, بل إنها من أفضل المدن الإسلامية بروسيا، وقد اشتهرت بالصناعة وبالكتب الدينية والتاريخية التي تبحث في تاريخ التتار, وعقد بها المؤتمر الأول للقرغيز "الكراخ"عام 1236هـ - 1917م, وناقش المؤتمر الحكم الذاتي, واستخدمت لغة القرغيز في التعليم والمحاكم والإدارة، كما عقد المؤتمر الثاني للقرغيز في نفس السنة وناقش المؤتمر الوحدة بينهم وبين التتار, وطالبوا بتكوين هيئة دينية منفصلة عن الهيئة الدينية بمدينة "أوفا", كما طالبوا بالاتحاد الفيدرالي كنوع من الاستقلال بشخصيتها الإسلامية, وعندما استولى السوفييت على حكم المنطقة أدمجوها في جمهورية روسيا الاتحادية، وحاربوا الدين الإسلامي, وهدموا المؤسسات الإسلامية.
هذا وقد ظهرت من قديم الزمان الكثير من الممالك والإمارات الإسلامية قبل وصول النصرانية وتوسيع الدولة الروسية إليه, وساعد العدل والإنصاف وحسن السياسة على انتشار الإسلام في المنطقة, وقد نشأت فيها حركة علمية وحضارية إسلامية امتزج فيها العرب العجم فأقاموا صرح حضارة زاهرة متينة امتدت قروناً طويلة.
ومن المعلوم أن روسيا تحتضن فوق أراضيها قوميات مختلفة وكثيرة تنتسب العديد منها إلى الإسلام مثل التتار، والبشكير، والشيشان، والقبائل التي تسكن في جمهورية داغستان "بلاد الجبال"، والقوميات الأخرى التي تعيش في منطقة القوقاز.
إلى هنا نتوقف لنستكمل رحلتنا في الحلقة القادمة - إن شاء الله -.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد