لا زلت كغيري من آلاف المواطنين ننتظر الحقائق التي لا غموض فيها أو لبس أو تحوم حولها الشكوك أو تفتح بابا للتأويل والتفسير والتكهنات والشائعات..فقضية التدخل الأجنبي في السودان والمساعي الحثيثة اللولبية الماكرة الهادفة لم تترك لأحد أن يظن ولو للحظة عابرة خيرا في أمريكا وأعوانها والضالعين في ركابها والممسكين بأذيالها ولم تعد هذه الحقيقة مجالات للظن أو الاختلاف حولها وهي ماضية في تنفيذ هذا المخطط الإجرامي كواقع لا يخفي علي مخلوق إلا علي أولئك الذين عميت عقولها وتغشاها عن الحقيقة طائف من الجن.
هذه القضية قضية القوات الأممية وما صاحبها من مفردات مصنوعة صناعة كي تضفي علي الواقع أثوابا من الزيف والإضلال والتمويه مثل « الهجين» و«الحزم» ثقيلة كانت أم متوسطة أم خفيفة هذه القضية لا يجدي فيها تصريح هنا أو منبر هناك أو تنوير يزيل بعض الغبش وتبقي الحقيقة تتلمس طريقها للخروج فلا تستطيع فقد قلت من قبل أن مصارحة الشعب بكل شيء هو الذي يغلق الطريق أمام القيل والقال وليس احد سوي السيد رئيس الجهورية من يقع عليه عبء ومسؤولية الكشف الواضح عن كل ما يتعلق بقضية محاولات هذا التدخل للقوات الأممية وما تعلق بها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه أخيرا فالسيد الرئيس بيده مفتاح المغلقات في هذا الأمر، وليس أحد سواه وفي هذه الخطوة اللازمة حق وواجب حق للشعب في أن يعرف وهو مطلب شوري إسلامي سبق به ابن الخطاب حين أودعها كلمة باقية علي صفحات التاريخ حين قال « لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها » وعلي ذات الوتيرة ينهض الواجب على المسؤول في تبيان الحق صغيره وكبيره بعد أن أخذت بوادر الخيط الأبيض من الخيط الأسود تتراءى هنا وهناك لكنها جميعها لا تُغني إلا أن يطلع عليها الفجر ساطعا فيمحو مبددا كل خيط من الظلام.
و حتى لا يترك مصراع باب الدار بين المرتج والمشرع علي نحو ما أصاب نيفاشا ينهض الواجب كفلق الصبح حين يتلو الشعب كتاب الحقيقة ممهورا بأسماء كل الذين شاركوا أو كان من حقهم أن يعرفوا كل الحقائق ليدرك الجميع ما لهم وما عليه.
وحين دعيت لحضور التنوير الذي دعا إليه الأخ وكل وزارة الخارجية لم أشأ أن أذهب إليه رغم تقديري للسيد مطرف صديق لقناعتي بأن تنويرا يتم في قاعة لا يغني إلا من بعض الحقيقة وكانت الحقيقة في نظري وفي قناعتي هي أن يتم إعلان للشعب السوداني يدعوه إلي خطاب تاريخي جامع من داخل المجلس الوطني وبحضور مجلس الوزراء والولاة ومجلس القضاء وكل أجهزة الإعلام الرسمية والصحافة بألوانها والسياسيين بأحزابهم في هذا المؤتمر الحقيقي يخاطب السيد الرئيس الأمة السودانية بكل الصراحة والقوة والحقيقة التي لا تترك لأحد مجالا أن يكون له فوق ما قيل حديث أو مقال.. ثم ينفتح الباب ليقول الشعب رأيه فيما سمع ورأي.
أقول هذا في الوقت الذي تأخذ فيه الأمور طريقها إلى غموض كثيف فيما يتعلق بالسماح لتسعة عشر ألف جندي من القوات الأممية وثلاثة آلاف جندي شرطة لإقليم دارفور ومع هذا يراد من الجميع إلا يظنوا بأن هؤلاء أشتات من بني البشر إنما هم اثنان وعشرون ألف لوح من الخشب مركوزة حول دارفور ولا حول ولا قوة إلا بالذي خلق الإنسان من سلالة من طين وصوره فأحسن صوره!!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد